وزير الدفاع الإسرائيلي يحذّر الحوثيين ويهدّد قائدهم المباشر بضربات استهدافية
اللواء البحسني يطلع من وزير الداخلية على الأوضاع الأمنية في المحافظات المحررة
حرية الصحافة: صحفيون تدعمهم ICFJ يواجهون التحديات المتزايدة بـ"إصرار على ألا يُمحى الحق"
مكتب شؤون حجاج اليمن يناقش جودة الخدمات وتحضيرات موسم الحج
طارق صالح يطمئن هاتفيًا على صحة المناضل راشد محمد ثابت
رئيس مجلس القيادة يعزي قائد المنطقة العسكرية الاولى
ديفيد رمضان: واشنطن مصمّمة على إنهاء وجود ميليشيا الحوثي رغم اتفاق وقف النار
أزمة بترولية خانقة في مناطق سيطرة الحوثيين بعد تحذير إسرائيلي واستهداف موانئ الحديدة والصليف
وزير الخارجية يطلع على سير العمل في السفارة اليمنية بالعاصمة العراقية بغداد
وزير الخارجية يلتقي المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الاوسط وأفريقيا

الربيع العربي فاجأنا بما لم يتوقعه أحد وتوقيع المبادرة كان بداية التسوية في اليمن
المرحلة الأولى من الحوار أتاحت للمتحاورين البحث في الأزمات اليمنية كْلاٍ من موقعه ورؤيته ونظرته للمستقبل
كان تعارض الرؤى شديداٍ حتى خْيل لي بأن الاتفاق حول موقف موحد إزاء أسباب أي أزمة صعب
المؤتمر وانعقاده وحضور ومشاركة تسعة أطراف تتصارع في الساحات والميادين في حد ذاته ظاهرة ملفتة للانتباه
لم يرفض المؤتمر الشعبي العام التوقيع على الوثيقة لكنه لم يقبل الصيغ التي رأينا فيها خروجاٍ على مرجعية الحوار
بيان هيئة الرئاسة حاكم لكل الوثائق ومصحح لها ومانع لأي تجاوزات لاحقة وهذا حسم الخلاف على التوقيع
في حوار استثنائي قلما ذهب عميقا في تفاصيل صناعة الوفاق الوطني حملنا استفهامات القراء والجماهير إلى أهم شخصية يمنية عاصرت العمل السياسي وتخضرم لديها البعد الوطني على نار تجربة سياسية صبغها البعد المعرفي والعلمي الملم بمسارات التاريخ السياسي وشخصية قرأت مسارات التحولات السياسية في تاريخ اليمن المعاصر بعقلُ أكاديمي ومؤرخ واع.. إنه السياسي والمؤرخ الدكتور أحمد عبيد بن دغر المولود في قرية “موشج” بمديرية “شبام” محافظة حضرموت التحق بمعهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة ومنح درجة الماجستير في التاريخ بامتياز عام2000م. . ثم منح درجة الدكتوراه في التخصص ذاته مع مرتبة الشرف الأولى عام 2004 وله عدد من البحوث التاريخية منها بحوث حول بناء الدولة في اليمن, وكان أ ول من تحدث عن ضرورة بناء الدولة اللامركزية في اليمن حفاظاٍ على الوحدة.. انتخب عضوٍا في مجلس الشعب الأعلى عن دائرة “شبام” 1986. .. وبعد إعادة الوحدة اليمنية عام 1990 أصبح عضوٍا في مجلس النواب ورئيسٍا للجمعية الزراعية والأسماك .. من مؤلفاته حضرموت والاستعمار البريطاني صدر عام 2000 واليمن تحت حكم الإمام أحمد صدر عام 2004م. .. أما على الصعيد السياسي التنظيمي فقد كان عضوا قياديا في الحزب الاشتراكي اليمني ويشغل الآن الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام وأحد أبرز الناشطين في الحوار الوطني الشامل عضو لجنة 8+8 واللجنة المصغرة للقضية الجنوبية .. وعلى الصعيد الاداري شغل كثيراٍ من المناصب وقد عين وزيراٍ للاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة الاستاذ محمد سالم باسندوه حكومة الوفاق الوطني في 7ديسمبر2011م..
في هذ الحوار الصحفي الذي أجرته صحيفة الثورة مع السياسي والدكتور أحمد عبيد بن دغ الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام حاولنا جمúع أشتات التنافر في أهم محطات الوفاق الوطني الذي بدأ بتوقيع الرئيس السابق علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة في الرياض مروراٍ بمحطات التغيير السلمي وظروفه المعقد وأهم مسارات الحوار الوطني الشامل الذي تحتفل اليوم بنجاحه وتوافق اليمنيين على وثيقته النهائية مع التطرق لرؤية استشرافية لمستقبل يمن ما بعد الحوار….. إلى تفاصيل هذا الحوار الصحفي الهام.
# # دكتور أحمد قبل الدخول في تفاصيل مجريات الحوار الوطني الذي انت أحد أعضائه البارزين.. هلا لخصتم لنا وللقارئ من وجهة نظر أكاديمي وسياسي وباحث تاريخي – ما شهدته اليمن من عاصف سياسي أفضى بقياداتها إلى اختيار الحوار الوطني كمرتكزُ أهم لعملية التسوية السياسية.. ¿
# فاجأنا الربيع العربي بما لم يكن يتوقعه أحد كان هناك حراك شعبي غير عادي في الوطن العربي. وجد هذا الحراك دعماٍ قوياٍ من أطراف عربية وعالمية. هذه الأخيرة ثبت فيما بعد أنها كانت تتوقع حدوثه ولذلك لم تتردد في دعمه.
سقطت أنظمة لم نكن نتصور بأنها ستسقط بهذه السرعة والسهولة يبدو أن قاعدتها الاجتماعية قد تآكلت مما سهل لهذا الربيع إسقاطها. وتولى الجيش في مصر إدارة دفة هذين البلدين أما ليبيا فقد انتهت فيها الأحداث إلى ما انتهت إليه وبرزت الحركة الإسلامية في هذه الدول العربية كقائده لهذا التحول وظن الجميع أن هذا العصر هو عصرها. في الواقع تبدوا رياح تغيير أخرى تهب على المنطقة.
اليمن تأثرت بما جرى في الوطن العربي ومصر على وجه التحديد بحكم العلاقات التاريخية التي ربطت هذين البلدين وأيضاٍ لمكانة مصر المميزة في الوطن العربي الفارق بين تونس ومصر وليبيا هو أن قاعدة النظام وحزبه المؤتمر العشبي العام كانت ولازالت واسعة وقوية قاعدة عريضة اجتماعياٍ وكانت قادرة على الدفاع عن النظام وعن نفسها حاولت المعارضة التي خرجت إلى الشارع أشهر التأثير على النظام فلم تستطع وبعد أن أنهكت قوى الطرفين كان لا بد من البحث عن حل للأزمة ولم يكن هناك سوى اعتراف طرفي الصراع بالآخر. والبحث في إمكانية الوصول إلى اتفاق يخرج البلاد من أزمتها.
حينها تقدمت دول الخليج العربي بما عرف فيما بعد بالمبادرة الخليجية كانت السعودية بدرجة رئيسية أكثر هذه الدول حماساٍ للمبادرة وذلك بسبب الارتباط التاريخي والجغرافي بين البلدين وأثر كل منهما على الآخر.
واستجابت السلطة والمعارضة ووقع المشترك على المبادرة في يونيو من عام 2011م كأحزاب. ومع ذلك لم يؤد التوقيع على المبادرة من جانب الأحزاب إلى حلحلة الموقف كان لا بد من توقيع الرئيس علي عبد الله صالح على المبادرة. فجوهر المبادرة هو نقل السلطة إلى النائب وتشكيل حكومة وقانون للحصانة مع ضمانة ألا تتعرض الوحدة في اليمن لأي مخاطر.
# # كيف تم اقناع الرئيس علي عبدالله صالح حينها على التوقيع ¿ ولماذا كان رافضاٍ للتوقيع.. ¿
# استمرت الضغوط العربية على الرئيس علي عبد الله صالح لكن الرئيس قاوم لأسباب منها أن المبادرة هي عبارة عن مبادئ عامة وأن المضي فيها على النحو الذي كانت عليه لا بد أن يحدث مشكلات عديدة. وكانت الأحداث تتوالى وحصلت الاشتباكات في ” الحصبة ” وكانت عنيفة وبعد أيام من هذه الاشتباكات تقريباٍ في اليوم الثاني عشر لهذه الاشتباكات حدثت الجريمة الكبرى بحق الرئيس وصحبه في جامع دار الرئاسة واستشهد من استشهد ونقل الرئيس إلى الرياض لكنه قبل نقله إلى هناك ألقى خطاباٍ هاماٍ وأوقف الاشتباكات. وأنقذ اليمن مرة أخرى من حرب مؤكدة.
في هذا الوقت كان مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر يبذل جهوداٍ حقيقية للوصول إلى اتفاق جديد وبدعم من سفراء الدول العشر والولايات المتحدة وأوروبا على وجه التحديد. وصل الطرفان إلى وثيقة جديدة صاغ قادة المؤتمر مسودتها الأولى بموافقة الرئيس ومشاركة النائب سميت بآلية تنفيذ المبادرة الخليجية وهذه الآلية والمبادرة تم التوقيع عليها في الرياض في 23 نوفمبر2011. في أجواء متوترة وأحداث هنا وهناك وفي أكثر من مدينة لكنها في تعز كانت الأعنف بعد العاصمة.
التوقيع على المبادرة
# # هل كنتم من الموقعين على المبادرة الخليجية كحزب في التوقيع الأول.. ¿ وماذا أضاف توقيع الرئيس علي عبدالله صالح في نوفمبر بالرياض لموازين القوى .. ¿
# نعم وقعنا على المبادرة في مايو وعلى الآلية في نوفمبر وبموجب هذه الاتفاقية أصبح تفويض النائب عبد ربه منصور هادي جزءاٍ من اتفاق وطني وبمباركة خليجية ودولية. .. أما ماذا يعني توقيع الرئيس السابق علي عبدالله صالح فقد كان التوقيع في الرياض انعطافة هامة في تاريخ الأزمة في البلاد وكان بذات الوقت أسلوباٍ مختلفاٍ في نقل السلطة في واقع الأمر كان هذا الاتفاق يعكس ميزان القوى على الأرض فقد أدركت المعارضة أنها لا تستطيع أن تصل إلى السلطة كما تريد وأدرك النظام أن الحفاظ على السلطة منفرداٍ لم يعد ممكنا. وللحقيقة فقد عرض الرئيس علي عبدالله صالح على المعارضة المشاركة في السلطة لكنها أعرضت أكثر من مرة.
# # هل كان هذا التحول بداية حقيقية لمسار التسوية السياسية في البلد ..¿ وكيف تتابعت خطوات هذه التسوية .. ¿
# نعم كانت هي البداية والمنعطف الأهم كما ذكرت لك فقد تشكلت حكومة الوفاق الوطني في 7 ديسمبر 2011م برئاسة المعارضة وأصبح الأستاذ باسندوة رئيساٍ لها وتناصف طرفي الأزمة مقاعدها.. وتتابعت الخطوات بجدية وتراتبية لا بأس بها حيث بدأ التحضير لانتخابات رئاسية مبكرة وفي 21 فبراير 2012 أنتخب النائب عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية النائب الأول للمؤتمر الشعبي العام الأمين العام رئيساٍ للجمهورية وكان ذلك بمثابة انتقال فعلي للسلطة.
وعلى الفور دعا رئيس الجمهورية السلطة والمعارضة والأحزاب والقوى السياسية بما فيها الحوثيون والحراك الجنوبي الذي رفعت بعض تياراته شعار استعادة الدولة وفك الارتباط مع الشمال وشكل لجنة للتواصل ثم لجنة فنية للإعداد لمؤتمر الحوار الوطني.. وانتهت اللجنة التحضيرية في مارس من العام 2013م وحينها دعا رئيس الجمهورية إلى انعقاد المؤتمر برئاسته. وبدأت أعمال المؤتمر بحضور عربي وعالمي مميز وكانت تلك بداية لبحث حقيقي في المشكلات وبحث جدي في الحلول..
مجريات الحوار الوطني
# # وأنت عضو في مؤتمر الحوار الوطني وفي لجنة ( 8+8) ما أبرز المحطات التي مر بها الحوار الوطني..¿ وما هي أبرز التحديات التي اكتنفت طريق هذا الحوار.. ¿
# مرِ المؤتمر بثلاث مراحل هامة الأولى كانت في البحث عن جذور الأزمات التي تمر بها اليمن كأزمة الجنوب وأزمة صعده وهذه المرحلة سمحت للمتحاورين أن يبحثوا كلاٍ من موقعه ورؤيته وأسبابه ونظرته للمستقبل في هذه الأزمات وكانت هذه المرحلة فرصة للتعرف على رؤية كل طرف لأسباب وجذور كل أزمة ولم تكن هذه الرؤى متوافقة وكان التعارض بينها شديداٍ حتى خيل لي بأن الاتفاق حول موقف موحد إزاء هذه الأسباب صعباٍ لكن الروح المتسامحة لليمنيين ووجود رغبة صادقة لدى المتحاورين خاصة في القضية الجنوبية سمح في نهاية المطاف بحدوث التقارب والانفراج وحدوث ما كان في نظر البعض مستحيلاٍ وخاصة ممن راقبوا تطور الأوضاع في اليمن من خارجها..
استغرقت هذه العملية نحو شهرين في فريق القضية الجنوبية واحتجنا لشهر إضافي لمحتواها وفي الأشهر الأخيرة بدأنا في البحث عن حلول لهذه الأزمة وهنا تشكل فريق مصغِر من فريق القضية الجنوبية تكون من 16 عضواٍ كنت وزميلي احمد الكحلاني أعضاء فيه نيابة عن المؤتمر الشعبي العام.
# # ماذا عن الجدل الذي دار بين القوى السياسية حول لجنة الــ (8+8) خصوصاٍ ما يتعلق بما وصفت بأنها بْنِيِت أساس شطري..¿ وكيف استطاعت اجتياز عتبة الخلافات.. ¿
# هذه اللجنة هي لجنة الـ(16).. لكن الإعلام أطلق على هذا الفريق فريق 8 + 8 بتشجيع من الأمانة العامة وإعلام الحراك وغيره وظن الإخوة في الحراك أن هذه التسمية التي لم يتفق عليها تسمح لهم بالجلوس كفريق جنوبي وشمالي وأصر الأخ / محمد علي أحمد على الجلوس في القاعة كطرفين وطبعاٍ رفضنا وحدثت الإشكالية وبدون مقدمات ترأس بن عمر الفريق وما لبث الحراك أن أدرك استحالة الحوار بين شمال وجنوب في الواقع كان فريق الستة عشر مكوناٍ من مكونات مختلفة ولذلك لم يجر الحوار على أساس شطري ولكن الحوار كان يجري حول أوضاع اليمن بصورة عامة والجنوب بصورة خاصة..
تفاعل القوى السياسية
# # كيف تقيمون تفاعل القوى السياسية إزاء تفهم العْقد التي كانت تعيق انسياب أعمال المؤتمر وتباطؤ مساره الزمني¿
# المشكلات التي مثلت جدول أعمال المؤتمر كانت كبيرة بحجم الوطن وكان من الطبيعي أن تظهر تناقضات حادة في المواقف. وهذه التناقضات الحادة كانت تطيل أمد الحوار. أنظر إلى قضية صعده مثلاٍ هناك ستة حروب تقف في المشهد أمام المتحاورين دماء كثيرة سالت وأرواح كثيرة أزهقت وإمكانيات كبيرة أهدرت في هذه الحروب الستة أطراف الصراع العسكري ثم أضاف الصراع المذهبي بعداٍ جديداٍ على المشكلة فكان طبيعي أن يطول الوقت.
# # ومؤتمر الحوار يسجل نجاحاٍ لم يكن متوقعاٍ.. ما اللافت في هذه التجربة من وجهة نظركم..¿
# المؤتمر وانعقاده وحضور تسعة أطراف كانت تواجه بعضها البعض في الساحات والميادين هذا المؤتمر في حد ذاته ظاهرة ملفته للانتباه.. هو ظاهرة تعكس تاريخاٍ من تجربة سابقة لحوار وطني عرفناه بين اليمنيين مثاله الحوار الذي جرى بين الجمهوريين وبين الملكيين وأفضى إلى التصالح في نهاية سبعينيات القرن الماضي ثم ذلك الحوار الطويل بين الشمال والجنوب والذي أفضى إلى دولة الوحدة.
تجربة اليمن في شأن الحوار ملفته هي الأخرى من حيث أنها مثلت حالة شبه نادرة إذا استثنيت الحوار اللبناني في الطائف. وما يميز الحوار اليمني هذا هو أنه ينعقد على الأرض اليمنية. وإن كانت الرعاية موجودة وحاضرة هنا وهناك….
# # مقاطعاٍ- على ذكر انعقاد مؤتمر الحوار الوطني داخل اليمن.. وصل الخلاف بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والمشترك وشركائه إلى حد القطيعة.. ماذا عن نجاح فكرة الحوار في لِم شمل الطرفين خصوصاٍ على الصعيد السياسي.. ¿
# كان الخلاف والصراع مشتدين لكن مؤتمر الحوار فرض على المتخاصمين جميعاٍ -فمثلاٍ- المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والمشترك وشركائه الجلوس على طاولة واحدة وجهاٍ لوجه وهذا الأهم على الصعيد السياسي أتاح الحوار للنخب السياسية البحث في القضايا. وبالتالي البحث عن حلول وألزم هذه النخب أن تبدي قدراٍ أكبر من المرونة وأن تقدم التنازلات إزاء خلافاتها القديمة والحديثة دفعة واحدة فقد كان مؤتمر الحوار الفرصة الأخيرة المتاحة لحل المشكلات والوصول إلى توافق حولها وما كان هذا ممكنا في غياب الأطراف عن مائدة واحدة للحوار.. وتحت سقف واحد. ووفق أهداف معلنة أزعم أن للمؤتمر الشعبي العام دوراٍ حقيقياٍ في تحديدها. وهذه الأهداف كانت ولازالت حاكمة لأعمال المؤتمر وسوف تحكم مخرجاته.
البعد الجماهيري
# # جماهيرياٍ.. كانت هواجس الفشل تدب في أذهان الناس فحكم البعض على الحوار أحكاماٍ مسبقة تنطلق من تجارب وحوارات الماضي منذ نصف قرن وهو ما ذكرته آنفاٍ.. فكيف نجح الحوار هذه المرة في تغيير الصورة الذهنية لدى المجتمع اليمني.. ¿
# طبيعة الصراع السياسي الذي شهدته اليمن منذ ما بعد ثورة الـ(26) فرضت نمطاٍ سائداٍ من تشابه نتائج الحوارات السياسية المقصورة على قادات السلطة ورموز المجتمع ولم يصل إلى مفاصل المجتمع وأنا ذكرت بعض التجارب.. لكن شمول الحوار الوطني واتساع دائرته التمثيلية لكل شرائح المجتمع واتجاهاته المختلفة وهو ما بعث الأمل لدى الغالبية من أبناء اليمن في الوصول إلى اتفاق يجنب البلاد الحرب الأهلية لقد بعث المؤتمر الأمل لدى الجماهير في إمكانية الحفاظ على الوحدة وتحقيق الاستقرار والأمن واستعادة هيبة الدولة التي تصدعت بسبب الصراعات وظهور قوى لم تكن تعترف بالسلطة المركزية في صنعاء..
# # هل لعب الاعلام دوره المطلوب في هذا التحول في الرؤية والثقافة والمفهوم للحوار .. ¿
# بالتأكيد.. فإعلاميا أعطى مؤتمر الحوار الوطني لكل وسائل الإعلام إمكانية لم تكن متاحة من قبل وهي أن تنقل الأحداث والحوارات والمناقشات مباشرة دون وسيط. لقد مكنت وسائل الإعلام الجماهير من التعرف على الآراء ووجهات النظر المختلفة أولاٍ بأول. وخلقت حالة من التفاعل الجماهيري وأستطيع القول أن الإعلام الذي تابع أعمال المؤتمر خلق وعياٍ جديداٍ لدى المجتمع إزاء قضايا مهمة كبناء الدولة والحكم الرشيد والمصالحة الوطنية والتنمية ثم خلق وعياٍ أكثر عمقاٍ بمعرفة أسباب وجذور القضية الجنوبية وقضية صعده مما سمح في تقديري بالوصول إلى الحلول التي ترضي الجميع. أو على الأقل الأغلبية الساحقة من أبناء اليمن. فرضا الناس كل النـاس غاية لا تدرك.
وثيقة حل القضية الجنوبية
# # تعتبر وثيقة حل القضية الجنوبية من أهم مخرجات الحوار الوطني.. هلا أطلعت القارئ على ارهاصات وتحديات وعزيمة صناعة هذه الوثيقة.. ¿ وإلى أي مدى ساهم التوقيع عليها في تهدئة ما يجري في الجنوب¿
# في الواقع كانت قضية الوطن وقضية المؤتمر المركزية هي القضية الجنوبية أعتقد أن الجماهير اليمنية تابعت باهتمام ما يجري في بقية الفرق خاصة في فريق بناء الدولة.. لكن الكل كان يدرك أن مفتاح حل أزمة البلاد التي استفحلت موجوداٍ في فريق القضية الجنوبية وأن أمام المتحاورين وقد كنت واحداٍ منهم. مهمة جسيمة بحجم اليمن وأن عليهم أن يجدون حلاٍ مرضياٍ مقنعاٍ متفقاٍ عليه لأهلنا في الجنوب. وأهلنا في الشمال.
وطال الحوار في الفريق المصغر أمضينا ثلاثة أشهر نبحث في كل شيء وعن كل شيء يتعلق بالقضية وكنا قد وصلنا إلى قناعة بأن حل إشكالية القضية وإشكالية اليمن كلها إنما تكمن في الدولة. طبيعتها مهامها علاقات مكوناتها ببعضها البعض باختصار علاقة المجتمع بالدولة وعلاقة المجتمع بالسلطة والثروة.. وأعتقد أننا قد توافقنا على الكثير من القضايا. لكن توزيع السلطة والثروة وشكل الدولة مثل عائقاٍ كبيراٍ أمامنا كانت لدينا رؤى مختلفة ولم يبق سوى الخطوة الأخيرة.
وعندما تم التوقيع على مخرجات القضية الجنوبية أمام الرئيس وعلى مرحلتين لأن بعض المكونات رفضت التوقيع على الوثيقة كما قدمت في المرة الأولى.. تنفس الناس الصعداء في معظم المحافظات. في المحافظات الجنوبية قوبلت بالارتياح من الغالبية وطبعاٍ رفضها دعاة فك الارتباط واستعادة الدولة وكان يمكن أن تستقطب الحلول مزيداٍ من التأييد لها في عدن وحضرموت وبقية المحافظات الجنوبية الأخرى لولا الأحداث ومنها أحداث حضرموت.
# # لكنكم كنتم في المؤتمر الشعبي العام من الرافضين في البداية للتوقيع على الوثيقة .. ¿ فما هي النقاط الخلافية ¿ وكيف تم تسويتها إلى مسار الوفاق .. ¿
# لم نرفض الوثيقة أو التوقيع عليها لكننا أدركنا أن بعض نصوص الوثيقة بصيغتها الأولى كانت تمثل تهديداٍ لوحدة البلاد وكانت تنقص بعض نصوصها العدالة وخاصة فيما يتعلق بتوزيع السلطة والثروة كما رفضنا بعض الصيغ التي رأينا فيها خروجاٍ على مرجعية الحوار. أما كيف تم حل النقاط الخلافية ¿ فأتى الحل عندما تبنت هيئة رئاسة المؤتمر ذلك البيان المشهور في 7 يناير الحالي وصادق عليه مؤتمر الحوار في اليوم التالي وهو بيان وحاكم لكل الوثائق ومصحح لها ومانع لأي تجاوزات لاحقة فعدنا ووقعنا في اليوم ذاته.
أحداث حضرموت
# # وأنت أكاديمي ومؤرخ وكونك من أبناء حضرموت.. ما هي قراءتكم لما يجري في حضرموت ¿ وهل سيؤثر على مجريات استكمال التسوية السياسية.. ¿
# في الواقع دور الدولة يتراجع هناك وتزداد الهوة بين نظرة الناس للأمور وبين ما يجب أن تكون عليه الأمور ومما يزيد الوضع تعقيداٍ هو وجود القاعدة وحالات الاعتداء على حياة المواطنين وممتلكاتهم وخاصة أبناء المحافظات الشمالية هناك مشاعر غير سوية تقوم بعض القوى بتأجيجها ووجدت القاعدة في ظل هذه الأوضاع ملعباٍ تسرح وتمرح فيه لكني لا زلت أؤمن بأن الوحدة قيمة عظيمة لدى أهلنا في حضرموت وإنجاز تاريخي لا أظنهم إطلاقاٍ سوف يتخلون عنه الوحدة مسار تاريخي طويل للمجد وللكرامة وللتقدم وللحاق بركب الحضارة وإذا كانت الوحدة اليوم تواجه صعوبات حقيقية فهذه الصعوبات نحن من صنعها وعلينا نحن معالجتها وإزالة آثارها. لكي تبقى اليمن موحدة.
لقد عطلت حادثة مقتل الشيخ بن جبريش العليي الحمومي حالة الاستقطاب للحلول المتفق عليها. لقد أثارت أهلنا هناك ودفعت بالمزيد منهم إلى الاستماع ثانية للتيارات المنادية بالاستقلال الداعية للانفصال. وهججت المشاعر وارتفعت الدعوات الأكثر مناطقية في حضرموت كلها تقريباٍ ذلك أن الشيخ بن جبريش كان شيخاٍ للحموم وهم قبيلة كبيرة ورئيساٍ لحلف قبائل حضرموت.
ثم جاءت أحداث متفرقة لتزيد الطين بله ومن هذه الأحداث حادثة سناح المؤلمة في الضالع الذي راح ضحيتها العشرات. واستمرت الأحداث في التصاعد وللأسف يبدو الموقف في المحافظات الجنوبية والشرقية مقلقاٍ إلى حد كبير.. وإشارة إلى سؤالك حول تأثير هذه الاحداث على مجريات التسوية السياسية فبالتأكيد أنه ستؤثر عبر إبطاء استكمال أهم محطات التسوية السياسية ومسارها الزمني لكن لا أتوقع أنها توقف سير ما تبقى من هذه التسوية..
ضمانات الوثيقة
# # وما هو مستقبل القضية الجنوبية في نظركم بناءٍ على هذه الوثيقة.. ¿ وما هي الضمانات الكفيلة بتنفيذ هذه الوثيقـة.. ¿
# الأفكار المتفق عليها تقدم حلولاٍ إيجابية للقضية الجنوبية في إطار الوحدة هذه الأفكار والاتفاقات بين المكونات المختلفة بما فيها مكون الحراك الجنوبي تجمع بين أمرين. الأول الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية شائكة ومعقدة قضية مظالم وأخطاء ارتكبت بحق أهلنا في الجنوب والثاني الاتفاق على حل هذه القضية في إطار الوحدة وقد اتفقنا أن دولة الوحدة الجديدة ستكون دولة اتحادية من عدة أقاليم أظن الرئيس سيعلن عنها في الأيام القليلة القادمة.
## وما هي دعوتكم لمن يحملون مشاريع تشطيرية في هذا الظرف التاريخي وفي ظل النوايا الصادقة لحل القضية الجنوبية حلاٍ عادلاٍ.. ¿
# علينا أن نعترف أولاٍ أن مزاج الغالبية من أبناء الجنوب للأسف الشديد مع هذه المشاريع التشطيرية هذا المفهوم يجري تأصيله في بعض المحافظات الجنوبية من قبل بعض النخب السياسية والجماهيرية وحتى من قبل بعض النخب الدينية هناك أنصار كثر لهذا المشروع وفعلاٍ نحن نمر بمرحلة تاريخية صعبة وظرف معقد إلى أبعد الحدود.. والإبداع الوطني بحثاٍ عن الحل سوف يتجلى قريباٍ في نصوص متفق عليها سوف تشكل أساساٍ للدستور القادم.
وعلينا أن ندرك ثانياٍ أن الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية لا زالوا يؤيدون البقاء في ظل دولة موحدة لكنهم لا يستطيعون التعبير جيداٍ عن مواقفهم لأسباب بعضها أمني فدعاة الاستقلال مارسوا عنفاٍ فكرياٍ وحتى جسدياٍ على خصومهم الوحدويين ولهذا ظل الصوت الوحدوي خافتاٍ.
ارساء دولة عادلة
# # ما المؤمل على الرئيس عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية وكذلك على النْخب السياسية.. في هذه المرحلة وفي اتجاه اغلاق ملفات الماضي .. ¿
# نعتقد أن الرئيس عبد ربه منصور هادي والنخب السياسية على تعددها قد اتفقت فعلاٍ على حل عادل للقضية يعالج مظالم الماضي ويرسي أسس دولة عادلة تحترم القيم الوطنية والأعراف الدولية المنصوص عليها في مواثيق الأمم المتحدة هذه النية الصادقة لدى القيادة والنخب ستجد بإذن الله آذاناٍ صاغية في الجنوب ولو بعد حين المهم أن تتجنب العنف واستخدام القوة في مواجهة المظاهرات السلمية والاحتجاجات الشعبية حيثما وجدت فالعنف لا يولد إلى العنف وهو أسوأ الوسائل في مواجهة الجماهير الغاضبة. ثم علينا أن ندرك أن الساحة الوطنية مخترقة وبعض دول الإقليم التي تدعم دعاة فك الارتباط واستعادة الدولة في الجنوب حاضرة بالمال والإعلام في اليمن للأسف الشديد وأنصارها أصحاب حضور لا يمكن إنكاره. لكن ثقتنا في الشعب اليمني كبيرة وهو شعب عظيم ومهما كانت الصعوبات والتحديات فلديه القدرة على مواجهتها وتجاوزها وهو ما سيحدث بإذن الله.
النظام الاتحادي
# # كمؤرخ ومطلع معرفي على التاريخ السياسي.. ما هي رؤيتكم تجاه النظام الاتحادي التي رسا عليه التوافق في وثيقة الحوار .. ¿
# علينا أن ندرك حقيقة أن العالم يتجه باضطرار نحو نظم اتحادية اليوم نصف دول العالم تقريباٍ هي نظم لا مركزية أي نظم اتحادية أو شبه اتحادية. والنظم الاتحادية نجحت في مجتمعات مختلفة لكن أكثر المجتمعات التي نجحت فيها النظم الاتحادية هي المجتمعات التي تتميز بالتنوع التاريخي والاجتماعي والثقافي. وأحياناٍ السياسي لقد حافظت النظم الاتحادية على أكبر الدول عدداٍ في السكان وهي الهند البلد الأكثر تنوعاٍ عرقاٍ وديناٍ وثقافة وتاريخاٍ والنظام الاتحادي حافظ على وحدة بلدان صغيرة كالإمارات حيث يسود نظام اتحادي مميز دولة ناجحة واقتصاد قوي ومتين ومزدهر.
النظم الاتحادية نظم قوية وحكومتها أيضاٍ قوية قادرة على تنفيذ مهام الحفاظ على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها. وهي حكومات أقرب إلى العدالة من النظم الأخرى بسبب قيامها على أساس المشاركة الوطنية الواسعة واقتسام السلطة والثروة.. وهي حكومات تمكنت من احتواء التناقضات الاجتماعية والثقافية وحتى العرقية ففي ظلها استقرت المجتمعات التي أخذت بها وازدهرت الحياة وتأسست مجتمعات متحررة من الظلم والاضطهاد الذي يمارسه أحياناٍ أبناء الوطن بعضهم على بعض. النظم الاتحادية هي نظم إنسانية وهي نظم ليست من صنع شعب بعينه أو مجتمع بعينه هي خلاصة التجربة الإنسانية العظيمة في العصور الحديثة ونحن جزء لا يتجزأ من هذه التجربة.
# # هل نفهم من هذا أن الواقع المجتمعي والثقافي والسياسي اليمني وملائم لنظام اتحادي فيدرالي.. ¿
# بهذا أعتقد أن الدولة الاتحادية كنظام سياسي أقرب الأنظمة السياسية إلى واقعنا المثخن بالجراح والمحتقن بالصراعات والتناقضات ونحن في الواقع أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن نقبل بدولة اتحادية تحافظ على اليمن موحد أو أن نترك الأمور تمضي على النحو الذي هي عليه وحينها تنتصر المشاريع الانفصالية والمناطقية والمذهبية. خيار الدولة الاتحادية من عدة أقاليم هو الخيار الأفضل راهناٍ والأقرب إلى احتواء الأزمة واستعادة روح الانتماء إلى اليمن الواحد الموحد وهذا الخيار قد غدا خيار كل القوى السياسية دون استثناء لم يعد هناك من يرفضه سوى مكون واحد وله الحق في الرفض ولنا الحق في الإصرار على المضي نحو دولة اتحادية. من وقعوا على وثيقة القضية الجنوبية قبلوا بالنظام الاتحادي والكل وقع على هذه الوثيقة.
# # وهل سيقبل الجنوبيون بهذا النظام خصوصاٍ وهناك اعتراضات في طريق الأقلمة.. ¿
# أهلنا في الجنوب سيقبلون ولو تدريجياٍ بالنظام الاتحادي إذا ما رفع عنهم الضيم والظلم وأعاد الاستقرار لحياتهم وحقق لهم إمكانية المشاركة في السلطة وإدارة الثروة وهذا ما سيحدث في اليمن الجديد والعبارة هذه كثيراٍ ما وردت في ادبياتنا وكثيراٍ ما جاءت على لسان الرئيس عبد ربه منصور هادي ونحن وهو واليمنيون جميعاٍ نتطلع إلى هذا الجديد القادم.
# #ما هي المعوقات والتحديات التي قد يصطدم بها شكل هذا النظام في المستقبل.. ¿
# كثيراٍ ما يسود الاعتقاد أن الدولة الاتحادية هي دواء سحري للمشكلات هذا الاعتقاد فيه قدراٍ من السذاجة كل الأنظمة لها ايجابياتها ولها سلبياتها.. والنظم الاتحادية تواجه بعض المشكلات فهي مكلفة مالياٍ وإدارياٍ قياساٍ بالأنظمة السياسية المركزية وأحياناٍ تثير بعض المشكلات بين السلطات المحلية والسلطات الاتحادية ولكنها الطريقة الوحيدة لجعل مشاركة المجتمع حقيقية في إدارة الشأن العام والشؤون المحلية وعلينا أن نخوض التجربة فليس أمامنا خيارات أخرى. وعلينا أن نصنع تجربتنا الخاصة بنا المنتمية إلى الأرض اليمنية وإلى الشعب اليمني وإذا نجحنا وأنا متأكد من النجاح فإننا سنضيف للتجربة الإنسانية عبراٍ ودروساٍ جديدة ونحن شعب عرف كيف يتجاوز صعوبات الحياة ويبني حضارات. ويعمر ويبني ويساهم في الثقافة العربية والإنسانية. لقد بحثنا كثيراٍ في تجارب الشعوب واستعنِا بخبرات عربية وعالمية كثيرة وفي النهاية اقتنعنا بما اتفقنا عليه جميعاٍ دولة اتحادية من عدة أقاليم.
مخرجات الحوار والدستور
# # ما هي رؤيتكم تجاه عكس مخرجات الحوار على الدستور الجديد.. ¿
# هذه المرة سوف نحصل على دستور مختلف. لاختلاف الأسس التي سوف يصاغ عليها كانت لدينا دساتير قبل الوحدة. وبعد الوحدة كلها دساتير منقولة من تجارب الآخرين هي في الواقع أدت دورها في بناء الدولة في مرحلتها السابقة الآن الدستور الجديد سوف يحدد شكل الدولة العلاقة بين السلطات الاتحادية وسلطات الأقاليم والولايات سوف يحدد أسس استخدام الثروة الوطنية وتوزيعها على نحو عادل ولأن شكل الدولة له علاقة بمضمونها. ولهذا نتوقع مضامين جديدة أكثر عدالة وإنصاف فيما يتعلق بالحقوق دستور سوف يمنح المرأة حقوقاٍ جديدة ما كانت متاحة لها في الدساتير السابقة على الأقل فإن شراكتها في هذه المرة قد تحددت بوضوح وبنسبة 30% في كل الهيئات هذه النسبة لم تحصل عليها المرأة العربية بعد سيمنح الشباب فرصة للمساهمة في إدارة شئون الدولة دستور يقدم قواعد تضبط العلاقة بين قطاعات الاقتصاد الوطني وتسمح لهذه القطاعات بالمساهمة الإيجابية في عملية التنمية. واللجنة الفنية التي سيشكلها الرئيس لصياغة الدستور لن تجد صعوبة كبيرة في إعطاء هذا الشعب العظيم الدستور الذي يستحقه وذلك لأن القواعد والأسس الوطنية والسياسية للدولة قد تحددت في مخرجات الحوار الوطني. ووثائقه الملزمة.
الدعم الاقليمي والدولي
# # كيف تقيمون دور الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي لليمن في مرحلة الأزمة وفي مجريات مؤتمر الحوار.. ¿
# لعله من المناسب الاعتراف بأن دور الأشقاء كان دوراٍ مهماٍ وحاسماٍ في ضبط إيقاع الأحداث في اليمن لقد حرص الأشقاء على مساعدتنا على الخروج من الأزمة بأقل القليل من الأضرار حرصوا على وحدتنا وحرصوا على وضعنا في طريق الحوار والوفاق وقفوا معنا عندما تعرضت الدولة لأزمة اقتصادية ومالية حقيقية كادت أن تعصف بكل شيء. هنا علينا تسجيل الشكر والتقدير لدور المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى على ما قدموه من مساعدة أخوية سخية منعت انهيار الدولة وعلينا أن تقدر دور الأصدقاء والمجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الدول الخمس دائمة العضوية الذين تابعوا الأزمة ومارسوا في كثير من الأحيان ضغوطات على كل الأطراف بهدف الاتفاق والتوافق حول قضايا شائكة لكنني أعتقد بأن للأصدقاء الأمريكان دوراٍ مميزاٍ أكثر من غيرهم خاصة في وجود السفير السابق. كان نشطاٍ وأقام علاقات مع كل القوى السياسية وألم بتفاصيل الوضع في اليمن وسواءٍ اختلفنا معه أو اتفقنا كان دبلوماسياٍ لدولة مثلت قيادة العالم الحديث.
كلمة أخيرة
# # أخيراٍ .. كيف تنظرون لمستقبل اليمن بعد الحوار الوطني¿
# أعتقد أننا عانينا كثيراٍ في العقود الستة الماضية جربنا وسائل مختلفة ونظم مختلفة وقمنا بتجارب فاشلة وناجحة كثيرة. والآن نحن وللمرة الأولى نجمع على قاعدة جديدة وأسس حديثة تحدد مسارنا الوطني وتعيد صياغة الدولة وتنظم العلاقة بين أطياف المجتمع. للمرة الأولى نحن أمام إجماع وطني حول المستقبل غير مسبوق في حياتنا. وغير مسبوق في المنطقة العربية وإن كانت شعوب أخرى أخذت به ونجحت.
إذا التزمنا جميعاٍ وطواعية بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني سواءٍ تلك التي تتعلق بالدولة أو بالحكم أو بالمسار الديمقراطي والعدالة أو بالقضايا المعقدة كقضية الجنوب وقضية صعده إذا التزمنا طواعية بهذه المخرجات فإنني أعتقد أن خلافاتنا سوف تتراجع سوف نجد حلولاٍ لكل مشكلاتنا السياسية والمذهبية والمناطقية والقبلية التي ألحقت بنا أضراراٍ كبيرة برزت بوضوح أكبر خلال السنوات الثلاث الماضية. المسألة لها علاقة بوعيينا وبمدى التزامنا بما اتفقنا ونتفق عليه وبمدى احترامنا للقواعد والأسس التي ارتضيناها لأنفسنا.
تصوير/ ناجي السماوي