الرئيسية - رياضة - عندما ذرف (الجمباز) الدمع
عندما ذرف (الجمباز) الدمع
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

كانت لحظات حزينة ومؤثرة جدا عندما ذرف (الجمباز) الدمع عصر الجمعة 24 يناير الماضي بملعب ثانوية ابن شهاب بالمكلا. ذرف (الجمباز) الدموع قبل أن يتسلم شهادة تقديرية قدمتها له إدارة فريق الاتفاق بجول الشفاء عرفانا بدوره وتدريبه الفريق خلال فترة سابقة. وعندما بدأنا بتقديم معلومات عنه قبل أن يتسلم الشهادة – ورغم أنها شهادة ورقية – بدأ الكابتن مبارك عبدالله العماري الشهير بـ (الجمباز) يذرف الدمع في لقطة مؤثرة أبكانا معه .. ولعل (الجمباز) الوفي تذكر حينذاك أياما مضت وشريط الذكريات كان يمر أمامه منذ أن وطأت قدماه المكلا في ثمانينيات القرن الماضي بعد عودته من عدن وقبل ذلك من الصومال. تذكر (الجمباز) – وهذا ما شعرت به – تلك السنوات الجميلة في الثمانينيات عندما كانت القلوب تتسابق لضم بعضها البعض وعندما كان الإخلاص والتفاني بدون مقابل سيد الموقف تذكر (الجمباز) مواقفه البطولية في الوفاء والإخلاص للرياضة في حي ديس المكلا وتلك اللحظات والسنوات الجميلة التي أسهم فيها بصناعة تاريخ فريق شمسان بالديس أحد أبرز الفرق الشعبية لنادي شعب حضرموت. وأعاد له شريط الذكريات صورا لوفائه وهو يصنع جيلا من الموهوبين من أبناء الديس الذين صنعوا مجد ذلك الفريق الكبير لنادي الشعب نهاية الثمانينيات وفي التسعينيات واستحوذ على بطولات المحافظة وقفز بالنادي إلى منصات التتويج ليواصل إلى اليوم مسيرة العطاء ويظل سفيرا لحضرموت في دوري الدرجة الأولى. كان (الجمباز) أحد أبرز الذين أنتجوا ذلك الفريق الكبير .. وحمل المشعل بعده الكابتن القدير محمد عبدالله العكبري (موف) الذي ندعو له بالشفاء العاجل من آلام يشكو منها في ركبتيه. لم يكن مبارك (الجمباز) مجرد مدرب لذلك الجيل والعديد من الأجيال بل كان الأخ الأكبر لهم والأب والصديق .. كان يدفع من جيبه ليوفر لهم وللكثير من اللاعبين الجزمة والقرمة والسروال الرياضي في منظر رائع للمدرب المخلص المحب للرياضة وخدمة النشء والشباب بطيبة وخلق رفيع وهو ما شهد به الجميع. وفوق هذا وذلك أسس (مبارك) لعبة الجمباز في المكلا وتحديدا في مدارسنا من خلال عمله مدرسا للتربية الرياضية فازدهرت هذه اللعبة آنذاك وشاركت المدارس في الحفلات والمهرجانات المختلفة وانخرط فيها العديد من الطلاب الذين أبدعوا في رسم لوحات جميلة لهذه اللعبة الرياضية الرائعة .. ولشغفه بهذه اللعبة أطلق عليها لقب (الجمباز). ولأن الرياضة كانت تمثل كل شيء بالنسبة له فقد صرف (مبارك) فلوسه في دعم الفرق وتوفير مستلزمات اللاعبين .. وبقي – أمده الله بالعافية – محتفظا بصندقة من الخشب وبعض الطوب في أعلى جبل بمنطقة جول الشفاء وقد رزقه الله بالذرية من الأولاد والبنات. لكن (مبارك) لم يعد ذلك الأول البشوش المرح .. فعندما تراه تلفت انتباهك علامات القهر والفقر والحزن والبؤس ترتسم على كل وجنات وجهه.. لا تحزن يا (مبارك) فأنت من رسم الفرحة للمئات من الطلاب والمشجعين واللاعبين .. وأنت من وقف خلف جزء لا ينسى من تاريخ حضرموت وناديها الشعب .. وأنت الرجل البسيط الطيب الذي نحبك .. وربما يا أخي كثير من الناس يبحث اليوم عن محبة الآخرين بفلوسهم ووجاهتهم ولا ينالوها .. لكنك أنت سكنت القلوب ونلت الاحترام بطيبتك وتضحياتك.. لك كل الاحترام .. وأرجو أن لا تذرف الدمع بعد اليوم لأننا نحبك .. ولأننا نبكي عندما تبكي..