الرئيسية - محليات - طفح المجاري يتسبب في تآكل شوارع المدينة
طفح المجاري يتسبب في تآكل شوارع المدينة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تعاني محافظة تعز من ظاهرة طفح المجاري فيها التي أضحت بمثابة علامة فارقة تميز شوارعها وأزقتهاالأمر الذي يلقي بظلاله على صحة وسلامة المواطنين هناك وتفاقم الوضع بصورة مرعبة وربما إلى الحد الذي يتعذر معه إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة سيما في ظل تغاضي الجهات المسؤولة بالمحافظة عن تحمل مسؤولياتها.. “الثورة” التقت عددا من المواطنين والمسئولين بالمحافظة واستطلعت آراءهم حول طفح المجاري بمدينة تعز والأضرار الناتجة عنها, وكذا عن الحلول الممكنة لهذه المشكلة التي تشكل خطراٍ على حياة الإنسان والحيوان وعلى البيئة برمتها في تعز وكانت الحصيلة كالتالي :

• كانت البداية مع المواطن وهيب الزبيري الذي تحدث قائلاٍ : – منذ سنين طويلة ونحن نعاني من انتشار المجاري في الشوارع والأحياء وخصوصا في منطقة بير باشا ووادي الدحي والتي تمثل قلقاٍ كبيراٍ لنا وتتسبب انتشار البعوض والروائح الكريهة بكثرة الأمر الذي جعلنا عرضه للعديد من الأمراض كحمى الضنك والملاريا بالإضافة إلى انتقال العديد من المواطنين للسكن في مناطق أخرى بعيدة عن هذه المجاري التي حرمتنا حتى من فتح نوافذ المنازل جراء الرائحة الكريهة المنبعثة منها .. وأضاف : نناشد الجهات المختصة في النظافة والمسئولين في الصحة النظر في الموضوع وسرعة إصلاح المجاري لما تسببه من اضرار وتشويه المنظر الجمالي لهذه المحافظة. مشكلة كبيرة • أما الناشطة أشجان الظاهري فتقول : – تمثل ظاهرة طفح المجاري بمدينة تعز مشكلة كبيرة من المفروض أن تضعها الدولة في أولوية اهتماماتها حيث أصبحت العديد من شوارع وأزقة المدينة منتهية نتيجة تدفق المجاري فيها بالإضافة إلى ما تسببه من التشققات والحفريات في العديد من الشوارع الرئيسة والتي تتوقف فيها حركة السير .. وتضيف: إن ما يدعو للسخرية هو طفح المجاري أمام مبنى مؤسسة المياه والصرف الصحي وكما يقول المثل “باب النجار مخلوع” فكيف إذاٍ سيصلح وضع المجاري بالمحافظة مادام هذا هو حال المؤسسة المحلية للمياه..¿! ظاهرة خطيرة • وبدوره قال سمير إسماعيل من حي شارع 26 سبتمبر: – تعد مشكلة طفح المجاري ظاهرة خطيرة تهدد أبناء المحافظة والبيئة بشكل عام وتعود لعدة أسباب منها أعمال الرصف والشق والسفلتة العشوائية التي تسبب أضراراٍ ومشكلات في المجاري , مشيراٍ إلى وجود بعض شبكات المياه والصرف الصحي التي تتسبب في تآكل الإسفلت أو إتلافه بسبب تسرب المياه والمجاري منها الأمر الذي زاد من أعباء وتراكمات في ترميم الشوارع على إثر تلك الظواهر ونثق من أن الإدارة الحالية للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي ستأخذ ذلك بعين الاعتبار. إعادة تأهيل • وعن ذات المشكلة تحدث الأخ ذي يزن نعمان بقوله : – يا أخي بصراحة نحن نقاسي الأمرين جراء هذا الطفح المزمن للمجاري وقد قمنا بالكثير من المبادرات بهذا الصدد وتحملنا أعباء ذلك من جيوبنا الخاصة فيما لم تقوم الجهة المختصة حتى بالإشراف علينا والتي لا وجود لها على أرض الواقع وتتواجد فقط على “الفاتورة” وأضاف : تعز تحتاج إلى إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي فيها لأنها قديمة و? تتحمل الزيادة السكانية الكبيرة , كما أنه تم في بعض المناطق تركيب شبكة جديدة لكن لم يقوموا بتوصيل المجاري إلى الشبكة فطفح المجاري في كل مكان أمام المدارس وفي مدخل مدينة تعز الغربي وبير باشا وفي الأسواق كعصيفرة والجهيم وأيضاٍ أمام مستشفى طيبة والروضة وعدد من الشوارع والأحياء. تركة ثقيلة • وبعد أن استمعنا لمعاناة المواطنين جراء طفح المجاري وما تسببه من اضرار التقينا بمدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة الأخ محمد أحمد إبراهيم والذي تحدث قائلاٍ : – كما تعلم أننا تسلمنا إدارة المؤسسة منذ شهرين والتركة ثقيلة والالتزامات كبيرة للموظفين وجهات أخرى ولدينا أكثر من 14 سيارة منهوبة منذ أحداث العام 2011م وهذا يعيق كثيرا عمل الفرق الفنية مما اضطرنا في كثير من الأحيان للانتقال مشياٍ على الأقدام للقيام بأعمال الإصلاحات الفنية أو الاستئجار, ومنذ تسلمنا الإدارة عملنا معالجات إسعافية وتم التغلب على بعض  الصعوبات والمعوقات الكبيرة التي تواجهها المؤسسة وخصوصا تلك المتعلقة برواتب ومستحقات الموظفين حيث تم صرف مرتبات العاملين المتأخرة لأكثر من أربعة أشهر بالإضافة إلى تشغيل آبار كانت متوقفة عن العمل وإنزال التيار الكهربائي الذي سيساعد في تخفيض النفقات التي على المؤسسة.. اختناقات كبيرة ويضيف: بالنسبة لطفح المجاري في بعض الأحياء بصورة مستمرة فإنه يعود إلى الاختناقات الكبيرة في تلك الأحياء بينما خطوط تصريف المجاري فيها صغيرة والتي نجد صعوبة في معالجتها فهي بحاجة إلى استبدال كلي على سبيل المثال منطقة المدينة القديمة تعاني من ترهل كبير في شبكة الصرف الصحي والتي أنشئت في الستينيات والمصنوعة من الأنابيب الإسمنتية وتحدث فيها الانسدادات بشكل مستمر.. واستطرد : حاليا نسعى في البحث عن تمويل لتنفيذ مشروع استبدال الشبكة في المنطقة بشكل كامل بتكلفة بلغت 12 مليون دولار وقد تم التوصل إلى اتفاق مع البنك الدولي لتمويل 50% من المشروع عبر مرحلتين تنتهي المرحلة الأولى مع نهاية العام 2016م. مشاريع عديدة • ويؤكد مدير المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي قائلاٍ: – يوجد مشروع لمنطقة صرف صحي في المنطقة الغربية للمدينة حيث يتم حاليا استكمال الدراسات اللازمة له والبحث مع الجانب الماليزي لتوفير مصادر تمويل للمشروع, وقد تم تنفيذ بعض المشاريع في بعض المناطق كمنطقة وادي الدحي بتمويل من الخطة الاستثنائية وهناك مشاكل عديدة نواجهها في مخرجات الصرف الصحي ونعمل حاليا مع السلطة المحلية لمعالجتها للحصول على أرض لإقامة أحواض التجميع, بالإضافة لوجود مشاريع متعثرة بسبب عدم القدرة على امتلاك الأرض وعدم توفر مخصصات مالية تكفي لامتلاك الأراضي وهناك جهود تبذل من قبل قيادات السلطة المحلية بالمحافظة عبر الخطة الاستثنائية لمحاولة تغطية الأعباء المترتبة على هذه الأراضي, ولدينا مشاريع أخرى للتوسع في خدمة الصرف الصحي منها مشروع في المنطقة الشرقية وخصوصا في الحرازية والجزء الأسفل في منطقة صالة. واختتم حديثه بالقول : نحن بحاجة لدعم حكومي ليتسنى لنا تجاوز الالتزامات التي تواجه المؤسسة بالإضافة إلى ضرورة صرف وزارة المالية لمستحقات المؤسسة لدى الجهات الحكومية والتي وجه بها فخامة رئيس الجمهورية والمقدرة بـ450 مليون ريال, كما نحتاج لتسريع المواطنين في سداد المديونيات التي عليهم, كما أتمنى من المواطنين الإبلاغ عن المخالفات والمحافظة على منشآت المياه وشبكات الصرف الصحي كون المؤسسة أنشئت لخدمتهم وخدمة المحافظة بشكل عام. توفير الإمكانات • وفي نفس السياق يتحدث المهندس عبدالقادر حاتم وكيل المحافظة لقطاع الشئون الفنية والبيئية قائلاٍ : – تولي قيادة المحافظة جانب الصرف الصحي اهتماماٍ ورعاية خاصة من خلال تذليل الكثير من الصعاب لمواجهة طفح المجاري في الشوارع والأحياء وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك رغم الكم الكبير من المعوقات والمشاكل, واستطعنا خلال الـ5 سنوات الماضية عمل شبكة جديدة للمياه والخطوط الرئيسية للصرف الصحي للتقليل من كمية الفاقد من المياه, ولكون محافظة تعز منطقة جبلية نواجه صعوبات عدة في مواجهة كل المشاكل المتعقلة بالصرف الصحي خصوصا وهي تحتاج إلى أعمال جبارة وتعاون الجميع. منطقة الصرف الصحي وأضاف: لدينا حاليا منطقة للصرف الصحي بمنطقة الحوجلة بدأ العمل بها في عهد المحافظ السابق وتم استكمال العمل بمتابعة حثيثة ومستمرة من قبل المحافظ الحالي, وحاليا لدينا توجه لبدء العمل فيها وتحويلها إلى منطقة للصرف الصحي بطريقة ديناميكية وعالية العمل وأن نضع المقلب الخاص بالقمامة إلى جوار الصرف الصحي واستخدام المخلفات الخاصة بالمقلب ومخلفات الصرف الصحي وإيجاد مصنع للأسمدة ولن تشعر المنطقة بأي مشكلة بيئية كون العمل سيسير بطريقة علمية مدروسة وقد توصلنا إلى اتفاق مع الأهالي حول هذا الموضوع وهذا المشروع سيخدم المنطقة وسيعمل على إنتاج كمية كبيرة من الأسمدة ستعود فوائدها على المنطقة وسنحصل على كمية كبيرة من المياه النقية والتي سيستفيد منها كافة أبناء المنطقة للزارعة. إنشاء محطة وأردف: هناك مشروع يجري العمل فيه حاليا ويتمثل في إنشاء محطة للصرف الصحي في المنطقة الغربية لمدينة تعز الأكثر كثافة سكانية, والتي تشمل (بيرباشا ـ وادي الدحي ـ وادي القاضي ـ الحصب ….الخ) وقد تم التنفيذ في بعض الأحياء كمنطقة وادي الدحي التي بدأ العمل لحل مشكلة طفح المجاري المزمن في تلك المنطقة بتمويل السلطة المحلية بالمحافظة وإشراف قطاع الشئون الفنية, كما أن الإجراءات تسير بشكل جيد لتنفيذ المحطة وتحسين شبكة الصرف الصحي وسيكون المشروع متميزاٍ والمحطة ستفيد المواطنين وسيصل نقاوتها إلى %95. نقلة نوعية ويواصل حاتم قائلا: 0.العام الحالي 2014م سيشهد نقلة نوعية في مجال شبكة المياه والصرف الصحي ونعول كثيراٍ على القيادة الجديدة لفرع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي ذات الخبرة والكفاءة في القيام بمهامها على أكمل وجه مع جميع منتسبي وموظفي المؤسسة , وأتمنى على العاملين تقدير الوضع الراهن للبلد وما تمر به من أوضاع صعبة وخصوصا في الجانب المالي وتغليب مصالح المؤسسة والوطن على مصالحهم لأنهم جنود مع هذا الوطن والحقوق ستأتي لا محالة, كما أتمنى من المواطنين التعاون الجاد مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.