الرئيسية - رياضة - عزيمة الطفل مصطفى تقهر الإعاقة
عزيمة الطفل مصطفى تقهر الإعاقة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إن من معجزات الله سبحانه وتعالى أن خلق البشر مختلفين لكل مميزاته الخاصة التي ينفرد بها وسط أقرانه فإذا جاء قدر الله سبحانه وتعالى أن يسلب من بعض هؤلاء البشر قدرات معينة فإنه عز وجل قد أودع فيهم العديد من القدرات التي تمكنهم من النجاح والتميز في مجالات عديدة. الطفل الموهبة مصطفى محمد شرف الدين من مدينة سيئون يبلغ من العمر عشر سنوات لم تمنعه إعاقته الخلقية المتمثلة بامتلاكه ليد واحدة (اليد اليمنى) فقط بينما اليد اليسرى لم تنمو منذ ولادته من تحت المرفق عن ممارسة هوايته المفضلة لعبة التايكوندو والذي يمارسها في نادي سيئون ضمن فريق البراعم. مصطفى يتقن الحركات القتالية والدفاع عن النفس بكل عزيمة وتميز رغم صعوبتها وتطلب استخدام اليدين في بعضها ولكن الطفل مصطفى كان أفضل زملائه الذين يعاملونه أخا عزيزا لهم ومعترفين بمقدراته المميزة في تأدية عدد من الاستعراضات في مجال اللعبة لا يستطيعون تأديها هم إضافة إلى أنه متفوق في دراسته بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة الارتقاء ودائما ما يحتل أحد المراتب العشرة الأولى. الموهبة والعزيمة والإرادة التي يتمتع بها الطفل مصطفى قل أن نجدها في غيره من الأصحاء في عمره فأسرته استطاعت أن تشجعه وتحفزه في إبداعاته وتلبي هواياته إيمانه بالله كبير وثقته بنفسه كبيرة فمبجرد أن يسأل السؤال الأصعب ماذا حصل ليدك اليسرى يجيب مبتسما وفخورا هذا من الله سبحانه وتعالى. مصطفى أبهر الجميع في العروض الاستعراضية بقدراته وبحركاته في لعبة التايكواندو التي قدمها مع براعم نادي سيئون في الفقرات الاستعراضية في البطولة الداخلية التي أقامها فريق التايكواندو بالنادي بمركز الفرسان بسيئون بحضور القيادات الرياضية بالنادي واللعبة بالوادي وأولياء الأمور وجمع غفير من عشاق وهواة اللعبة بوادي حضرموت. أردت أن أتعرف عن قرب عن حياة هذا الطفل أسريا وتعليميا ورياضيا وخرجت بالحصيلة التالية: أوضح والده محمد شرف الدين أن ابنه مصطفى يحبه الجميع من أول لقاء يجمعهم به نظرا لما يتمتع به من مرح منذ طفولته مشيرا إلى أنه يحظى باهتمام خاص من حيث تلبية مطالبه والتي تتناسب مع عمره وأن المدرسة ساعدته كثيرا بعدم تحسيسه أنه مختلف عن بقية الأطفال في سنه من خلال ممارسة حياته اليومية في اللعب وممارسة هواياته بشكل طبيعي بل تم تعريفه أن ما به من تشوه خلقي هو من الله سبحانه وتعالى ليزداد عزيمة وإرادة يوما بعد يوم. إدارة مدرسة الارتقاء هي الأخرى أوضحت مدى إعجابها بتميز الطفل مصطفى في دراسته منذ الصف الأول وهو من الطلاب المميزين في المشاركة أثناء الحصص والنشاط المدرسي وتجمعه مع زملائه في الصف علاقة حميمية وترتيبه دائما خلال الثلاث السنوات الدراسية من العشرة الأوائل. أما المدرب الوطني واللاعب الدولي سابقا الكابتن صالح سعيد بانصر مدرب نادي سيئون للعبة التايكواندو فقد أوضح أن الطفل مصطفى أحد براعم النادي في لعبة التايكواندو وإنه طفل موهوب ومبدع بأنه مشيرا إلى أنه ورغم إعاقته إلا أنه يجيد كافة الحركات الاستعراضية والقتالية في اللعبة وأنه سريع الاستيعاب والتطبيق وهو ما يميزه عن زملائه في الفريق منوها أنه يحب اللعبة كثيرا ولديه الرغبة الكاملة لتطوير قدراته فيها. وقال: الرائع في الأمر والذي ساعدنا وساعده على ممارسة هوايته بالصورة المطلوبة أنه لم ينظر أحد لإعاقته الجسدية بل استطاع رغم انه بيد واحدة أن يكون أفضل من بقية الأطفال في الفريق وهو ما يبشر له بمستقبل زاهر في اللعبة إذا وجد العناية والرعاية من الجهات ذات الاختصاص لتكون سندا لأسرته المشكورة التي استطاعت أن تمنحه الثقة في ممارسة هوايته دون خوف أو تردد من إعاقته حتى عرف الجميع أنه يمتلك موهبة رائعة نتمنى أن تجد من يعتني بها وينمي مواهبها ليصير نجما من نجوم الرياضة. واختتمت لقائي مع الموهبة الطفل مصطفى بعد الاستعراض الذي قدمه براعم نادي سيئون للتايكوندو وقدم شخصيا عروضا استعراضية فردية أبهرت الجميع حيث وجهت له سؤالا حول لماذا أختار ممارسة هذه اللعبة الصعبة وماذا يتمنى أن يصبح في المستقبل فرد علي دون تردد وبكل ثقة بقوله: لقد أعجبتني هذه اللعبة وعشقتها وحبيت أن أمارسها للدفاع عن نفسي وإخواني وأصدقائي ورغم إعاقتي لم أجد أي صعوبة في تطبيق حركاتها وأتمنى أن أكون بطلا عالميا في لعبة التايكواندو يشرف وطنه اليمن بإذن الله تعالى.