الخدمة المدنية: الأحد القادم إجازة رسمية بمناسبة العيد الـ57 للاستقلال الوطني الزنداني يؤكد أهمية دعم المجتمع الدولي لتعزيز مساعي السلام في اليمن العرادة يختتم المرحلة الثانية من مشروع إنارة عدد من شوارع مدينة مأرب الإرياني يزور مؤسسة 14 أكتوبر ويدشن العمل بالمطبعة التجارية وفد الـ (UNDP) يتفقد عددا من المشاريع المنفذة من قبل مشروع (سيري) بمأرب اليمن يشارك في الإجتماع الـ2 لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بدول التعاون الإسلامي عقد قمة ثلاثية بين الأردن وقبرص واليونان لتعزيز التعاون المشترك البرلمان الأوروبي يوافق على التشكيل الجديد لأعضاء المفوضية الأوروبية 44282 شهيدا و104880 مصابا ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة وزارة الإتصالات تعلن بدء المرحلة الثانية لتوسعة شبكة عدن نت
◄ رفعي لعلم الإمارات لا يعني تنصلي من يمنيتي وأسعى لنشر التسامح والإخاء
حاوره/علي الدبعي
ليس من المبالغة إذا وصف بلقب “ابن بطوطة اليمن” أنه أحمد القاسمي أول رحالة يمني وعربي وعالمي يطوف الوطن العربي وقارتي آسيا وأفريقيا على ظهر الجمال في عصرنا الحديث .. طموحه سقفه السماء ويسعى إلى منافسة الرحالة العربي الشهير “ابن بطولة” وتسجيل اسمه في موسوعة “جينيس” إضافة إلى نشر ثقافة التسامح والمحبة والإخاء على طول خط الرحلة يتطلع إلى معرفة الأرض والإنسان. القاسمي استضفناه وحاورناه في حوار شيق تضمن تفاصيل عدة ومختلفة عن رحلاته والمخاطر التي يواجهها فمع التفاصيل:
* لماذا اخترت الترحال على ظهور الجمال¿ – سبق لي أن قمت بعدة رحلات سيرا على الأقدام فتعرضت لمتاعب كثيرة فكان لابد لي من إيجاد وسيلة أخرى فاخترت الرحلات على الجمال كونها اقل مشقة وممتعة خاصة أن الجمال تحمل راكبها وتساعده على حمل الزاد إضافة إلى أنها تدافع عني عندما تهاجمني الحيوانات المفترسة وكونها رمزاٍ تاريخياٍ عربياٍ من خلاله ينظر الأجانب لي باهتمام كبير. * متى قمت بأول رحلة على الجمال¿ – أول رحلة كانت في عام 1994 من صنعاء إلى الرباط عن طريق أفريقيا وقطعت خلالها 7 آلاف كم وفي عام 95م كانت الرحلة الثانية عبر لبنان وسوريا والعراق والأردن والسعودية والبحرين وقطر والإمارات وعمان والعودة إلى اليمن وقطعت 16 ألف كم وحققت هذه الرحلة أهدافها كاملة من خلال الاهتمام الإعلامي والاستقبال الرسمي والكبير من بعض الرؤساء والأمراء ووزراء الشباب في تلك الدول وحملت الرحلة الدعوة للوحدة العربية والتضامن والتصالح وبعدها قمت برحلة آسيوية عام 1999م وانتهت عام 2000 طفت خلاها السعودية والكويت وباكستان والهند وبنجلادش وتايلاند وماليزيا وسنغافورا وصولا إلى إندونيسيا وكنت انوي الوصول إلى استراليا لحضور اولمبياد سدني ولكن للأسف الحظ لم يساعدني لأن السلطات الاسترالية لم تسمح لي بالدخول نظرا لعدم التنسيق مع وزارة الشباب اليمنية رغم أنني نسقت قبل انطلاقي من اليمن مع وزارة الشباب آنذاك ولكن بعد خروجي من الحدود اليمنية نسوني أما أخطر رحلاتي فكانت أخرها “رحلة القارة الأفريقية” والتي كانت عبر جيبوتي وأثيوبيا وكينيا وتنزانيا وموزمبيق مرورا بالخط الساحلي الشرقي للقارة الأفريقية وصولا إلى جنوب أفريقيا وقطعت خلالها 9 آلاف كم خلال تسعة اشهر. * هل واجهتك عراقيل في حدود الدول¿ – عندما تكون علاقة هذه الدول بالدولة التي جاء منها الرحالة جيدة تتسهل له الأمور أما العكس فيضع كثير من الإشكاليات ويؤسفني جداٍ مثل هذه التعسفات لأن الرحال يحمل رسالة سلام ومحبة وإخاء. * إلى ماذا يحتاج الرحال¿ – يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي وما يقدم لي يعد دعما بسيطا جدا أما من خلال الوزارات أو شخصيات في الدولة ولا يتجاوز الـ200 ألف ريال ومن حسن الطالع أن الجمل حيوان اقتصادي يأكل جميع النباتات ولا يحتاج إلى تكلفة مادية أما بالنسبة لي فكنت أتقاسم مع الناس رغيف الخبز في الأرياف وفي العواصم كانت وزارات الشباب والرياضة في الدول العربية تستضيفني أما في الرحلة الأفريقية فكانت الأصعب لأنه إذا لدي مال أستطيع السير أما إذا لا يوجد المال فقد أتعرض للهلاك. * لماذا حظيت بكل ذلك الاهتمام من الإماراتيين¿ – حقيقة ليس بغريب على دولة مثل الإمارات تعتز برياضة الهجن أن تولي شخصاٍ مثلي طاف العديد من البلدان على ظهر الجمال الاهتمام والرعاية كما أن الجمل يعد رمزاٍ لدى الإماراتيين وتراثاٍ تاريخياٍ للعرب إضافة إلى انه يعد جانب من جوانب النشاط الثقافي والتاريخي للإمارات. * بعد عام 2000م توقفت عن ممارسة هوايتك المفضلة ما هي الأسباب¿ – أصبت بالإحباط والانكسار لأن الرحلة الآسيوية لم تكتمل وعدت أدراجي إلى اليمن وبعدها وسيت نفسي بتدوين مذكراتي والمضي في طباعة الكتب التي أخذت مني وقتا كبيرا ومنها “أسرار في خلق الجمال” و “الفضاء رحلة على سفينة الصحراء” و “رحلة العجائب في زمن الغرائب” و”الجمل معجزة الخالق وظل الإنسان العربي” والأخير قمت بإعداده من واقع معايشتي مع الجمل وعن المشاعر والأحاسيس التي تربطني به وأنا بصدد طباعته وللأسف من الأربعة الكتب لم يطبع لي إلا كتاب واحد وهو “في عصر الفضاء رحلة على سفينة الصحراء” وسأسعى حاليا إلى طباعة بقية الكتب ولكن متى ما توفر الدعم. * لماذا لم تستفد من كون صنعاء كانت عاصمة الثقافة العربية في طباعة مؤلفاتك¿ – بالفعل لم استفد من ذلك سبب النظرة القاصرة للقائمين آنذاك على وزارة الثقافة ومدى فهمهم للجمال وما تعنيه من رمز تراثي تاريخي عربي أيضا لم يفكروا أن الرحالة القاسمي هو محل فخر لليمن وانه من خلال رحلاته سيقوم بنقل تاريخ وثقافة اليمن للآخرين ورغم أن عرض علي طباعة احد مؤلفاتي لكنهم اشترطوا أن يطبعوا 200 نسخة فقط ويعطوني 50 ألف ريال والحقوق كاملة لهم وهو الأمر الذي رفضته لأنهم قللوا من قيمة الحدث. * ماذا عن رحلة أفريقيا المحفوفة بالمخاطر وكيف تم الإعداد لها¿ – بعد انقطاع 12 عاما عن أي رحلة على ظهر الجمال تلقيت دعوة من الأشقاء في الإمارات لحضور مهرجان دبي الأول للرحالة 2012م ومن خلال المهرجان استعرضت الأفلام الوثائقية والصور الفوتوغرافية لرحلاتي الثلاث وحزت حينها على لقب أول رحالة عربي وعالمي على ظهر الجمال بعد أن قطعت 32 ألف كم وهي المسافة الكلية للرحلات الثلاث السابقة والحمد لله حزت على إعجاب المشاركين في المهرجان الذين رفعوا من معنوياتي وحفزوني وقالوا لي لا تتوقف يجب أن تنهض من جديد فلم يتبق لك إلا القليل لتدخل موسوعة “جنيس”. * هل حظيت الرحلة بدعم من أي جهات في اليمن¿ – للأسف بعد عودتي من مهرجان دبي ظليت ثلاثة أشهر ابحث عن داعمين لي ولم اترك شركة أو وزارة أو مؤسسة أو بنك إلا وطرقت بابه لكن وعودهم ذهبت مهب الريح ولم أجد من يستجيب لي أو يحقق رغبتي في حمل رسالة السلام والتعريف بالتراث اليمني خارجيا وعلى الرغم من ذلك التجاهل لم أيأس فقمت ببيع سيارتي وقررت بعدها أن امضي في تحقيق حلمي وحشدت الجماهير وأقمت حفل وداع شعبي كبير جدا جمعت من خلاله الطبقة البسيطة من العمال وحضرت قنوات أجنبية في الوقت الذي غابت فيه القنوات المحلية التي تداركت الأمر بعد ذلك. * كيف تبلورت فكرة الدعم الإماراتي لك¿ – الإماراتيون سبق أن وعدوني في مهرجان دبي أنهم سيدعمونني وفعلا أوفوا بوعودهم لي وأرسلوا لي الأخ عوض بن مجرن ودعموني ماديا وزودوني بكاميرا حتى أقوم بتوثيق رحلتي الأفريقية وكان هناك تواصل على مدار الرحالة وحظيت بدعم من ولي عهد دبي حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إضافة إلى دعم واهتمام حكومة دبي وكل الإماراتيين الذين تفاعلوا معي. * ما هي أبرز المخاطر التي واجهتك في رحلة أفريقيا¿ – أبرز المخاطر تعرضنا لأمراض كثيرة مثل الإسهال والتقلصات العضلية والملاريا والأوبئة والأمطار الغزيرة وتلوث المياه وقلة الطعام فكان طعامنا عبارة عن خبز وبسكويت وبعض المعلبات إضافة إلى أننا كنا مزودين بالتمر والثوم والعسل وأحيانا كنا نتغذى على الفاكهة الغنية بها أفريقيا أضف إلى ذلك أن من ابرز الصعوبات التي واجهتنا أن الجمال تعرضت للإسهال والذبابة الحلزونية ونقص في الوزن ولولا عناية الله تعالى لانتهت الجمال وكذا وجود الحيوانات المفترسة المنتشرة بكثرة في غابات أفريقيا حيث حاصرتنا أكثر من مرة وطبعا الجمل بعد الله سبحانه وتعالى كان حاميا لنا من هذه الحيوانات المفترسة حيث كان يخوض معها عدة معارك وكذا مهاجمتنا من قبل قطاع طرق وكنا ننجو منهم بأعجوبة وكذا واجهنا صعوبة الحصول على تأشيرات الدخول إلى بعض البلدان الأفريقية. * ما الذي يجعلك تعرض حياتك للخطر¿ – السبب هو الهدف الذي أريد أن أصل إليه إضافة إلى هروبي من الواقع المرير رغم أني ذقت الأمر منه في أفريقيا وأيضا أريد أن اثبت ذاتي ولماذا احقق هذا الشيء وامتحن صبري وأريد أن يدون اسمي في انصع صفحات التاريخ والبحث عن الشهرة فكلما حققت شيئا طموحيا يزداد ومغامراتي تكبر ولدي خبرة 20 عاما من الترحال علمتني كيف أتعامل مع الآخرين. * من أين تأتي بالجمال وكم تتراوح قيمتها¿ – استخدمت أكثر من “12” جملاٍ في كل رحلاتي آخرها كان من بيت الفقيه واستخدمت جمال عراقية وسودانية وقطرية وتايلاندية والأخيرة هي التي وصلت بها إلى ماليزيا واندونيسيا وجميعها اشتريها من حسابي الشخصي وعندما أكمل رحلتي أقوم بإهدائها لبعض الشخصيات البارزة في الدول التي أزورها أو اهديها لبعض أبناء الجالية العربية وبعض الجمال أعود بها إلى اليمن وتتراوح قيمتها ما بين ألفين إلى ألف وخمسمائة دولار. * ما هو مشروعك القادم¿ – أنا مقبل على أكثر من عمل حيث تبقت لي رحلتان الأولى سأقطع خلالها القارة الأسترالية وأخرى ستكون خلال الأشهر القليلة القادمة وسأعلن عن مسارها في وقتها فربما لا تنجح الفكرة ورغم توفر الفكرة والدعم وهي رحلة تاريخية ستمثل لي قفزة إلى العالمية والدخول في موسوعة “جنيس” أما على الصعيد المحلي فأسعى إلى زيارة بعض الجامعات والمنشآت التي تهتم بالجوانب العلمية والثقافية وسأطرح مشواري عليهم في عالم الرحلات. * هل اشترط عليك الإماراتيون أن تمثلهم في الرحلتين القادمتين¿ – لا هم يدعوني باسمي دائما بالرحالة اليمني ولأنهم دعموني فمن باب الأخلاقيات أن ارفع علمهم إلى جانب علم اليمن وهذا شرف لي أن ارفع علم الإمارات لأنها دولة عربية شقيقة مدت يدها لليمن كثيرا منذ السبعينيات في العديد من المشاريع التنموية والإنسانية إضافة إلى أن الإمارات مدت يدها لي وهي ليست دوله أجنبية وأنا اعتبر نفسي مواطناٍ إماراتياٍ ولكن هذا لا يعني أنني اسقط مواطنتي كيمني يعتز بهويته وأي إنسان يمد يده لي لن أقول له لا والإماراتيون دائما ما يقولون لي أشكر وطنك اليمن ودائما ما يقولون لي: انتم اليمنيون اصل العرب وجذورنا من اليمن وأنتم مهد لعروبتنا.