اعتصدت الليجا الاسبانية بعد اسبوعها الأخير وتعثرت وتبعثرت بعض الأوراق لتزداد تنافسا وجمالا وتتكدس أيام اسابيعها القادمات الكثير من الإثارة والتوقعات الخارجة عن المألوف .. والحقيقة التي يعلمها الجميع أن الليجا الاسبانية حسمت الصراع على اللقب مبكرا جدا من خلال مثلث الإبداع الكروي الذي ظل محافظا على حظوظه للفوز باللقب منذ السنتيمترات الأولى وترك البقية خلفه تتناطح وتتصارع على الفتات عفوا على المراكز المتبقية من صيد الليجا الاسبانية .. كل ذلك لا يهم ..وإنما المهم .. هل تسير الليجا الاسبانية ومنافساتها (بشرف /نزاهة / تنافس نبيل / وحيادية مطلقة في حصر ذلك التنافس على المستطيلات الخضراء .. دون الحاجة للعب من تحت الحزام أو في المناطق الحرام أو في أروقة المكاتب المغلقة.. وقد تكون الليجا الاسبانية هي الوحيدة والأولى والأخيرة الرافضة البوح بأسرارها وتنصيب مليكها القادم بعد أن دانت وبايعت ايطاليا للسيدة العجوز .. فرنسا للفريق الباريسي .. وألمانيا للنادي البافاري ..وحتى انجلترا لأحد الملاعين الزرق من منطلق إنهما يمتلكان رصيدا عالي الجودة من الاحتياط /فقط / القادر على مواصلة رحلة البحث عن اللقب .. إلا الليجا التي تخفي حتى الآن أكثر بكثير مما تعلنه ..لمواصلة رحلة الغموض والطلاسم لأوسع فترة ممكنة .. على أن الليجا الاسبانية للأسف الشديد دخلت هذا العام نظام وأسلوب (الحكوال) للظفر باللقب من المنافس الآخر من خلال عدم التغاضي والتطنيش لما يحدث لبرشلونة من فضايح وإهدار للمال الكتالوني وانسحاب ذلك في النتائج التي فقد فيها برشلونة خمس نقاط /حتى الآن/ من أصل ست نقاط.. باختصار شديد حسم الليجا الاسبانية لا تحددها مساحة مستطيل أخضر .. ولا حركة أقدام نجوم عالميين ,,ولا خطط ومتغيرات تكتيكية وعقليات مدربين .. ولكن ستتدخل فيها اسعافات مكتبية ..ومساعدات حكامية .. وقرارات خارجية .. وظروف لم تخطر على بال أحد . فاتلتكو مدريد ذلك الفريق المكافح الذي يقدم أزهى وأجمل عصوره منذ الثلاثين عاما الذي يتصدر القامة والقائمة .. (معضلته) انه ينافس على ثلاث جبهات هامة وحساسة وقريب جدا من الظفر بها مما يجعل مهمته صعبة للغاية إلا إذا (ضحى) نكرر ضحى بواحدة من تلك الكؤوس التاريخية للمنافسة بقوة على الأخريات .. خاصة وهو الفقير جدا من حيث منسوب الاحتياط والمخزون المتقارب مع اللاعبين الأساس على أن الفترة القادمة سوف تكلفه الغالي والنفيس إذا ما تعرض أحد أساسييه للإصابة أو التوقف ..بعكس أصحاب المال والأعمال والسلوكيات المكتبية التي صارت هذه الأيام أحد أهم وسائل الفوز والظفر بالألقاب .. اتلتيكو قلب الطاولة ..ويكفيه شرف المحاولة ..حتى وإن لم..

[email protected]