وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
في خضم هموم المثقف العربي في مشرقة ومغربة غداة ما عرف بالربيع العربي والذي كان له تداعيات لم تكن في بال الكثيرون انشغلت النخب الثقافية بهموم الثورة في كل مفردات الإعلام ابتداء من الصحف التقليدية وانتهاء بمواقع التواصل الاجتماعي مروراٍ بالإعلام الفضائي وشبكة الانترنت عموما . في هذه الأجواء تتوارى حركة النشر المعرفي والتي هي متواضعة أصلاٍ مقارنة بإمكانيات البلدان العربية المادية بعد الطفرة النفطية منذ نحو أربعة عقود مضت ومقارنة أيضاٍ بتطور حالة الوعي بما كانت عليه قبل نحو نصف قرن . ويتساءل الكثيرون لماذا نحن العرب أمة لا تقرأ مقارنة بأكثر الأمم ولماذا لا تولي الحكومات العربية الاهتمام الكافي لنشر المعرفة في هذه الأجواء العربية المسمومة بصراعات سياسية ومذهبية مقيتة شغلت الرأي العام عن البحث بما هو جديد ولكن للمتتبع لما هو جديد في عالم النشر هناك تنوع زاخر بالمعرفة والإصدارات تتوالى وفي ما يخص الدراسات الإنسانية وفي أدب الرحلات تحديداٍ فقد نشرت بعض المواقع والصحف قبل بضعة أشهر ومنها هذا الموقع خبر صدور كتاب “رؤية يمنية في أدب الرحلات مشاهدات وانطباعات من الشرق والغرب” للدبلوماسي اليمني السفير عبدالوهاب العمراني. رغم قصر المدة لصدور هذا الكتاب إلا انه ترك اهتماما لافتا بين قراء عرب ويمنيين. ورغم أن الكتاب لا يزال في سنته الأولى إلا انه لقي له أصداء واسعة في أوساط المتابعين والمهتمين لهذا النوع من الأدب لقد نشرت مؤخرا مطلع العام الجاري الموسوعة العالمية نبذة عن هذا الكتاب واستطلعت ردود الأفعال في الوسط الأدبي والقراء بصورة عامة ومعلوم أن الموسوعة العالمية (ويكبيديا) لا تنشر ملخصا تعريفيا لأي كتاب جديد أو حتى شخصية معروفة ولها تأثير اجتماعي او سياسي وغيره إلا بعد تحري وتدقيق كاملين فلجنة التحكيم للموسوعة العالمية قد أقرت مضمون الكتاب ومفرداته ومدى مطابقته للمعايير الأكاديمية من جهة وكذا فائدته في الوسط الثقافي ومدى تقبل القارئ له في عالم الثقافة والنشر في الوطن العربي . لقد أبرزت الموسوعة في سياق سردها تفاصيل مفردات كتاب رؤية يمنية في أدب الرحلات وأشارت بأن هذا المؤلف قد تضمن الحد الأدنى من متطلبات تلك النوعية من الكتب فقد تضمن مناهج متعددة في آن واحد سوى من حيث أسلوب الكاتب ومنهج الكتابة والغرض من الكتابة والجمهور الذي يتوجه إليه الكاتب . وفي هذا السياق أشارت الموسوعة إلى أن فكرة الكتاب تعتمد على الجمع بين أسلوب السيرة الذاتية وأدب الرحلات إلى جانب الرؤية الاجتماعية والفكرية للمجتمعات التي وصفها المؤلف وهو بهذا يصبغ عليه بْعداٍ ثقافيا وحضاريا ولاسيما وأنه في أكثر من محطة في مفرداته يتلمس القارئ البعد التاريخي إلى جانب سرد لملاحظات والمشاهدات للبلدان التي زارها مؤلف الكتاب سواء كان ذلك أثناء غربته الدراسية في جامعة بغداد أواخر السبعينيات أو حياته العملية كدبلوماسي أو كزائر بعيون الباحث العاشق للتاريخ وليس السائح العابر . وهكذا فإن هذا الكتاب خلاصة رحلات لأكثر من ثلث قرن وحسب مقدمة الكاتب فقد ذكر بأنه قبل إخراجه الكتاب بهذه الصورة كان قد رجع لعدد كبير من أمهات كتب الرحلات في العصور والغابرة والمعاصرة ناهيك عن استناده لدوريات عربية ومقالات ومواد إعلامية عن تلك البلدان التي وصفها في كتابه . ومما جاء في الموسوعة في هذا السياق «اللافت بأن الكتاب ليس محصورا في رصد رحلة الكاتب في عدد من البلدان بصيغة أدبية وإنما تضمن في مقدمته الطويلة طرفاٍ من التعمق في هذا النوع من الأدب كدراسة نظرية لأدب الرحلات عند العرب والمسلمين منذ أكثر من ألف عام مضت وهو بداية ظهور هذا الجنس من الأدب في التراث العربي الإسلامي. حيث يؤرخ الكاتب بداية هذا النوع من الأدب في التراث العربي الإسلامي منذ القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي وما يليه من أكثر القرون إنتاجٍا لأدب الرحلات ». وتشير الموسوعة إلى أن الشيء المميز والجديد في هذا المؤلف بأنه تناول في مقدمته النظرية الطويلة ودور اليمنيين في أدب الرحلات فيذكر المؤلف العمراني بأنه رغم موقع اليمن الجغرافي المنعزل بين صحاري وبحِار فإن ذلك لم يمنع دوره ومساهمته في الشأن الثقافي والفكري عبر العصور ومن ذلك أدب الرحلات فبقدر مكانة اليمن في أفئدة الغربيين والعرب لاكتشافهم هذا البلد بقدر ما خرج منه رح ‘الة يمنيون جابوا الآفاق وساهموا بتدوين رحلاتهم ولعل الكثير ممن لا يشد ‘هم أدب الرحلة من اليمنيين وغيرهم يجهلون إسهامات أعلام يمنيين مغمورين في إثراء المكتبة العربية من هذا النوع من الأدب . وقد وصف أديب اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح الكتاب بأنه “ليس دراسة في أدب الرحلات فحسب لكنه فصل من فصول الرحلات المهمة التي حرصت على تقديم أجزاء عن هذا العالم عبر الانطباعات العميقة والمشاهدات المتأنية مضيفا بقوله في المقدمة التي كتبها المؤلف أكثر من إشارة إلى أهمية الترحال وإلى ضرورة أن يكون الرحالة واعياٍ لهدفه باحثاٍ في البلدان التي يزورها – كما يقول- عن القيمة والمعنى وليس عن التسلية وشغل القارئ بالسطحي من الأمور وهذا ما يؤكد أنه كان قد استعد لذلك بقراءة قائمة من كتب الرحلات القديم منها والحديث ليتمكن في رحلاته الشرقية والغربية من تمثل القيمة والمعنى لهذه الرحلات وأعتقد أنه نجح إلى حد بعيد فجاءت رحلاته تحقيقاٍ لأهدافه كما جاءت لغة الكتاب بديعة تلقائية خالية من التكلف والتصنع يمكن للقارئ متابعتها بسلاسة ويسر وكلما قطع جزءاٍ من الكتاب زاد شوقه إلى استكمال بقية الأجزاء . وبوصفي واحداٍ من أوائل قرائه أتمنى أن يواصل السفير عبدالوهاب العمراني كتاباته عن أسفاره الجديدة بالمستوى الأدبي الراقي وإخلاص الأديب المبدع”. في حين وصف الدكتور حميد العواضي وهو أكاديمي ومختص في علم اللسانيات وسفير سابق لليمن في اليونسكو في مقدمة الإصدار الثاني من هذا المؤلف واصفا الكتاب بالجهد المميز مشيرا إلى ان المكتبة اليمنية تفتقر لهذا النوع من الكتب مقارنة بمجمل محتويات المكتبة العربية ولعل المؤلف العمراني بكتابه هذا يعد أول مؤلف تناول بهذه الشمولية نطاقاٍ واسعاٍ من الدول والأماكن التي شملتها تلك المشاهدات أو في وصف أدب الرحلات كجانب نظريº حيث تضمنت مقدمة الكتاب طرفاٍ من تاريخ أدب الرحلات عند العرب وغيرهم منذ أقدم العصور وحتى عصرنا الحاضر كما يحسب له أنه أوجز في هذا السياق دور اليمينين في هذا الجنس من الكتابة . وتكمن أهمية الكتاب في نظر الدكتور العواضي في أنه قد نجح في أن يجمع بين المنزع التقريري والمنزع التفسيري من ناحية وبين الوجهة الأدبية والوجهة الإعلامية من ناحية ثانية كما جمع بين الملاحظة الفردية والرأي العام المشهور والخاطرة المرتجلة والمعلومة الموثقة . وبالتالي فإن قراءة متأنية له تبوؤه موضعاٍ وسطاٍ بين أدب الرحلات والجغرافيا الثقافية والخواطر الذاتية. باعتبار أن الجغرافيا الثقافية تقربه من الاختصاص العلمي التقريري بما يتضمنه من معلومات فكرية وأدبية وفنية وتاريخية وسياسية واقتصادية وسياحية .