الرئيسية - رياضة - من يتبنى “ميسي” اليمن¿!
من يتبنى “ميسي” اليمن¿!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

 - 
يفعل بالكرة ما يشاء, يداعبها بأناقة ورشاقة وسحر كروي بديع ينتابك شعور وأنت تشاهده يراقص الساحرة المستديرة بأنك أمام أسطورة الأرجنتين ليونيل ميسي أو نجم الب

يفعل بالكرة ما يشاء, يداعبها بأناقة ورشاقة وسحر كروي بديع ينتابك شعور وأنت تشاهده يراقص الساحرة المستديرة بأنك أمام أسطورة الأرجنتين ليونيل ميسي أو نجم البرتغال كريستيانو رونالدو لكن سرعان ما تقف على الحقيقة المرة فذلك الشاب الموهوب ليس ميسي ولا رونالدو وإنما للأسف الشديد فتى يمني في مقتبل العمر يدعى يوسف محمد عون من أبناء قرية الجرة النائية بمديرية حيس جنوبي مدينة الحديدة عاصمة إقليم تهامة الوليد وأحد أبناء هذه البلاد التي لا مستقبل لمبدع أو موهوب في هذا الزمان إلا أن يشاء الله. شعرت بحزن شديد وحسرة عميقة عندما وقعت عيناي على المبدع عون ذي الـ16 من عمره وهو يلعب مع أقرانه في فريق القرية قبل أن يأخذ الكرة ويستعرض مهاراته العالية لأكثر من ساعة ما بين قدميه ورأسه وصدره في مشهد ينبئ عن مشروع نجم كبير وبداية واعدة لأسطورة جديدة في عالم كرة القدم وصورة أخرى لموهبة يمنية باتت على موعد وشيك ومحقق مع الوأد والإتلاف والضياع ليتواصل مسلسل العبث والإهمال بمبدعينا في الوقت الذي نعاني فيه الخيبة والإحساس بالقهر والمذلة والخزي في مشاركاتنا الرياضية الإقليمية والدولية. هذا الفتى ينتمي لأسرة فقيرة معدمة فوالده محمد عون كان احد ضحايا حرب الخليج الثانية إذ أخرج من الكويت وفقد عمله هناك ليستقر به المقام بمسقط رأسه في هذه القرية النائية التي لا يتوفر فيها أي من مقومات الحياة قبل بضع سنين من ولادة الموهوب يوسف الذي وجد نفسه وسط ظروف معيشية معقدة وبالكاد كما يقول استطاع أن يوفر قيمة حذائه الرياضي ليمارس كرة القدم في محيط قريته بعيدا عن الأضواء والعيون الراصدة غير الموجودة أو المهتمة به أصلا, شأنه في ذلك شأن الكثير من موهوبينا المغمورين والموعودين بالضياع المحقق. أعلم أن الساسة في هذه البلاد غارقون حتى آذانهم في أمور السياسة ورسم خارطة المستقبل الجديد ومعهم القادة والمعنيون بالشأن الرياضي لكن ذلك لا يمنع من أن نوجه نداء عاجلا للمختصين وخاصة رؤسا الأندية ومسؤولي اتحاد الكرة نحثهم فيه على ضرورة تبني هذه الموهبة الاستثنائية, فيوسف عون الذي اضطر قبل أيام قليلة إلى الانضمام إلى بعض من أفراد عائلته ممن يعملون في مهن البناء وحفر أساسات العمارات السكنية في العاصمة صنعاء, لا يحلم كما يقول إلا بالانضمام إلى ناد رياضي وتأمين لقمة عيشه وأراهن بأن من سيفعل ذلك لن يندم أبدا وسيقدم خدمة كبيرة لناديه أولا وللوطن المتعطش للانتصارات والخروج من بوتقة الهزائم والفضائح الكروية المتواصلة ثانيا.