الرئيسية - عربي ودولي - اوكرانيا .. تسارع دراماتيكي يطيح بالرئيس يانوكوفيتش
اوكرانيا .. تسارع دراماتيكي يطيح بالرئيس يانوكوفيتش
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الثورة / فارس الحميري –

بعد ثلاثة اشهر من الاحتجاجات التي رافقتها اعمال عنف وخلفت عشرات الضحايا , تمكنت المعارضة الاوكرانية من الاطاحة بالرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش بعد نحو اربع سنوات من رئاسته للبلاد. وشهدت كييف تغيرات وصفت ” بالدراماتيكية المثيرة ” حيث اقر البرلمان عزل يانوكوفيتش من منصبه, ودعا لاجراء انتخابات رئاسية يوم 25 مايو القادم. ويعتبر البرلمان الاوكراني الركيزة الاساس في عمليات التغييرات التي حدثت , حيث تم انتخاب الكسندر تورتشينوف – حليف زعيمة المعارضة – رئيسا جديدا للبرلمان بعد ان تقدم سلفه فولوديمير ريباك باستقالته لأسباب صحية.. وبعدها مرر البرلمان عزل الرئيس يانوكوفيتش من منصبه وإطلاق سراح تيموشينكو زعيمة المعارضة. وتم فعلا اخلاء سبيل منافسة يانوكوفيتش اللدودة من سجنها زعيمة المعارضة ورئيسة الحكومة الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو التي تعتبر احدى بطلات ما تسمى “بالثورة البرتقالية” بعد ان قضت نحو ثلاث سنوات خلف القضبان. وفور الافراج عنها, توجهت تيموشينكو إلى ميدان “الاستقلال” وسط كييف, الذي تعتصم فيه المعارضة وألقت عليهم خطابا تفاعل معه الجمهور بحماس, حيث تتميز هذه السياسية الشقراء بقدرات خطابية فائقة. وخاطبت المحتجين من على كرسي متحرك قائلة: “أنتم أبطال أنتم خيرة أبناء أوكرانيا”.. ونبهتهم بانه لا ينبغي أن يعتقد المحتجون أن دورهم انتهى قائلة: “ما لم تتموا عملكم لا ينبغي أن يترك أحد الميدان لأنه لا أحد باستطاعته القيام بهذا العمل الدول الأخرى لا تستطيع القيام بما قمتم به تخلصنا من هذا السرطان وهذا الورم”.. كما واعلنت تيموشينكو “ان الديكتاتورية قد سقطت!” وقد وصف الرئيس الأوكراني المقال فيكتور يانوكوفيتش الاحداث الجارية في بلاده بأنها “انقلاب”. وفي مقابلة بثت على القنوات المحلية الاوكرانية مع يانوكوفيتش بعدما استولى المحتجون على مكتبه أكد أن “الاحداث التي تشهدها بلادنا والعالم اجمع هي مثال للانقلاب”. وغادر يانوكوفيتش العاصمة كييف وذكرت وسائل اعلام دولية انه لا يزال في اوكرانيا , وأنه يختبئ حالياٍ في “دونيتسك” المنطقة المؤيدة لروسيا شرق اوكرانيا والتي ينحدر منها الرئيس المخلوع. واكد يانوكوفيتش: إنه يتجاهل التصويت ” الخاص بعزله” وانه لا زال يعتبر نفسه رئيس أوكرانيا.. مشيرا إلى أن كل القرارات التي اتخذت (في البرلمان) غير قانونية.. وانه لن يوقع على شيء مع رجال العصابات الذين يرهبون البلاد”. وجاءت هذه الاحداث بعد يوم واحد من توقيع زعماء المعارضة الأوكرانية اتفاق سلام توسط فيه الاتحاد الاوروبي مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بهدف انهاء مواجهات عنيفة أدت إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى وتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية مبكرة هذا العام ( حسبما ذكرت وكالة رويترز) وخلفت هذه التغييرات في الشارع الاوكراني ردود فعل عالمية متفاوته, حيث رحبت واشنطن بما وصفته “بالعمل البناء” , وعبرت موسكو عن قلقها مطالبة بوقف تضليل الرأي العام الدولي , كما دعا الاتحاد الاوربي الى التصرف “بطريقة مسؤولة” من اجل الحفاظ على “وحدة اوكرانيا وسلامة اراضيها”. وفي بيان رحب البيت الأبيض بما وصفه بـ”العمل البناء” فى البرلمان الاوكراني حيث سيطرت المعارضة وصوت المشرعون لعزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بعد يوم من توقيع الطرفين اتفاقية تهدف إلى إنهاء العنف فى البلاد. وحسب المتحدث “جاي كارني” فان التطورات فى اوكرانيا تتحرك بشكل “أقرب” تجاه هدف عدم تصعيد العنف والتغيير الدستوري وحكومة ائتلاف وانتخابات مبكرة كما اتفق يانوكوفيتش وزعماء المعارضة فى الاتفاقية. واضاف “نرحب بالعمل البناء فى البرلمان الاوكراني ونواصل الحث على تشكيل حكومة وحدة وطنية تكنوقراط.” من جانبها اعربت الخارجية الروسية, عن قلقها البالغ بشأن ما وصفته بفشل المعارضة الاوكرانية فى تطبيق اتفاقية سلام مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال محادثات هاتفية مع وزراء خارجية المانيا وبولندا وفرنسا “لم تحقق المعارضة أية التزامات وقامت بطرح مطالب جديدة عقب أعمال من جانب المتطرفين المسلحين ومثيري الشغب الذين يشكلون تهديدا مباشرا لسيادة اوكرانيا ونظامها الدستوري.” وحث لافروف الوزراء الذين توسطوا فى اتفاقية لتسوية الأزمة وشهدوا توقيعها الجمعة على استخدام تأثيرهم على المعارضة لوقف العنف على الفور. وذكر بيان للخارجية الروسية “حان وقت وقف تضليل الرأي العام الدولي والتظاهر بان الميدان يمثل مصالح الأمة الاوكرانية” مشيرا إلى ميدان الاستقلال فى كييف مركز الحركة الاحتجاجية. وذكر بيان الخارجية الروسية ان وزراء المانيا وبولندا وفرنسا يشتركون فى القلق مع روسيا مضيفا انهم قالوا ان المعارضة فشلت فى الوفاء بالتزاماتها. وفي وقت لاحق حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتخاذ إجراءات عاجلة لاستقرار الوضع المضطرب فى اوكرانيا وفقا لما ذكر المكتب الصحفي بالكرملين. بدورها حثت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون , السياسيين في اوكرانيا الى التصرف “بطريقة مسؤولة” من اجل الحفاظ على “وحدة اوكرانيا وسلامة اراضيها”. منوهة في بيان لها بأن “الاتحاد الاوروبي يتوقع من جميع الاوكرانيين ان يتصرفوا بطريقة مسؤولة وان يكون هدفهم الدفاع عن وحدة بلدهم وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه”. ودعت الوزيرة الاوروبية انصار الرئيس المقال بحكم الامر الواقع فيكتور يانوكوفيتش ومعارضيه الى “مواصلة حوار بناء من اجل تحقيق التطلعات الديموقراطية المشروعة للشعب الاوكراني”. مؤكدة ان الاتحاد الأوروبي يتابع “لحظة بلحظة” تطور الاوضاع في الجمهورية السوفياتية السابقة التي تريد موسكو ابقاءها في دائرة نفوذها. وعين نواب البرلمان في أوكرانيا رئيس البرلمان الأوكراني أوليكسندر تيرتشينوف رئيسا مؤقتا للبلاد بعد قيام البرلمان بعزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.