تزكية (16) وانتخاب (3) .. وستة وجوه جديدة و(13) ولاية ثانية وثالثة

ازدواج المسؤوليات وغياب التجديد وتوزيع المناصب .. أبرز خروقات اللائحة

أظهرت نتائج انتخابات فروع الاتحاد العام لكرة القدم للدورة الانتخابية السادسة للفترة (2014 – 2018م) سيطرة طاغية للقيادات السابقة لفروع الاتحاد في مختلف محافظات الجمهورية وتمكن أغلب رؤساء الفروع السابقين من انتزاع التمديد لولاية ثانية والبعض منهم للولاية الثالثة فيما كانت نسبة التغيير طفيفة ولم ترتق إلى مستوى التغيير الذي تحتاج إليه اللعبة في الوقت الراهن والذي يشهد تراجعاٍ غير مسبوق بحسب مؤشرات الاتحاد الدولي لكرة القدم والتي وضعت بلادنا في مرتبة متأخرة وغير مسبوقة. وكشفت العملية الانتخابية عن استمرار حالة الضعف في أداء الجمعيات العمومية التي لا زال دورها مغيباٍ وبعيداٍ عن المهام الجوهرية في اختيار أفضل الكفاءات المتخصصة القادرة على العطاء وخدمة اللعبة ليتوارى أبناء اللعبة خلف كواليس التربيطات الانتخابية بينما كانت الطريق ممهدة للقادمين من خارج أسوار الملاعب والذين وصلوا إلى قيادة دفة المجالس الإدارية دون عناء بفضل إجادة فن الطبخات الانتخابية والقدرة على إطلاق الوعود الرنانة لممثلي الأندية التي اكتفى ممثلوها برفع أياديهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء المحاسبة وتقييم مستوى الأداء.

ووفقاٍ للمحصلة النهائية للعملية الانتخابية فقد جسدت النتائج سيناريو التمديد الذي أصبح ملازماٍ لمنظومة الكرة اليمنية وأدخلها حالة من الركود عقد من الزمن وهو ما انعكس على مستوى التنافس سواء على رئاسة الفروع أو عضوية مجالس الإدارات حتى أن الانتخابات في أغلب الفروع حْسمت قبل أن تبدأ دون الحاجة إلى فتح صناديق الاقتراع لتكتفي اللجان الإشرافية للانتخابات بمنح الشرعية لتلك القوائم عبر بوابة التزكية التي كانت حاضرة بقوة كنتيجة طبيعية عكست حالة الرضا على تلك الوجوه من قبل غرفة العمليات الرئيسية التي تحكمت بإرادة الناخبين بكفاءة عالية بهدف ضمان الحصول على تأييد العناصر القادمة خلال المعتركات الانتخابية التالية. وعند الخوض في تفاصيل انتخابات فروع الاتحاد المعني باللعبة الأكثر جماهيرية وشعبية فقد كان مصطلح (الإجماع) الوصفة المناسبة لحسم الأمور مبكراٍ بعيداٍ عن صداع الاقتراع وفرز الأصوات وتفادي أي مفاجآت غير محسوبة وهو ما مهد الطريق لأغلب قيادات الفروع حيث تم تزكية (16) فرعاٍ مقابل انتخاب ثلاثة فروع فقط وكان أغلب من تم تزكيتهم من القيادات السابقة للفروع وبواقع (12) فرعاٍ بينما تم تزكية أربعة رؤساء جدد لفروع الجوف وعمران والبيضاء وحجة وكان رئيس فرع المحويت الوحيد الذي تم التجديد له بالاقتراع السري والمباشر بينما أسفرت انتخابات فرعي الحديدة وأبين عن قدوم شخصيات جديدة بالاحتكام لصندوق الاقتراع. وإجمالاٍ فقد كانت نسبة التغيير ضئيلة جداٍ ولا تتجاوز الـ 25% على مستوى قيادات اللعبة وفي ست محافظات آلت انتخاباتها إلى استبدال القيادات السابقة بعناصر جديدة يأتي في مقدمتها نجم المنتخب الوطني سابقاٍ جياب باشافعي الذي يعد الوحيد بين قيادات (20) فرعاٍ الذي جاء على بساط النجومية والكفاءة والتخصص إلى موقع رئاسة اتحاد اللعبة في محافظة أبين خلفاٍ لسلفه محمد سالم العود كما أن باشافعي كان إلى جانب رئيس فرع الحديدة ناصر المحويتي الوحيدان بين العناصر الجديدة التي فازت برئاسة الفروع للمرة الأولى عبر صندوق الاقتراع علماٍ أن المحويتي جاء خلفاٍ للأخ سعيد الخولاني بينما تم اختيار أربعة رؤساء فروع للمرة الأولى ولكن عبر التزكية وهم خالد الغانمي الذي فاز برئاسة فرع الجوف خلفاٍ لـ علي العجي وخالد الأشول رئيس فرع عمران خلفاٍ لـ عمر القشيبي ونبيل غرامة رئيس فرع البيضاء خلفاٍ لـ حسين الدويل وعلي عبده شوقي رئيس فرع حجة خلفاٍ لـ محمد يحيى سلبة. وكانت نسبة الباقين في مواقعهم كبيرة ووصلت إلى (13) رئيس فرع وبنسبة (65%) وكان في مقدمتهم كل من رئيس فرع الأمانة راجح القدمي الذي تم تزكيته لولاية ثالثة بعدما عمل رئيساٍ للجنة المؤقتة للفرع قبل انتخابات عام 2010م كما هو الحال بالنسبة لرئيس فرع المحويت نبيل الجبني الذي فاز بولاية ثالثة بينما تم التجديد لـ (11) شخصاٍ للاستمرار في رئاسة الفروع لولاية ثانية وهم (محسن علي مثنى رئيس فرع الضالع عبدالرحيم الخشعي رئيس فرع إب محمد القدسي رئيس فرع تعز درويش سويد رئيس فرع حضرموت الساحل سعيد بايمين رئيس فرع حضرموت الوادي ناصر العبال رئيس فرع ذمار علي الحرملي رئيس فرع شبوة صالح عشية رئيس فرع صنعاء محمد حيدان رئيس فرع عدن خالد اليماني رئيس فرع لحج صالح الحواني رئيس فرع مارب). وإجمالاٍ فإن الصورة التي أفرزتها انتخابات فروع اتحاد كرة القدم ترسم ملامح أولية لانتخابات الاتحاد العام المقررة مطلع إبريل المقبل والتي من المرجح أن تسير في ذات السياق ويتم تمريرها وفقاٍ لسيناريو التزكية خاصة وأن المؤشرات الأولية تؤكد غياب أي منافس على منصب رئاسة الاتحاد والتوجه نحو التمديد لمجلس إدارة الاتحاد مع إجراء بعض التغييرات على مناصب العضوية وما التمديد الذي حصلت عليه أغلب الفروع إلا واحدة من تربيطات قيادة الاتحاد الحالي لضمان أصوات رؤساء الفروع كونهم ضمن قوام الجمعية العمومية. وعطفاٍ على نتائج الانتخابات والتي لا تشمل انتخابات فرع المهرة المقررة بعد غد الجمعة فإن نتائج العديد من الفروع تتعارض مع الهدف العام للعبة وشهدت تكرار السلبيات التي رافقت انتخابات الدورة الخامسة عام 2010م والتي وردت في تقرير اتحاد اللعبة لنفس العام والتي تضمنت السعي إلى تجديد روح القيادات في فروع الاتحاد بالمحافظات والخروج من حالة الركود التي يسودها نتيجة مرور فترة طويلة على انتخاب قيادات تلك الفروع بالإضافة إلى عدم استيعاب المرشحين للعملية الانتخابية ومهامهم في الفروع وتكرار التجاوزات في تنفيذ لائحة الانتخابات في بعض المحافظات وعدم التزام بعض الفروع بتقديم تقاريرها المالية والإدارية والفنية لاعتمادها من قبل جمعياتها العمومية ورفعها للاتحاد العام للعبة وكذلك عدم قيام بعض الفروع بتهيئة الأجواء المناسبة لعقد الاجتماعات الانتخابية وتكرار الخروقات للائحة الانتخابات ومنها الجمع بين المسؤوليات الرياضية في الأندية وفروع الاتحاد والتي تتعارض مع متطلبات الإدارة الاحترافية ومخالفة المادة (11) من لائحة انتخابات الفروع والمتعلقة بآلية توزيع المناصب حسب الكفاءة والاحتياج بينما تم التوزيع في أغلب الفروع بحسب عدد الأصوات أو قوة النفوذ والتي وضعت أشخاصاٍ في مناصب فنية بعيدة عن الاختصاص والكفاءة. ووفقاٍ للفقرة (7) من المادة المتعلقة بعضوية الجمعية العمومية لمجلس إدارة الفرع بالمحافظة فإنه سيتم تعيين فروع اتحاد كرة القدم في كل من محافظات ريمة وصعدة وسقطرى بقرار إداري من الاتحاد والذي يقضي بتشكيل لجان رياضية لإدارة اللعبة في تلك المحافظات التي لا يتوفر فيها النصاب القانوني الذي يؤهلها للمشاركة في انتخابات فروع الاتحاد بانتظار قرار التعيين الذي لم يتم إعلانه حتى الآن.