باذيب: اليمن تعول على دور أكبر لصندوق (الايفاد) في دعم القطاع الزراعي بن نهيد يبحث مع وزير الطيران المدني المصري تعزيز التعاون المشترك وزير الصحة يدشن وثيقتي السياسة الدوائية والدليل العلاجي في اليمن مشاركة يمنية في مؤتمر وزراء التعليم العالي العرب بالإمارات اليمن يشارك في الاجتماع الدولي السادس لمختبرات الرقابة على الأدوية مجلس القيادة الرئاسي يواصل مناقشاته للأوضاع الوطنية والمستجدات الإقليمية اليمن يرحب باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى استقلال ألبانيا وزارة الداخلية: ضبط 200 كجم من الحشيش في منفذ شحن رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى استقلال موريتانيا
أصبحت مقاهي الإنترنت خطراٍ يهدد حياة شبابنا وأبنائنا.. وأصبح الكثير منهم مدمنين على هذه المقاهي التي انتشرت بشكل كبير في بلادنا وبمستويات راقية والتي لم تعد لتصفح الإنترنت وحسب وإنما مجالس للقات أيضاٍ .. فتجد الشباب من مختلف الأعمار يرتادون هذه الأماكن لتناول القات وتصفح الإنترنت والتي يقضون فيها أغلب أوقاتهم. الخطر الأكبر الذي يهدد مستقبل شبابنا هو هروب الطلاب من المدارس والذهاب لمقاهي الإنترنت عوضاٍ عن الدراسة. حكايات كثيرة تحدث في مقاهي الإنترنت حاولنا رصدها وأخذ عينات منها من خلال هذا التحقيق الذي أجراه (الثورة الرياضي) لتسليط الضوء على هذه القضية الخطيرة والهامة التي تهدد مستقبل شبابنا.. فتابعوا التفاصيل في السطور التالية:
البداية كانت مع الشاب وليد سعد الهاملي الذي قال: “أتردد على محل الإنترنت ست مرات تقريباٍ في اليوم الواحد وفي كل مرة أدخل فيها أظل قرابة الساعتين وأصبحت مدمن إنترنت ولدي على مواقع التواصل الاجتماعي حوالي 1500 صديق من جميع أنحاء العالم وخصوصاٍ ماليزيا وبنجلاديش”. وأضاف الهاملي: “أمتلك حسابا واحدا في موقع الفيس بوك فقط وأعرف أشخاصا لديهم أكثر من ستة حسابات وللأسف أصحاب الحسابات المتعددة أغلبهم بطالة بدون أعمال ويدخلون الإنترنت ليضيعوا أوقاتهم ويوهمون أنفسهم بأنهم بلغوا قمة التطور وهم في الحقيقة يعيشون في عالم آخر”. ونوه بأن الوقت الذي يقضيه في الإنترنت لمتابعة الإعلانات والإعجابات والدردشات في مجموعات متنوعة ومختلفة بالإضافة إلى التعارف مع أصدقاء جدد وخصوصاٍ الصديقات من الجنس الناعم والبحث عن كل شيء جديد. وأبدى استغرابه مما يحدث في النت من كذب وما هو الهدف منه مشيراٍ إلى أن هناك شبابا يدخلون بحسابات وهمية بأسماء فتيات مبيناٍ أنه كثيراٍ ما صادق العديد منهم وفي نهاية الأمر يكتشف بأنهم فتيان وليس فتيات. وواصل حديثه بالقول: “كنت أعمل في محل إنترنت ووجدت أن الكثير من المرتادين للمحل يدخلون المواقع الإباحية وخصوصاٍ طلاب المدارس الذين يهرب بعضهم من الحصص الدراسية ويأتون للمحل والبعض الآخر يأتي بعد انتهاء وقت الدراسة”. واختتم حديثه بالقول: “في مقاهي الإنترنت ترى العجب وحتى الأطفال الذين تصل أعمارهم مابين عشر إلى 13 سنة تجدهم يبحثون عن المواقع الإباحية”. من جانبه أوضح الشاب وليد علي الدعبوش أنه يقضي ساعتين وأحيانا ثلاث ساعات في اليوم في مقاهي الإنترنت يقوم فيها بالإطلاع على حسابه الخاص ومتابعة آخر الأخبار في العالم وخصوصاٍ جوانب الرياضة العالمية والنجوم العالميين. وقال الدعبوش: “أكثر المواقع التي أزورها أيضاٍ هي الدردشات التي أتواصل بها مع أصدقائي من خلال المجموعات الخاصة بالتواصل فيما بيننا من مناطق ومحافظات مختلفة بالإضافة إلى برامج الألعاب”. منوهاٍ بأن الإنترنت عالم بحد ذاته وفيه الأشياء المفيدة والسيئة في آن واحد والإنسان يختار الطريق الذي يراه مناسباٍ من وجهة نظره. وأضاف: “نسبة كبيرة من الشباب وحتى الكبار يرتادون مقاهي الانترنت لعدم وجود البدائل مثل المنتزهات والحدائق والمنتجعات السياحية الترفيهية التي يمكن أن يذهب إليها الناس لقضاء أوقاتهم ولهذا نجد كثيرا من الشباب يذهبون لقضاء أوقاتهم في الإنترنت بدلا من تناول القات والبعض يرتادها لـ(يخزن) و(يأنتر) والحاصل حالياٍ أن مقاهي الإنترنت انتشرت بشكل كبير وبطريقة راقية وفيها مجالس القات وهو ما يجعل مرتاديها يزدادون بنسبة كبيرة من مختلف الأعمار”. أما الشاب سلطان عبدالله العبدلي فقد أوضح أنه يجد متعته في الإنترنت ويقضي ما يقارب الساعتين في اليوم في حال كان مشغولاٍ بالمذاكرة ولم يكن لديه وقت أكبر يقضيه في الانترنت”. وأضاف: “لدي العديد من برامج التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والواتس اب واليوتيوب والتويتر والفايبر والتانجو والماسنجر وأستخدم هاتفي في معظم الأوقات إلا أن الأسعار الرخيصة في مقاهي الانترنت تجعلني أذهب إليها في أوقات الفراغ”. ونوه بأن أغلب المواقع التي يرتادها هي المواقع الإسلامية والدردشات والتواصل مع الأصدقاء والتعارف مع أصدقاء جدد ومتابعة الأخبار الرياضية وخصوصاٍ أخبار الأندية العالمية والنجوم العالميين متطرقاٍ إلى أن أكثر أصدقائه يتصفحون المواقع الرياضية ويلعبون على برامج الألعاب”. ولخص العبدلي عالم الشبكة العنكبوتية “الانترنت” في ختام حديثه بالقول: “الإنترنت بحر عميق.. وعالم من الخيال.. ومن يدمن عليه يعيش في عالم آخر غير الواقع الذي نعيشه وتجد الأشخاص وخصوصاٍ الشباب يجدون فيه التشويق والمتعة التي لا يستطيعون مقاومتها مما يجعلهم يدمنون عليه والمداومة على دخول هذا العالم في مقاهي الإنترنت وبالتالي إضاعة أعمالهم أو دراستهم ويصبحون تائهين لا يريدون أن يعودوا إلى الواقع ويفضلون العيش في العالم الافتراضي المتمثل في الفيس بوك وهذه مشكلة كبيرة يقع فيها معظم الشباب وخصوصاٍ من هم في سن المراهقة”. بدوره قال الشاب شداد أحمد الطالعي: “أنا صاحب بقالة وكل وقتي أقضيه فيها ولا أجد فرصة لدخول مقاهي الإنترنت وعوضاٍ عن ذلك أدخل الإنترنت من خلال هاتفي الجوال الذي أدخل على الإنترنت طوال اليوم وكلما سنحت لي الفرصة لذلك من خلال اشتراكي في شبكة بث إنترنت على مدار الساعة”. وعن المواقع التي يزورها باستمرار قال: “أتابع الصحف وخصوصاٍ صحيفة الثورة ومواقع الشعر والشعراء في الوطن العربي وكل جديد في الشعر وأيضاٍ التواصل مع الأصدقاء من خلال الدردشات وكذا التعارف”.وحقيقة فإن الإنترنت عالم بحد ذاته ووجد لخدمة المجتمعات ويجب على الإنسان أن يستخدمه بما يخدمه ويفيده لكن هذا الأمر لدى الشعوب المتحضرة والمتقدمة فقط بعكس بلادنا التي فيها الكثيرون يستخدمونه بطريقة خاطئة. وأضاف: “الثقافة لها دور كبير في حياة الإنسان.. وفي بلادنا للأسف الإنترنت فتح عالماٍ آخر أمام مجتمع لا زالت فيه نسبة كبيرة من الأمية وتقل فيه الثقافة ولهذا نجد أن الشباب يتوهون فيه ويدمنون عليه لأنهم وجدوا فيه عالماٍ خيالياٍ وممتعاٍ غير الواقع والحياة التي يعيشونها وللأسف يتسبب ذلك في ضياع الشباب وخصوصاٍ المراهقين”. الأخ سعيد الشرعبي صاحب مقهى إنترنت أوضح أن هناك ثلاث فئات يرتادون المحل الأولى فئة الأطفال من سن الـ10 إلى 14 سنة والذين يتواجدون في الفترة الصباحية والذين يهربون من المدارس ويدفعون مصروفهم الدراسي لدخول الإنترنت ومنهم من يسرق المال على والده ليأتي للمحل حيث حصلت مرات كثرة بأن يأتي الآباء ويضربون أبناءهم في المحل ويقولون بأنهم سرقوا النقود عليهم وهؤلاء الأطفال يدخلون لممارسة ألعاب الفيديو”. وأضاف: “أما الفئة الثانية فهي من الشباب الذين نجد نسبة كبيرة منهم يظلون في المقاهي بدلاٍ من الذهاب للمدارس وخصوصاٍ في الفترة الصباحية ونسبة منهم يقومون بفتح المواقع الإباحية ونحن حينما نجد المستخدم يدخل في هذه المواقع نقوم بإغلاقها مباشرة لأننا نتحكم في جميع الأجهزة”. وواصل حديثه بالقول: “أما الفئة الثالثة فهي فئة البالغين والراشدين الذين يتواجدون في الفترات المسائية ومنهم من يبحث عن المواقع الإباحية ولكننا لا نترك لهم المجال لمتابعتها. وأشار الشرعبي إلى أن أكثر زوار المقهى من الطلاب في الفترة الصباحية هم المتهربون من المدارس فيما تقل نسبة الإقبال على المحل أيام العطل التي لا يعطى لهم فيها مصروف. واختتم الشرعبي حديثه بالإشارة إلى أن أكثر المواقع التي يكثر زيارتها هي الدردشات ومواقع التعارف والتواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر وغيرها من مواقع التواصل.
الطالعي: عدم توجيه المنزل والمدرسة وزيادة أعداد الطلاب يزيد الإقبال على المقاهي يجب اتخاذ قرار بمنع دخول المقاهي لمن هم دون سن 18 سنة
من جانبه أوضح ناصر محمد الطالعي ماجستير علم نفس أن الشباب هم قوة الحاضر وأمل المستقبل وإذا كانت الأمة تريد النهوض والدخول في معترك السباق العالمي اليوم في ظل تطبيق التكنولوجيا الحديثة وخصوصاٍ في مجال الاتصالات بكل أنواعها. وقال الطالعي :إن التكنولوجيا في العالم الثالث توغلت في المعاملات اليومية وانتشرت مقاهي الإنترنت في معظم الشوارع دون رقابة من قبل الجهات المختصة سواءٍ في الجانب الموضوعي أو الجانب التنظيمي لتحديد أعمار من يحق لهم ارتياد هذه المقاهي. وأشار إلى أن العالم الثالث له خصائص سيكولوجية خاصة به فرضتها عليه السياسات القائمة على الأنظمة المتعاقبة في تلك الشعوب ومن أبرز هذه الخصائص الاضطهاد الفكري والوجداني والعاطفي حيث جعلت الفرد الذي هو أساس بناء الأسرة النواة الأولى لبناء المجتمع مشتت الفكر متلبد الوجدان ليس له هم إلا السعي في اكتساب لقمة العيش وهذا في علم النفس هو المستوى الأول من الحاجات الأساسية للفرد وبذلك تجد أنه يئن تحت وطئة الضغوطات النفسية التي شكلتها الظروف الاجتماعية الصعبة. وأضاف الطالعي في سياق حديثه: “ولأن الشريحة الأهم في المجتمع الشباب وبالأخص في المراحل العمرية الحساسة (الطفولة والمراهقة) والتي كلها طاقة حيوية تبحث عن متنفس لها في المجتمع ولم تجد من يوجهها التوجيه الأمثل في البيت المتمثل في الأسرة أو في المدرسة المتمثل في المدرس وإدارة المدرسة. وبين أن ما يتيح لمعظم الطلبة الهروب من المدرسة وارتياد مقاهي الإنترنت أسباب معينة أهمها ما ذكر آنفاٍ بالنسبة للأسرة إضافة إلى زيادة أعداد الطلبة في الفصول الدراسية بحيث لا يستطيع الأستاذ المتابعة اليومية مستغلين عدم التنسيق بين الأسرة والمدرسة لمتابعته هذا من جانب. وأضاف أيضاٍ :إن هناك أسباباٍ أخرى من (الناجية السيكولوجية) والتي يجد الطفل أو المراهق في مقاهي الإنترنت ما يلبي احتياجاته لإشباع الغرائز النفسية الملحة والمستحسنة لدى النفس البشرية وأهمها غريزة العدوان وغريزة الجنس واللتين هما وللأسف منتشرة في مقاهي الإنترنت دون رقيب أو حسيب. وأوضح الطالعي أن الطالب في المرحلة الأساسية من التعليم قد يقوم باقتراف السلوك الخاطئ لكسب المال الذي يؤمن له ارتياد هذه المقاهي وفي أغلب الأحيان قد يتم استغلاله من قبل الجماعات الإجرامية حتى يصير عضواٍ فاسداٍ في المجتمع وهذا يكون في حالة أن الطالب في هذه المرحلة لا يجد اهتماماٍ عاطفياٍ من والديه ومتابعة حثيثة لما يقوم به في البيت والمدرسة. ولفت إلى أنه في حالة إدمان الطالب للعمل في الإنترنت لساعات طويلة في اليوم تعمل على عزله اجتماعيه بينه وذويه في البيت وقد تتجذر فيه الأخلاقيات المكتسبة من الإنترنت ويسعى للتقليد لما يشاهده أو يقرأه في الشبكة العنكبوتية التي جعلت العالم أصبح كالقرية الصغيرة. وواصل الطالعي حديثه بالقول:إن العالم الثالث انتشرت فيه سيكولوجية الإخفاق في توجيه هذه الشريحة الهامة في المجتمع والتي يجب القيام أمامها بالتوعية المجتمعية لأولياء الأمور وكذا تفعيل التنسيق بين البيت والمدرسة بواسطة تفعيل الدفتر اليومي للمتابعة وكذا نزول متخصصين اجتماعيين ونفسيين لإقامة ورش عمل في المدارس لأولياء الأمور والمدرسين وإلقاء المحاضرات للتوعية بين الطلبة بمخاطر العمل لفترات طويلة للطلبة في المراحل التعليم الأساسي وكذا إلزام أصحاب مقاهي الانترنت بعدم السماح للأطفال دون سن الـ18 سنة ارتياد المقاهي ومتابعة هذا القرار من الجهات المختصة.