الرئيسية - عربي ودولي - روسيا تقبل تأمين الحماية للرئيس الأوكراني السابق
روسيا تقبل تأمين الحماية للرئيس الأوكراني السابق
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دخلت الأزمة الأوكرانية بعد عزل الرئيس يانوكوفيتش الأحد الماضي مرحلة أشد تعقيدا حيث لا يزال الغموض يكتف المشهد السياسي الأوكراني حتى اللحظة الراهنة جراء احتدام الجدل الجاري بين دول الاتحاد الأوروبي من جهة وروسيا الاتحادية من جهة أخرى حول مستقبل أوكرانيا. يأتي ذلك وسط تحذيرات ومخاوف دولية من اندلاع حرب محتملة في ظل التصعيد الحالي بين موسكو والدول الغربية. موسكو/ وكالات أعلن مصدر حكومي روسي أن موسكو استجابت لطلب الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش بضمان سلامته الشخصية في أراضي روسيا. ونقلت وكالة “أيتار-تاس” عن المصدر قوله: ” الرئيس يانوكوفيتش توجه إلى سلطات روسيا الاتحادية بطلب ضمان سلامته الشخصية أبلغكم بأنه تمت الاستجابة لهذا الطلب”. وكان يانوكوفيتش قد أعلن أنه توجه إلى السلطات الروسية بطلب ضمان سلامته وحمايته من المتطرفين الذين استولوا على السلطة في أوكرانيا. وقال يانوكوفيتش في رسالة إلى الشعب الأوكراني وزعتها وسائل إعلام روسية: “يتفشى التطرف في شوارع العديد من مدننا. وهناك تهديدات بالقتل تستهدفني وتستهدف أنصاري. وأنا مضطر لأن أطلب من سلطات روسيا الاتحادية ضمان سلامتي الشخصية من أعمال المتطرفين”. أكد الرئيس الأوكراني المخلوع أن القرارات التي يتخذها مجلس الرادا (النواب) الأوكراني في الوقت الراهن غير شرعية. وجاء في رسالة يانوكوفيتش: “للأسف ما يجري في الوقت الراهن في مجلس الرادا لا يحمل طابعا شرعيا”. وأوضح أن البرلمان يتخذ القرارات في ظل غياب عدد كبير من نواب حزب الأقاليم الحاكم سابقا وكتل نيابية أخرى إذ يخشى العديد من النواب على حياتهم كما تعرض البعض لأعمال عنف. وأعرب يانوكوفيتش عن قناعته بأنه سيتبين في القريب العاجل أن جميع القرارات التي يتخذها مجلس الرادا في الوقت الراهن غير فعالة ولن يتم تنفيذها. يانوكوفيتش: مازلت رئيسا شرعيا وسأناضل من أجل تنفيذ الاتفاق الخاص بتسوية الأزمة وأكد يانوكوفيتش في رسالته أنه مازال يعتبر نفسه رئيسا شرعيا للدولة الأوكرانية انتخب في عملية اقتراع حرة للمواطنين. وشدد على أن اتفاقية تسوية الأزمة التي وقع عليها مع زعماء المعارضة الأوكرانية بحضور شركائه الأوروبيين لم تنفذ مؤكدا تصميمه على النضال حتى النهاية من أجل تنفيذ هذه الاتفاقية التي تنص على حلول وسط مهمة. ودعا إلى إعادة الأوضاع في البلاد إلى الأطر القانونية. وكتب يانوكوفيتش في رسالته: “بات واضحا أن الشعب في جنوب وشرق أوكرانيا وفي القرم لا يقبل انفلات الأمور والفوضى في البلاد عندما يقوم جمهور اجتمع في ميدان باختيار الوزراء”. وتابع أنه بصفته الرئيس الشرعي لم يسمح للقوات المسلحة بالتدخل في تطورات السياسة الداخلية مضيفا أنه يجدد هذا الأمر للجيش الآن. واعتبر أنه إذا أعطى أحد أية أوامر للقوات المسلحة بالتدخل فسيكون ذلك ليس عملا غير شرعي فحسب بل وإجراميا أيضا. إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تنصح الجميع الابتعاد عن التصريحات الاستفزازية واحترام اوكرانيا كعضو خارج أي حلف. وأوضحت الخارجية في بيان صدر أمس أن “المحاولات في كل مرة تغيير بشكل أحادي ما تم التوافق عليها وعدم الرغبة بتقبل الوضع الحقيقي بالكامل لا يؤدي إلى أي شيء محمود” مضيفة “عندما يبدأ الناتو بالنظر في الوضع باوكرانيا قد يفهم ذلك بشكل خاطئ”. وأشار البيان في هذا الشأن إلى أن “الامين العام للناتو اعتبر انه من المناسب الاعلان عن ان “عضوية اوكرانيا في الناتو ليست من أولويات القيادة الاوكرانية”. وتساءلت الخارجية “أي أن العضوية يجب أن تبقى ضمن الامور غير العاجلة لكنها من الأولويات¿.. وهنا يحاولون مرة أخرى أن يقرروا عن الشعب الاوكراني”. من جانبه دعا وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل إلى احترام سيادة اوكرانيا ووحدة أراضيها والامتناع عن اتخاذ أي خطوات من شأنها ان تفسر بشكل مغاير. وقال هاغل أمس “انا أراقب عن كثب تدريبات القوات الروسية بالقرب من الحدود الاوكرانية.. وآمل ان تؤمن روسيا الشفافية لهذه التحركات كما ادعو في هذه اللحظة الحساسة حيث يسود توتر كبير إلى الامتناع عن اتخاذ الخطوات التي يمكن ان تفسر بطريقة خطأ أو التي من شأنها ان تؤدي إلى استنتاجات غير صحيحة”. وكان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسين اعلن للصحفيين في وقت سابق ان الحلف لا يربط أعمال التدريب الروسية بما يحدث في اوكرانيا موضحا ان الجانب الروسي قد أبلغ الحلف عن نيته القيام بالتدريبات. وعلى الصعيد ذاته أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن المقاتلات المرابطة في المنطقة العسكرية الغربية دخلت مرحلة التأهب وذلك في إطار اختبار جاهزية القوات المسلحة تنفيذا لأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأوضحت الدائرة الصحفية التابعة للوزارة أن المقاتلات الروسية تجوب الأجواء في المناطق الحدودية بصورة مستمرة. وجاء في بيان صدر عن الوزارة: “منذ تلقي الإشعار بوضع (قوات الجو) في أعلى حالات التأهب انتقلت طائرات المنطقة العسكرية الغربية إلى المطارات المشمولة بالعمليات”. وأضافت الدائرة الصحفية أن القاذفات الروسية تقوم بدورها وتنفذ مهمات تدريبية-قتالية لإصابة “العدو الافتراضي” في حقول الرمي. وتابع بيان الوزارة أن الطيارين الروس يتدربون في إطار الاختبارات على عمليات تزويد المقاتلات الاعتراضية التي تقوم بالنوبة القتالية على مدار الـ 24 ساعة بالوقود في الجو بواسطة طائرات التزويد بالوقود “إيل-78”. كما تعمل وحدات سلاح الإشارة على توسيع دائرة الرصد بالرادار. ويشمل اختبار جاهزية القوات المنطقتين الغربية والمركزية نحو 150 ألف عسكري من مختلف أنواع القوات بالإضافة إلى مؤسسات الإدارة العسكرية. وتشارك في الاختبار نحو 90 طائرة وأكثر من 120 مروحية ونحو 880 دبابة وما يصل إلى 80 سفينة.