الرئيسية - عربي ودولي - أزمة اوكرانيا من التجاذبات الغربية -الروسية إلى طاولة مجلس الأمن
أزمة اوكرانيا من التجاذبات الغربية -الروسية إلى طاولة مجلس الأمن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دخلت الأزمة الأوكرانية السياسية منعطفا جديدا حيث انتقلت الأزمة إلى طاولت مجلس الأمن الدولي للنظر في الأوضاع التي تشهدها اوكرانيا منذ نوفمبر الماضي وذلك بدعوة من قادة اوكرانيا الجدد إلى ضرورة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن في حين تبحث منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بفيينا في اجتماعها  غداٍ الاثنين كيفية دعم أوكرانيا لمواجهة هذه الازمة السياسية التي تعيشها حاليا بعد ازاحة الرئيس فيكتور يانكوفيتش وتولى ادارة جديدة السلطة في البلاد. يأتي ذلك في وقت منح فيه المجلس الاتحادي الروسي طلب الرئيس فلاديمير بوتين حق استخدام القوة في اوكرانيا حتى عودة الاستقرار السياسي والاجتماعي إلى هذا البلد فيما دعا الرئيس الأوكراني المؤقت على الفور إلى اجتماع طارئ لقادة الأجهزة الأمنية .  وأقر مجلس حكام المناطق الروسية (مجلس الشيوخ) في البرلمان امس طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام قوات روسية في أوكرانيا واتخاذ الإجراءات اللازمة من اجل عودة الاستقرار في البلد وجاء هذا الإقرار بتصويت شامل بعد أن أقرت لجنة الامن والدفاع في المجلس طلب بوتين بعد قليل من إعلان الكرملين عن إرساله إلى البرلمان وقد تناوب رؤساء اللجان في البرلمان الروسي على إلقاء كلمات تؤيد تدخلا روسيا مباشرا في شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا وشددت الكلمات على اعتبار عزل الرئيس الأوكراني عمل غير شرعي. وهاجم نواب روس الولايات المتحدة بسبب موقفها من الأزمة الأوكرانية واعتبروا أن التغيير السياسي هناك تهديد مباشر للمصالح الروسية وللأوكرانيين من أصل روسي. وكان الكرملين نقل عن بوتين قوله في الطلب من البرلمان “في ما يتعلق بالوضع الاستثنائي في أوكرانيا والتهديد الذي يطال حياة المواطنين الروس أتقدم إلى مجلس حكام المناطق الروسية بطلب لاستخدام قوات الاتحاد الروسي المسلحة على الأراضي الأوكرانية إلى حين عودة الوضع السياسي في هذا البلد إلى طبيعته”. وهذه الخطوة هي التصعيد الأهم الذي تتخذه روسيا منذ عزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش حيث إنها تهيئ لتدخل عسكري روسي واسع في شبه جزيرة القرم التي تقطنها أغلبية ذات أصول روسية. وبات الأمر يمثل تدخلا واضحا وصريحا من قبل موسكو في الأزمة الأوكرانية وأن الأوضاع تسير بالطريقة نفسها لسيناريو التدخل العسكري في جورجيا. وأكد أن نحو عشرين ألف جندي روسي قد يجري إرسالهم من منطقة غرب روسيا على البحر الأسود إلى القرم. وكانت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلت امس عن مصدر عسكري أوكراني قوله: إن قوات روسية سيطرت على ثاني مطار عسكري في شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا حيث أعلن الجيش حالة التأهب القصوى وسط تنديد وتحذير دوليين لروسيا من التدخل في الشؤون الداخلية الأوكرانية. وقال المصدر العسكري إن القوات الروسية سيطرت على قاعدة جوية عسكرية في بلدة كيروفسكوي التي تستخدمها طائرات النقل العسكرية. وذكرت الوكالة أن نحو عشرين جنديا دخلوا قاعدة للصواريخ المضادة غرب القرم ويحاولون السيطرة عليها دون أن تذكر وقوع اشتباكات أو ضحايا. وكان مسلحون قد سيطروا في وقت سابق على مطار بلبيك العسكري قرب مدينة سيفاستوبول إلى جانب المطار الدولي في مدينة سيمفروبل عاصمة شبه جزيرة القرم. ونقلت وكالة إنترفاكس عن رئيس وزراء منطقة القرم الأوكرانية سيرغي أكسيونوف قوله إن جنودا من أسطول البحر الأسود الروسي يحرسون مباني مهمة في القرم. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الخدمة الصحفية للأسطول الروسي قولها إن السلطات بمنطقة القرم الأوكرانية والأسطول الروسي في البحر الأسود اتفقا على أن يحرسا معا المباني بشبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود. واعلن الجيش الأوكراني حالة الطوارئ القصوى  بصفوف قواته في القرم بعد اتهامه موسكو بإرسال مزيد من الجنود. وأكد رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت أرسيني ياتسينيوك إن بلاده رفضت الرد “بالقوة” على “استفزاز” روسيا بنشر عسكريين على أراضي جمهورية القرم التي تتمتع بحكم ذاتي وطالب روسيا بسحب قواتها “نظرا لتزايد التوترات”. من جانبها أعربت موسكو عن “قلقها البالغ” مما يجري في القرم موضحة أن ساسة كييف يسعون لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة. واضافت إنه كان هناك محاولة “استفزازية” الماضية من قبل “مسلحين مجهولين أرسلوا من كييف” للسيطرة على مقر وزارة الداخلية في منطقة القرم ولكن من أسمتهم بمجموعات الدفاع عن النفس صدت تلك المحاولة. وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قد نفى في وقت سابق الاتهامات الأوكرانية لبلاده بالتدخل العسكري في شبه جزيرة القرم. وقد طالب مجلس النواب الروسي (الدوما) أمس الرئيس بوتين باتخاذ الإجراءات اللازمة لإرساء الاستقرار في منطقة القرم. وكان المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة يوري سيرغيف أعرب عن استيائه لمجلس الأمن الدولي من وجود قوات روسية بالقرم. وبعد تحذير أميركي من أن أي تدخل عسكري روسي في أوكرانيا سيكون له “ثمن” طالبت ألمانيا روسيا بتقديم توضيح بشأن هدف تواجد قواتها على الأراضي الأوكرانية. من جانبه أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه أجرى اتصالا بنظيره الروسي سيرغي لافروف وطالبه بضرورة احترام سيادة ووحدة الأراضي الأوكرانية. وفي هذا الصدد أيضا دعت وزارة الخارجية البولندية السبت إلى وقف “كل تحرك استفزازي” في القرم ودعت مجددا الدول الموقعة على مذكرة بودابست (روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا) في 1994 إلى “احترام تعهداتها وتنفيذها” بشأن استقلال وسيادة وسلامة أراضي أوكرانيا. وعلى وقع هذه التطورات أعلن رئيس حكومة القرم سيرغي أكسيونوف -الذي عين مؤخرا في منصبه- تقديم موعد إجراء الاستفتاء بشأن وضع شبه الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي في أوكرانيا ليجري في الثلاثين من الشهر الجاري بدلا من الموعد السابق المقرر في 20 مايو المقبل. وكان أكسيونوف دعا في وقت سابق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المساعدة في إعادة السلام إليها. وقد أفادت الأنباء الواردة من الكرملين بأن روسيا لن تتجاهل طلبات المساعدة من قبل قادة القرم. وفي هذا السياق تظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص أمس في دونيتسك شرقي أوكرانيا ضد السلطات الجديدة في كييف ورفعوا الأعلام الروسية وهتفوا “روسيا روسيا” بينما تحدث بعضهم عن دعمهم لانضمام القرم إلى روسيا.