خرج فريق أهلي صنعاء فائزا على التلال عدن بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة أوفت بما انتظره منها الجمهور الذي توافد إلى مدرجات ملعب نصر شاذلي بعدن عصر أمس في قمة الجولة الأخيرة من ذهاب دوري الدرجة الأولى لكرة القدم. المباراة مرت بسيناريو حمل مشاهد متعددة بإقدام اللاعبين وصفارة الحكم المهزوزة التي ظلمت المستضيف كثيراٍ وساهمت في منح الفوز للضيف وفقا لما ستحمله سطور المشاهد الأربعة التي دوناها لحظة بأخرى من خلال شوطي اللقاء. المشهد الأول .. رغبة في التسجيل مع انطلاق أحداث اللقاء الذي حمل في طياته الكثير للفريقين الباحثين عن الفوز لغايتين مختلفتين كان فيها الأهلي يبحث عن مواصلة ملاحقة المتصدر الصقر وكان التلال يمني النفس بتجاوز محنة مباراتين سابقتين لم يحقق فيهما الفوز فكان ذلك يترجم في بداية نارية سجل فيها الفريقان الخطر على شباك الحارسين صدام الخولاني في الأهلي وسامر فضل في التلال منذ الوهلات الأولى.. وهذا ما وضع اللقاء في مسار تصاعدي كان فيه شباب التلال بحماسهم يجارون خبرة لاعبي الأهلي وقائدهم علي النونو..الرغبة الواضحة في التسجيل سنحت للتلال في مرة أو مرتين لكن دون قدرة في ظل العقم الوضاح لمهاجمه “شيد” ليظهر الأهلي في الدقيقة 12 عبر لاعبه المحترف مبومبو وليسجل الأسبقية باستغلاله لكرة من النونو في عمق الدفاع التلالي ليرفع من نسق المباراة التي تحولت إلى حالة من السجال وضعته في منعرج جديد. المشهد الثاني .. ردة فعل منقوصة مع أسبقية الضيف لم يكن التلال ولاعبوه الفاقدون للتركيز قادرين على استيعاب الموقف في ظل النزعة الغائبة في الهجمة التي ظهر في صناعتها بصورة طيبة حمودي الشيبة وعطلها في كثير من الأوقات شيدو نتيجة افتقاده لما يمكن إن يقدمه كمهاجم ينهي الهجمة في شباك الخصم .. لتبقى محاولات التلال ناقصة وعابها الكثير خصوصا في ترك مساحات واضحة خلف رمزي وحتى فدعق فاستغلها الأهلي بصورة واضحة من خلال تحركات لاعبه فؤاد العميسي ومبومبو ليحدث الخطر الأهلاوي على مرمى سامر فضل الذي ابعد أكثر من كرة قبل أن تصيب شباكه كرة علي النونو وتضاعف النتيجة وتصعب مهمة التلال الذي حاول مجددا فرض شيء على الضيف الذي يمتلك الخبرة فكانت المحاولات تتوالى مع تراجع لاعبي الأهلي في الدقائق الأخيرة فكانت ردة الفعل الحمراء تقلص الفارق بكرة بعيدة ثابتة أرسلها علوي فدعق لولبية خادعة سكنت الشباك الأهلاوية في الدقيقة 41 ثم كاد أن يعدل النتيجة بكرة بعيدة أبعدها الحارس بأطراف أصابعه لينتهي الشوط الأول الذي أجرى فيه مدرب التلال تغييرا بخروج دوجلاس ودخول الموزعي أهلاوي بهدفين لهدف. المشهد الثالث .. حماس وعصبية ورصاص مع بداية الشوط الثاني بدا أن كل فريق يبحث عن غايته بالعودة للقاء بالنسبة لأصحاب الأرض وتوسيع الفارق بالنسبة للضيوف فبدت ملامح اللعب الهجومي عبر الأطراف واضحة لكليهما فتنوعت الكرات التي يصنع منها الخطر في الأهلي عبر بول ديوك وفي التلال عبر حمودي النشط وإن عابه التأخير في معظم الأوقات ليحصل الأهلي على كرة ثابتة في يمين الملعب لعبت عرضية يتابعها المحترف الصربي أدس برأسه وليسجل هدفا أهلاويا ثالثا حصل بعده ما لم يكن احد يريده حيث ذهب اللاعب إلى جماهير التلال بصورة مستفزة وحركات أشعلت فتيل الفوضى كردة فعل منطقية من قبل الجماهير الحمراء التي كانت تساند فريقها فيتوقف اللقاء لسبع دقائق وأكثر وسط هرج ومرج وفقدان للأعصاب من قبل البعض قبل إن تهدأ الأمور وتعود المباراة إلى حالها. المشهد الرابع .. انتفاضة حمراء وظلم تحكيمي مع عودة اللقاء واستمرارية اللعب كان لاعبو التلال يبحثون عن عودة بحجم الفريق الكبير في موعد كبير له من الخصوصية ما يكفي فامتلكوا الكرة والمساحات مع تغييرات دخل فيها عبدالرحمن ياسين ثم صلاح باتو فتنوعت الهجمات فدقت رأسية الموزعي عارضة الأهلي في الدقيقة 7 ثم تكررت المحاولات ليظهر حمودي الشيبة ويقلص الفارق بهدف جميل وملعوب في الدقيقة 16 وضع اللقاء في اتجاه جديد كانت الكرة في معظم الأوقات في ملعب الأهلي بعدما اعتمد الأخير الهجمة المرتدة التي كانت تنتهي بإغلاق دفاعات وحارس التلال لمنطقتهم في مرات عدة.. ومع قدرة لاعبي التلال على الضغط من كل اتجاه واعتماد العرضيات واللعب في العمق لشيدو “قليل الحيلة” استطاع دفاع الأهلي الصمود أمام المد الأحمر الذي ترك بعض المساحات ليستغلها الأهلي ويقترب من شباك سامر من خلال بول ومبومبو الذين كان الأكثر قدرة على تهديد شباك التلال حيث منع سامر هدفا أهلاويا وأضاع شيدو والموزعي وبقشان وحمودي كرات عديدة كان يمكن أن تحقق التعادل لو حضرت الثقة وعدم الاستعجال وبين كرة للأهلي وكرات عديدة للتلال المسيطر كان احمد سعيد مواجها للمرمى إلا انه بحث عن ضربة جزاء لتضيع الفرصة التلالية لتسجيل التعادل ثم يتواصل الضغط الأحمر ويقترب التلال حين مر الموزعي في منطقة الجزاء وتعرض للعرقلة إلا أن الحكم رفض احتساب شيء ليحرم التلال من ضربة جزاء أكد الجميع صحتها في الدقيقة 35 لتستمر الأحداث ويحاول التلال مع بعض الهجمات الخطرة للأهلي كالتي مر بها البديل محمد قشاش إلا أن الأمور لم تتغير ليصل الجميع إلى صافرة النهاية بفوز أهلاوي بثلاثة أهداف لهدفين. الأحداث التي حصلت أظهرت كيف يكون للعقل حضور وكيف يكون للفوضويين حضور. لاعب الأهلي الذي أثار الزوبعة بتصرفه وحركاته لجمهور التلال يفترض أن يكون هناك موقف قوي من لجنة المسابقات إن كانت لديها لوائح. الكابتن رائد طه نجم كبير ومسؤول في أنشطة النادي العريق .. مطلوب أن تضبط أعصابك حين يكون هناك أمور كالتي كانت أمس. أدار اللقاء طلال ناجي وإبراهيم الرحيمي وعلي العنبري وعبدالله عزب رابعا وراقبه رياض عثمان بامطرف. للأخ جمال الخوربي رئيس لجنة الحكام .. مباراة مثل هذه وفي عدن حيث الأجواء مشحونة .. تتطلب حكاما مميزين لديهم خبرة المواعيد الكبرى .. اعتقد أن الأمر مفهوم ياكابتن. لماذا يلعب شيدو تسعين دقيقة ياكابتن جمال نديم¿ ولماذا يخرج دوجلاس من الملعب¿