الرئيسية - عربي ودولي - شظايا أوكرانيا الجـديـدة
شظايا أوكرانيا الجـديـدة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تتسارع التطورات في أوكرانيا بعد التغيير وبصورة دراماتيكية تنذر بتصدع إضافي وخطير في العلاقات الدولية وتسمح كذلك بإعادة ترتيب أوراق منطقة النفوذ الروسي وعلى نحو يعيد إلى الأذهان فترة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي خاصة بعد التصريحات المتبادلة بين الرئيسين الأميركي والروسي بشأن تداعيات هذه الأزمـة. ربما كـانت أولى تطورات الأزمة الأوكرانية ما يحدث على الأرض داخل هذا البلد -الذي لم يكن معروفا إلا في كونه ممرا آمنا لنقل الغاز الروسي إلى دول أوربا- من احتمالات تقسيم وحدة أراضيه وامكانية دخوله في نفق مظلم من الصدامات المسلحة أو تزايد احتمالات الانجرار إلى حروب بالوكالة! أمـا ثـاني احتمالات تطاير شظايا هـذه الأزمـة فيرتبط بالمخاوف المتزايدة من أي تصعيد خطير في علاقات قطبي رحى ادارة شؤون العالم وبالتالي انعكاسات تدهور هذه العلاقات على مناطق التوتر التي كانت – ولاتزال- محل توافق ثنائي بين واشنطـن وموسكو من ناحية وبين موسكو والعواصم المتحالفة معها وبين دول الاتحاد الأوربي من ناحية ثانية. وثمة احتمالات أخرى عديدة ومتداخلة لا يستبعد معها أن تكون منطقة الشرق الأوسط واحدة من أوراق لعبة الأمم بنسختها الجديدة والتي كما يبدو- تعيد انتاج نفسها بصيغة أو بأخرى جراء سياسة الاستقطاب التي ظهرت جليا مع مطلع الألفية الجديدة وعلى امتداد أكثر من رقعة جغرافية فضلا عن خطورة أن تمتد شظايا هذه الأزمة من العاصمة الأوكرانية “كييف” وجبال القرن على الحدود مع روسيا إلى مناطق أبعد من هذه الجغرافيا وبحيث لا يكون في مقدور أحد التنبؤ بحـدودها وأبعادها ومخاطرها على الأمن والاستقرار في العالـم بأكـمله. وبطبيعة الحال فإن المسؤولية الدولية تقتضي سرعة اتخاذ القرار المناسب لمحاصرة تداعيات هذه الأزمة قبل استفحالها وضرورة اضطلاع الأسرة الأممية بدور فـاعـل تجاه تداعياتها وبصورة تعيد وتيرة الاستقرار الى منطقة البحر الأسود وتعمل على الحد من مخاطر اتساعها.. والأمر في كل الأحوال يحتاج إلى تنشيط الدبلوماسية بين عواصم القرار حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه. *** أخيرا لا أخفي القارئ الكريم مخاوفي – كمراقب من أن تمتد حالة الاستقطاب الدولي إزاء الأزمة الأوكرانية وتلقي بظلالها الداكنة على حالة التوافق الأممي تجاه عديد من الأزمات ومنها التوافق غير المسبوق تجاه تسوية الأزمة اليمنية التي أوشكت بفعل هذا التوافق أن تضع أوزارها متمنيا في نفس الوقت أن تخيب تداعيات الأزمة الأوكرانية كل مخاوفي. انتهى..