الرئيسية - عربي ودولي - هل تلجأ روسيا للخيار العسكري في اوكرانيا ¿
هل تلجأ روسيا للخيار العسكري في اوكرانيا ¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* ما تشهده أوكرانيا من تسارع في وتيرة المواجهات والاضطرابات بشكل دراماتيكي يعصف أساسا بوجود الدولة ذاتها ويهددها بخطر التقسيم والولوج بالتالي في معمعة أزمات سياسية واقتصادية متتالية بانتظار ما ستؤول إليه الأحداث بفعل التدخل الغربي ورد الفعل الروسي الذي يتوقع معه أن يكون قاسيا..فالكرملين الذي يعتقد انه تلقى هزيمة نكراء في أوكرانيا بفعل انشغاله باولمبياد سوتشي لن يستسيغ هذه الضربة التي جاءت بفعل التدخل الأوروبي وسيرد رغم التحذيرات الغربية والأميركية عليه ولديه خيارات متعددة ومنها التدخل العسكري.. مع انه ضئيل برأي المحللين لكنه غير مستبعد في ضوء التعبئة العسكرية الروسية ومنح { الدوما } للرئيس بوتين الإذن باستخدام القوة العسكرية في أوكرانيا لحماية ما اسماه الروس مصالحهم في هذه الدولة التي كانت ذات يوم جزاء من الاتحاد السوفياتي.. ما لم تتعقل الأخيرة وتخوض حوارا بناء يقيها شر المواجهة العسكرية التي لن تكون في صالح أي من الطرفين.. وبالتأكيد فإن الغرب ليس باستطاعته خوض مواجهة مفتوحة مع موسكو وهو قد ترهل خلال السنوات العشرين الماضية وقد يضطر الاتحاد الأوروبي إلى ترك أوكرانيا في نهاية المطاف تواجه مصيرها .. والسيناريو الجورجي لا يزال ماثلا للعيان بتبعاته وإلى جانب استخدام القوة ستستخدم روسيا أيضا خيار الخنق الاقتصادي لأوكرانيا التي تعاني أساسا من ضائقة اقتصادية يجعلها عاجزة أمام أي رد فعل ما لم هناك دعم غربي.. ومهما احتدمت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا فإن الحل يكمن في إجراء حوار بين الطرفين وعلى العقلاء من السياسيين في أوكرانيا عدم الانجرار وراء أوهام أوروبية تبيع بها جارتها روسيا بأبخس الأثمان ..خاصة إذا ما تذكرنا بأن مصانع أوكرانيا هي نسخة مكررة للروسية وان منتجاتها لن تباع وتسوق سوى في روسيا والعكس صحيح ثم أن الغاز التي تتدفأ به أوكرانيا منبعه من الجارة روسيا وبأسعار مخفضة مراعاة لبلد كان جزءا من الاتحاد السوفياتي وفيه أقليات روسية في شبه جزيرة القرم إضافة إلى اسطول البحر الأسود الذي يشكل في حالة كهذه مشكلة خاصة . وفي التحليل لمسار الأحداث الأخيرة في أوكرانيا نجدها تتعلق بخلاف بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة حول التقارب مع الاتحاد الأوروبي وهو مسار معاكس للتحول الديمقراطي ويشكل في حد ذاته انقلابا ضد السلطة المنتخبه في كييف وفقا لما يجمع عليه المراقبون الروس. ويحبس العالم أنفاسه بانتظار رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التغيرات الحاصلة في أوكرانيا بعد سيطرة المعارضة المناوئة لروسيا على السلطة فيها. فهل يقوم الرئيس بوتين بضربة استباقية تمنع السلطة الجديدة من تفعيل طلب أوكرانيا للانضمام لحلف الأطلسي وتحاشي تحول أوكرانيا الى قاعدة أمامية للحلف على حدوده…¿¿ فأوكرانيا التي سبق أن تقدمت بطلب الانضمام للحلف عام 2008م إلا أن الطلب جمد بعد انتخاب فكتور يانوكيفيتش رئيسا لأكرونيا عام 2010م لكنها تتعاون منذ ذلك الوقت في بعض أنشطة الناتو حيث لها 29 عسكريا يحاربون الى جانب قوات الحلف في أفغانستان. ومع أن أكثرية الروس على علم بحقيقة ان التاريخ لا يعيد نفسه فليست لروسيا ما كان للاتحاد السوفييتي من قوة ونفوذ لكنهم مع القوة العسكرية التي عليها روسيا الآن ربما يتوقعون اجراءات تعيد لهم بعض ذلك الإرث من خلال معاقبة القوميين الأوكرانيين لتنكرهم لصداقة روسيا, فالمساعدة التي قدمتها روسيا لهم دون مقابل لم يقدمها أيا من حلفائها الجدد وكل ما انتظرته روسيا هو أن تبقى اوكرانيا دولة محايدة بين روسيا وحلف الناتو المعادي لمصالحها الاستراتيجية في العالم. ( الاشارة هنا الى التسهيلات المالية البالغة أكثر من 15 بليون دولار اضافة للخصم التجاري على أسعار الغاز المصدر لها والذي بلغ حوالي 40% من سعره في السوق الدولي). ولم يعد الخلاف بين روسيا والقوى الغربية أيديولوجيا كما كان الحال بين الاشتراكية والرأسمالية حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي وإنما هو الآن صراع على الأسواق والفرص الاقتصادية والمواقع العسكرية والنفوذ السياسي وبناء عليه يمكن تفهم القلق الذي يساور روسيا بشأن تحول اهتمام أوكرانيا ناحية الغرب أسوة بالدول الاشتراكية السابقة وما يعنيه ذلك من فقدان للتعاون الاقتصادي والتجاري بين روسيا وأوكرانيا. وأمام كل هذه التداعيات وبصرف النظر عن قدرات روسيا العسكرية يرى محللون أنه من غير المرجح أن تقدم الحكومة الروسية على عمل عسكري غير محسوب النتائج السياسية والاقتصادية .