تلوح في الافق نذر حرب واسعة بين ثاني اقوى جيوش العالم , الجيش الروسي, وثاني أكبر جيش في أوروبا الجيش الاوكراني ,وذلك عقب أزمة سياسية شهدتها الاخيرة ومحاولة انزلاقها كليا عن الهيمنة الروسية الى احضان اوروبا. وتشهد المنطقة حاليا توترا كبيرا , وهو الأمر الذي ينذر بحرب واسعة واشتباك مسلح مالم يتم احتواء الموقف وتدارك الاوضاع , خاصة وان التجاذبات دخلت مرحلة خطيرة , وقد تتسبب بكوارث انسانية في أسوأ أزمة في التاريخ الحديث. وبالنظر الى الكثافة العسكرية المتطورة والمتنوعة , فان تخوفات كبيرة وفاتورة انسانية باهضة قد يدفعها الاوكرانيون وكذا الروس من عسكريين ومدنيين , وقد تتاثر دول اخرى في المنطقة. التقرير التالي يسلط الضوء على القوة العسكرية الكبيرة في المنطقة , القوة الروسية , والقوة الاوكرانية , وذلك وسط تخوفات من دق طبول الحرب بين وريثي الاتحاد السوفيتي .. موسكو وكييف. وتعد المقارنة بين الجيش الروسي المصنف رقم اثنين بعد الأميركي عالميا والجيش الأوكراني المصنف 21 بين 106 من جيوش العالم , امر لا يقتصر على العدد فحسب , بل ان الاسلحة الفتاكة والفائقة التطور هي الأساس في هذه المعادلة. الدب الروسي يعد الجيش الروسي ثاني اكبر جيش في العالم , والقوات المسلحة الروسية تتألف من فروع الجيش والقوات الجوية والبحرية وكذلك قوات مستقلة والقوات الجوية وقوات الصواريخ الاستراتيجية وقوات الفضاء. واللافت أن الموازنة العسكرية لروسيا البالغة مساحتها أكثر من 17 مليون كيلومتر مربع وسكانها 146 مليون نسمة كانت العام الماضي 76 مليار دولار, كما ان خزائنها مكتظة باحتياطات ذهب وعملات أجنبية تصل الى 538 مليارا ولها ثروات متنوعة تحت الأرض ويكفي أنها تنتج أكثر من 11 مليون برميل نفط يوميا. ويتكئ الجيش الروسي على ميزانية ضخمة , ويبلغ تعداده نحو 766 ألفا من الجنود النظاميين ومعهم مليونان و485 ألفا من احتياطي ناشط ويخدم في الجيش إضافة 22 مليونا من الاحتياطي العام. وللجيش الروسي ترسانة كبيرة من الاسلحة المتنوعة برية وبحرية وجوية , حيث تؤكد معلومات نشرتها مراكز ابحاث ودراسات عسكرية , ان لديها أكثر من 15500 دبابة, الى جانب 27607 مدرعات , وكذا 5990 من المدفعية ذاتية الطلق ,و4625 مدفع محمول , و3781 منصة مدفعية ثابتة, و34 كاسحة للألغام. وتحتوي الاسلحة الروسية الجوية على ترسانة كبيرة ومتطورة ,منها 3100 طائرة حربية معظمها حديث و973 هليكوبتر , وتملك 1218 مدرجا لإقلاع وهبوط الطائرات الحربية, اضافة الى 325 قطعة بحرية روسية وحاملة طائرات واحدة, بالاضافة الى 63 غواصة , و300 راجمة صواريخ , واربع فرقاطات , و13 مدمرة ,و 74 زورقا بحريا. كما يملك الجيش الروسي , سلاحا فضائيا, يتكون من الاقمار الصناعية الحديثة والمتطورة , والتي بإمكانها رصد كل صغير وكبير. الغزال الأوكراني عقيدة العسكرية الأوكرانية دفاعية بحتة, وقوات هذا البلد المقدرة بحوالي 160 ألفا من الجنود النظاميين, في حالة استنفار دائم لمواجهة وقوع اي هجوم على سيادة أوكرانيا, الى جانب مليون احتياط عام, وتعد هذه القوات بكافة تصنيفاتها من انشط القوات المدربة تدريبا جيدا لأنشطة الوحدات الهجومية وراء خطوط العدو, وقاعدة خطتهم ذات حركية عالية مما يسمح لهم بإجراء أي مهمة قتالية تحت أي ظرف من الظروف. ويكمن عنصر القوة العسكرية الاوكراني بالقوات البرية التي يقدر قوامها بنحو 88500 جندي .. وتم تشكيل هذه القوات من ثنايا الجيش السوفياتي السابق والوحدات والمؤسسات بما في ذلك ثلاث مناطق عسكرية (في كييف والكاربات والمناطق العسكرية أوديسا) التي كانت على التربة الأوكرانية عندما انهار الاتحاد السوفياتي في 1990م. وذكرت مراكز أبحاث ودراسات عسكرية عالمية , بان القوات البرية الاوكرانية قوات مؤهلة ومدرعة هي اهم المكونات الرئيسية للقوات الأوكرانية, وأهدافها الأساسية في الحرب هي للسيطرة على المناطق المحتلة والدفاع عن البلاد ضد أي هجوم واختراق الخطوط الدفاعية للعدو وهزيمة قوات العدو والتقاط مجالات هامة وتوريد الدعم لقوات المارينز وقوات الهبوط الأخرى. وتبلغ ميزانية الجيش الاوكراني 5 مليارات دولار وتمتد مساحة هذا البلد نحو 603 آلاف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانه 47 مليون نسمة. وتؤكد المعلومات, بان التراسانة العسكرية الاوكرانية متواضعة في حال مقارنتها بالقوات الروسية , حيث تملك 4112 دبابة , و1203 مدفعيات , و6431 مدرعة, و4 كاساحات للالغام فقط ولاوكرانيا 400 طائرة حربية و93 هليكوبتر معظمها من عهد الاتحاد السوفياتي. كما لديها من المدافع المحمولة 1000 فقط , و626 منصة مدفعية اطلاق ثابتة , وله ايضا, 25 قطعة بحرية, منها سبعة زوارق حربية ولا حاملة طائرات لديها إلا غواصة واحدة , وفرقاطة واحدة, ولا تملك أي مدمرة. ويستخدم الجيش الاوكراني النظام الوحيد “الرادار المنفصل” نظام مضاد للطائرات (( كولتشوغا)) تم تصميمه في وقت ما بين عامي 1993-1997م, ويقال ان هذا النظام واحد من معظم (إن لم يكن الاوحد) أجهزة الاستشعار تقدما في العالم وهو قادر على كشف احدث الطائرات. ولذلك يرى خبراء بانه لا فرصة للأوكراني ضد الروسي إلا بتحويل القتال من نظامي إلى حرب عصابات مع الاستعانة بالخارج الأميركي والأوروبي بشكل خاص.