الرئيسية - عربي ودولي - الدفاع المدني.. أدوار إنسانية في مواجهة الكوارث
الدفاع المدني.. أدوار إنسانية في مواجهة الكوارث
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

جهاز الدفاع المدني واحد من أهم الأجهزة في العالم, نظرا لدوره المهم في حماية الإنسانية والممتلكات في كافة الظروف المتطورة والتقلبات المناخية وفي أجواء السلم والحرب. وصادف مطلع الأسبوع الجاري , الأول من مارس اليوم العالمي للدفاع المدني, وسط انحسار كلي من الاحتفاء بهذه المناسبة , وعدم إبراز الدور الذي يقوم به هذا الجهاز والتذكير بالمهام المناطة به في إنقاذ البشرية من الكوارث بكافة أشكالها سواء الطبيعية أو التي هي من صنع الإنسان. ويتفق المختصون والعلماء في العالم بأن الدفاع المدني ” جهاز يتولى مجموعة من الإجراءات والأعمال اللازمة لحماية السكان والممتلكات العامة والخاصة من أخطار الحريق والكوارث والحروب والحوادث المختلفة وإغاثة المنكوبين وتأمين سلامة المواصلات والاتصالات وسير العمل في المرافق العامة وحماية مصادر الثروة الوطنية في زمن السلم وحالات الحرب والطوارئ”. وتكمن أهمية عمل الدفاع المدني “بالتنبؤ بالمخاطر والكوارث وإعداد الخطط اللازمة لإدارتها وإنشاء وتجهيز غرف ومراكز إدارة الطوارئ, و إعداد برامج الوقاية من المخاطر والكوارث ووضع نظام إنذار عام للسكان في حالات الطوارئ, بالإضافة إلى تشكيل الفرق اللازمة للقيام بعمليات المواجهة والإغاثة والإسهام في إعادة الحياة الطبيعية للمناطق المتضررة, وإعداد خطط الإخلاء والإيواء السكان في المناطق المتضررة”.(حسب تصنيفات أجهزة الدفاع في العالم). ويرى مختصون في هذا المجال بأن للجهاز مهاما كثيرة مناطة به منها وقت السلم وأخرى في أثناء الحروب.. وتتمثل هذه المهام وقت السلم بتقديم الإغاثة للمتضررين في حالات الطوارئ, وإعداد المتطوعين للقيام بأعمال الدفاع المدني, وتنظيم قواعد ووسائل السلامة والأمن الصناعي, ومكافحة الحرائق وإطفائها وأعمال الإنقاذ والإسعاف, وإنشاء غرف عمليات ومراكز الدفاع المدني ووضع المواصفات العامة للمخابئ والإشراف عليها لوقاية السكان, بالإضافة إلى إحداث وإعداد تشكيلات الدفاع المدني من مختلف الاختصاصات وتجهيزها بالعتاد والوسائل اللازمة, وتخزين مختلف المواد والتجهيزات اللازمة لاستمرار الحياة في حالات الحرب والطوارئ والكوارث, وكذا إعداد وتنفيذ ما يلزم من إجراءات تهدف إلى تحقيق السلامة وتجنب الكوارث وإزالة آثارها بما في ذلك تقديم الإعانات النقدية أو سواها, واستخدام وسائل الإعلام لتحقيق أهداف الدفاع المدني,وأخيرا تنفيذ خطط الإخلاء والإيواء في حالات الطوارئ. (حسب مراكز بحوث ودراسات علمية). فيما تتمثل أعمال الدفاع المدني وقت الحرب, بـ”تنظيم قواعد ووسائل الإنذار من الأخطار والغارات الجوية, والوقاية من آثار الغارات الجوية والأسلحة التدميرية, وتقييد الإضاءة, والمرور”. وتأخذ أهمية الاهتمام بهذا الجهاز نظرا للدور الإنسانية المناطة به في عمليات الإنقاذ للبشرية وغيرها من المهام الكبيرة التي يعول بها على هذا الجهاز. وفي بلادنا يأخذ هذا الجهاز منحى آخر, حيث يفتقر إلى التخطيط , والى الإمكانيات البسيطة التي تمكنه من مواجهة أي أخطار قد تحدق بأبناء هذا الوطن. ويعمل الدفاع المدني باليمن في ” نطاق ضيق جدا” نتيجة شحة الإمكانيات وضعف الجاهزية في مواجهة الكوارث الطبيعية الأمر الذي يجعل بلادنا تربض على وضع مخيف. ويرى خبراء أن جهاز الدفاع المدني لا يلبي أي اهتمام يذكر بالعمل التثقيفي الوقائي عن اهمية الدفاع المدني في حالة الكوارث وما هي متطلباته “. وترى الحكومة بأن الدفاع المدني في البلاد لا يعمل سوى في مجال إطفاء الحرائق وانه غير قادر على مواجهة أي كوارث أخرى بسبب شحه الإمكانيات. وذكر محمد ناصر شبعان مدير عام الكوارث بالدفاع المدني اليمني في تصريحات صحفية سابقة , أن إمكانيات اليمن في مواجهة الكوارث “ضعيفة للغاية” وهي لا تعمل سوى في إطفاء الحرائق فقط وان الإمكانيات المتاحة في هذا الاتجاه صعبة ومحدودة للغاية وأنها غير قادرة على مواجهة كوارث أخرى.. مؤكدا أن بلادنا تواجه كوارث حقيقية طبيعية وإنسانية تتمثل في السيول والزلازل والانهيارات الصخرية والبراكين وفي الصراعات المسلحة وحوادث السير والحرائق وغيرها من الكوارث. كما يرى الهلال الأحمر اليمني أن جهاز الدفاع المدني في بلادنا يعمل في إطار “ضيق جدا” وأن هناك فجوة كبيرة بين خطط الدفاع المدني وبين تنفيذها على الواقع, كما أن جاهزية الدفاع المدني تعمل في إطار ضيق لمواجهة الكوارث الطبيعية والإنسانية. وتتمثل أهم الكوارث في اليمن في الكوارث الطبيعية كالانهيارات الصخرية وتدفق السيول وغيرها من الكوارث, وإمكانيات الدفاع المدني في مواجهة هذه الكوارث ضعيفة جدا كما أن إمكانية المواجهة والحد من وقوع الكوارث لا يزال مجرد خطط لا تجد سبيلها إلى التنفيذ على أرض الواقع. وقبل أسابيع اعلنت مصلحة الدفاع المدني في اليمن , عن مقتل 60 شخصا بينهم 12 امرأة في 130 حريقا نشبت في صنعاء خلال العام 2013. وذكر حينها مدير عام مصلحة الدفاع المدني بأمانة العاصمة العقيد الركن عبدالكريم البخيتي ” إن رجال الدفاع المدني بأمانة العاصمة صنعاء تمكنوا خلال العام الماضي من إخماد 130 حالة حريق, وان عدد حالات الوفاة بلغت 60 حالة منها 12 امرأة في حين بلغت حالات الإصابات 224 حالة توزعت بين خفيفة ومتوسطة وبليغة “. وخلفت الحرائق أيضا خسائر مادية قدرت بنحو 100 مليون ريال (نحو 465 ألف دولار) ووقعت غالبية هذه الحرائق بسبب الماس الكهربائي بجانب أيضا الغاز المنزلي والاستخدام الخاطئ للشموع. وفي أكتوبر العام 2008م تعرضت محافظتا حضرموت والمهرة حينها لمنخفض جوي أدى لوقوع كوارث إنسانية حيث أدت السيول الجارفة الناتجة عن الأمطار الغزيرة إلى مقتل وفقدان أكثر من 120 شخصا وتدمير 1800 منزل. وتسببت السيول حينها بتدمير الجسور والطرق والبنى التحتية وانقطاع التيار الكهربائي وكافة وسائل الاتصال ويتخوف اليمنيون من تكرار نفس المأساة في ظل افتقار الدفاع المدني لكافة وسائل المواجهة لمثل هذه الكوارث. ولذلك يتوجب إعطاء هذا الجهاز الكثير من الاهتمام, ومنحه إمكانيات تمكنه من القيام بدوره الوطني على أكمل وجه , بما يحقق أهدافه, ويسهم في مواجهة كافة الكوارث باشكالها المختلفة التي تحدق باليمن واليمنيين.