الرئيسية - عربي ودولي - ثلثا سكان جنوب السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي
ثلثا سكان جنوب السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يعيش عشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا في الآونة الأخيرة إلى المستنقعات الشاسعة بمنطقة مستنقعات السد في جنوب السودان على القليل من الطعام ومن دون مرافق صرف صحي في جزر يتعذر الوصول إليها بحسب تصريحات المسؤولين المحليين. وقد فر هؤلاء النازحون بعد تعرضهم لهجمات من قبل مقاتلين يقال أنهم من رمبيك (ولاية البحيرات في وسط دولة جنوب السودان) اجتاحوا البلاد وحرقوا المنازل واستولوا على الماشية في 7 فبراير. وأثناء التحليق فوق بانجار وهي مقر المقاطعة في ولاية الوحدة في جنوب البلاد بدى أن ما لا يقل عن نصف المنازل قد احترق تماما. ويحتاج النازحون في تلك الجزر إلى الغذاء ولكن في الوقت الراهن لا توجد وسيلة للوصول إليهم. وقال سايمون كول منسق لجنة الإغاثة وإعادة التأهيل في مقاطعة بإنجار “إذا لم يكن لديك قارب فلا يمكنك الذهاب إلى هناك”. وفي 27 فبراير أعربت فاليري آموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن قلقها العميق إزاء “الوضع الإنساني الخطير في جنوب السودان حيث تتعرض حياة الملايين من المدنيين للتهديد بسبب نقص الغذاء وتفشي الأمراض واستمرار العنف على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الآونة الأخيرة”. وفي السياق نفسه قالت ريبيكا نياكانغ أثناء جلوسها في ظل شجرة نخيل في جزيرة تبعد ساعة بالقارب عن نيال وهي بلدة في بإنجار إن أطفالها السبعة لم يأكلوا شيئا عدا جذور نبات زنبق الماء التي تحول لونها إلى الأسود وقشور بذور النخيل لمدة 14 يوما متتالية. وتعيش نياكانغ مع زوجها وأطفالها على جزيرة صغيرة ينتشر فيها البعوض ولا يتعدى عرضها بضع مئات من الأمتار ويحيط بها مستنقع تبلغ مساحته عدة آلاف من الأفدنة. وفي واقع الأمر نيال ليست منطقة ساحلية والطريق الوحيد المؤدي إليها غير سالك ومهبط الطائرات غير صالح للعمل خلال موسم الأمطار. ومن الجدير بالذكر أن الأحداث الجارية في نيال والمستنقعات المحيطة بها هي مجرد مثال واحد على أن المجتمعات المحلية في جميع أنحاء جنوب السودان بحاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية ولكن يصعب الوصول إليها إما بسبب انعدام الأمن أو عدم وجود البنية التحتية. ويقول عمال إغاثة أنهم يسعون جاهدين للإعداد لتوزيع المواد الغذائية لمساعدة تلك المجتمعات. وقد دخل الآن 3.2 مليون شخص في مرحلة “الطوارئ” أو “الأزمة” من انعدام الأمن الغذائي وفقا لنظام التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والحالة الإنسانية. وبعد أقل من شهرين سيتعذر الوصول إلى معظم مناطق جنوب السودان بسبب الأمطار الغزيرة. وفي 11 فبراير أشار توبي لانزر منسق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان إلى احتمالات تدهور الوضع بشكل كبير وقال إن الأمم المتحدة تركز على إنقاذ الأرواح والإعداد لتوزيع المواد الغذائية “ومنع حدوث مجاعة”. وأوضحت شاليس ماكدونو المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي “لا يزال الوصول يشكل تحديا كبيرا وهذا يحدث حتى في أفضل الأوقات في بعض أجزاء من جنوب السودان وبقدر أكبر الآن”. وفي هذا الوقت من العام الماضي حذر برنامج الأغذية العالمي من أن 4.1 مليون شخص سيعانون من انعدام الأمن الغذائي في عام 2013م.

وبحلول شهر فبراير من هذا العام ارتفع هذا الرقم إلى حوالي 7 ملايين شخص – أي ما يقرب من ثلثي مجموع السكان. وحتى في سنة عادية يعاني 10% على الأقل من السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد الموسمي بغض النظر عن الأداء الزراعي. وأكدت ماكدونو أن “الولايات الثلاث الأكثر تضررا من النزاع – وهي جونقلي والوحدة وأعالي النيل – هي أيضا الولايات التي كانت الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي قبل بدء الأزمة” مضيفة أن برنامج الأغذية العالمي شكل فرق توزيع متنقلة لكي تكون أكثر قدرة على الاستجابة للبيئة المتغيرة باستمرار. وتحاول هذه الفرق الاستفادة من الفرص السانحة عندما يتحسن الوضع الأمني لتنفيذ عمليات التقييم وتوزيع المواد الغذائية في المناطق التي لم تصل إليها من قبل. وتجدر الإشارة إلى أن النهب يمثل مشكلة رئيسية للجهات الفاعلة الإنسانية بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي الذي تشير تقديراته اعتبارا من 27 فبراير إلى “نهب حوالي4.600 طن من المواد الغذائية – وهي كمية تكفي لإطعام أكثر من 275 ألف شخص لمدة شهر. ويواصل البرنامج التحقق من تقارير النهب واستعادة المخزونات المفقودة حيثما كان ذلك ممكنا. ولا تزال الأغذية الإضافية المخزنة مسبقا في خطر داهم”.