الرئيسية - عربي ودولي - اليمن يحتفل اليوم مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي للمرأة
اليمن يحتفل اليوم مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي للمرأة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحتفل بلادنا اليوم مع سائر دول العالم باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الـ 8 من مارس من كل عام. وذلك تحت شعار “المساواة للمرأة تحقق التقدم للجميع” حيث تتراوح الاحتفالات من إبداء مظاهر التقدير والاحترام والحب تجاه المرأة واجتماع النساء من جميع القارات واللاتي غالبا ما تفصل بينهن الحدود الوطنية والفروق العرقية واللغوية والثقافية والاقتصادية والسياسية º للاحتفاء بإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعيةº ورفع الوعي السياسي والاجتماعي عن قضاياها في جميع أنحاء العالمº وكذا لتسليط الضوء على أوضاعها والصعوبات التي تواجهها و الثغرات التي مازالت موجودة على الصعيد العالمي فهو نضال على امتداد قرن من الزمن تقريبا … ويوم المرأة الدولي هو قصة المرأة العادية صانعة التاريخ هذه القصة التي يعود أصلها إلى نضال المرأة على امتداد القرون من أجل المشاركة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل. ففي اليونان القديمة قادت ليسستراتا إضرابا عن الجنس ضد الرجال من أجل إنهاء الحربº وخلال الثورة الفرنسية نظمت نساء باريس الداعيات لـ “الحرية والمساواة والأخوة” مسيرة إلى قصر فرساي مطالبات بحق المرأة في الاقتراع. وظهرت فكرة يوم المرأة الدولي لأول مرة في بداية القرن التي شهد خلالها العالم الصناعي توسعا واضطرابات ونموا في السكان وظهرت فيها الأيدلوجيات الراديكالية. وتقديرا لمكانة المرأة ودورها الاساسي في الحياة فقد كرمها الإسلام وحفظ لها كافة حقوقها وحسن وضعها مقارنة بما قبل الإسلام ولم يكن يوما الاسلام حجر عثرة امام حقوق المرأة وتطويرها وتعزيز مكانتها كما يرى البعض .. وبهذه المناسبة أكدت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بومزيلي ملامبو – نتشوكا أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يشكل مناسبة لتجديد الالتزام الجماعي من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين. واضافت المسؤولة الأممية في رسالة نشرت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة إن هذا “اليوم يشكل مناسبة مثالية لتجديد الالتزام ببذل جهد أكبر لتشجيع المساواة بين الجنسين جميعا نساء ورجالا وشبابا وقادة دول ومجتمعات وزعماء دينيين وقادة تجاريين”.وأضافت في سياق هذا اليوم الذي سينظم تحت شعار “المساواة للمرأة تحقق التقدم للجميع” أن “المساواة بين الجنسين تعتبر مرادفا للتقدم الحاصل ليس فقط لدى النساء بل لدى الجميع”.وأبرزت ملامبو – نتشوكا أنه “في هذا اليوم سنحتفل مع شعوب العالم قاطبة بالتقدم الحاصل لصالح النساء لاسيما حقوق النساء وتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين” موضحة بالمقابل أن “التقدم الحاصل يظل بطيئا وغير متساو وفي بعض الحالات النساء والفتيات يواجهن تحديات جديدة أكثر تعقيدا”.وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن تمكين النساء والفتيات ودعم مشاركتهن الكاملة يمكن أن يساعد على حل أعظم التحديات في القرن الحادي والعشرين مضيفة “إننا سنجد حلولا دائمة للعديد من المشاكل التي نواجهها في عالمنا وسنتصدى بصفة جوهرية للتحديات الكبرى مثل الفقر وانعدام المساواة والعنف ضد النساء والفتيات وانعدام الأمن”.وبعد أن أشارت إلى أن تعزيز مشاركة النساء كقوة عاملة يساهم في النمو الاقتصادي سجلت السيدة ملامبو – نتشوكا أنه “إذ ما أنهينا الفقر بين النساء سنتمكن من الحد من الفقر المدقع في العالم بدرجة كبيرة”.في السياق ذاته أبرزت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة أنه من خلال ضمان “تمدرس الفتيات لفترة أطول وحصولهن على تعليم ذي نوعية جيدة سنمكن النساء الشابات من أداء دورهن الكامل في المجتمع وبناء أسر ومجتمعات وديمقراطيات أقوى”.كما أبرزت أهمية دعم المشاركة المتساوية للنساء في المواقع القيادية في حفظ السلام وفي المجتمعات المحلية وميادين السياسة والأعمال والمؤسسات الدينية من أجل بناء عالم أكثر عدلا وسلما وأمنا.وشددت على أنه “ما دام أن المساواة للمرأة تحقق التقدم للجميع دعونا نحقق تقدما أكبر وأكثر جرأة من خلال العمل على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ورسم مسار الخطة الجديدة للتنمية لما بعد سنة 2015”. والاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح ان اليوم العالمي للمرأة جاء على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة.. ففي عام 1856م خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين عن السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. وفي 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار “خبز وورود”. طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. شكلت مْظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأميركية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأميركيات في دفع الدول الأوروبية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة. غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا سنوات طويلة بعد ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة إلا سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس, وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن وحققت المرأة العربية الكثير في مجال الحملات الرقمية وأبرز الأمثلة على ذلك تطبيق “هاراسماب ” ومجموعة فيس بوك “انتفاضة المرأة في العالم العربي ” وغيرها الكثير من الحملات الناجحة على وسائل الإعلام الاجتماعية. وفي مجال قطاع الأعمال تبرز أسماء عربية مشرفة مثل المصرية منى عطايا واللبنانية آية بدير والتونسية سمر المزغني والإماراتية آمنة بن هندي والسعودية لبنى العليان وغيرهن الكثيرات مما لا يسع المجال لذكرهن. وبالرغم من اشتراك المرأة الملحوظ في ثورات الربيع العربي إلا أنها لم تْمثل سياسيا على الشكل الذي يواكب تطلعات النساء وكان الاتحاد البرلماني الدولي قد نشر عام 2005 تقريرا يشير فيه إلى أن حضور المرأة في البرلمانات العربية لا يزيد عن 6.5% وهو أقل بكثير من المعدل العالمي الذي كان يبلغ 15.7% وقتها. شخصيات نسوية عربية مضيئة ومع مطالبة ناشطات في مجال حقوق المرأة بمنح النساء المزيد من الحقوق الا أن الصورة ليست كلها معتمة ففي السعودية أمسكت منال الشريف بعجلة القيادة مسببة حراكا كبيرا في المجتمع السعودي الذي يرفض منح المرأة حق قيادة السيارة. وفي الجارة البحرين تقدمت زينب الخواجة نموذجا آخر ملهما في الدفاع عن حقوق والدها المعتقل وحقوق الإنسان بشكل عام. وفي اليمن فازت توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع رئيسة ليبيريا آلين جونسون سيرليف والليبيرية الأخرى الحقوقية ليما غبوبي. وفي مصر تستكمل الدكتورة نوال السعداوي رحلة كفاح طويلة دامت أكثر من ثمانية عقود في الدفاع عن المرأة حيث شاركت وقد تجاوزت الثمانين عاما في صفوف متظاهري التحرير المطالبين بالحرية أثناء ثورة 25 يناير التي أسقطت نظام حسني مبارك. وفي مجال السينما تقدم نادين لبكي رؤية راقية عن تطلعات المرأة اللبنانية كما توجد في كل البلدان العربية وجوه نسائية تناضل للمطالبة بنيل مزيد من الحقوق. أهم الأحداث التاريخية مرتبة زمنيا 1909م وفقا لإعلان الحزب الاشتراكي الأميركي تم الاحتفال بأول يوم وطني للمرأة في كامل الولايات المتحدة في 28 فبراير وظلت المرأة تحتفل بهذا اليوم كل آخر يوم أحد من ذلك الشهر حتى عام 1913م. 1910 م قررت الاشتراكية الدولية المجتمعة في كوبنهاغن إعلان يوم للمرأة يوم يكون ذا طابع دولي وذلك تشريفا للحركة الداعية لحقوق المرأة وللمساعدة على إعمال حق المرأة في الاقتراع. ووافق المؤتمر الذي شاركت فيه ما يزيد على 100 امرأة من 17 بلدا على هذا الاقتراح بالإجماع وكان من بين هؤلاء النسوة أولى ثلاث نساء ينتخبن عضوات في البرلمان الفنلندي. ولم يحدد المؤتمر تاريخا للاحتفال بيوم المرأة. 1911 كان نتيجة للقرار الذي اتخذه اجتماع كوبنهاغن في السنة السابقة تم الاحتفال لأول مرة بيوم المرأة الدولي (19 /مارس) في كل من ألمانيا والدانمرك وسويسرا والنمسا حيث شارك ما يزيد عن مليون امرأة في الاحتفالات. وبالإضافة إلى الحق في التصويت والعمل في المناصب العامة طالبت النساء بالحق في العمل والتدريب المهني وإنهاء التمييز في العمل. وما كاد ينقضي أسبوع واحد حتى أودى حريق مدينة نيويورك المأساوي في 25 /مارس بحياة ما يزيد عن 140 فتاة عاملة غالبيتهن من المهاجرات الإيطاليات واليهوديات. وكان لهذا الحدث تأثيرا كبيرا على قوانين العمل في الولايات المتحدة الأمريكية وأثيرت ظروف العمل التي أسفرت عن هذه الكارثة خلال الاحتفال بيوم المرأة الدولي في السنوات اللاحقة.. ومن 1913م إلى 1914 م كان جزء من حركة السلام التي أخذت في الظهور عشية الحرب العالمية الأولى احتفلت المرأة الروسية بيوم المرأة الدولي لأول مرة في آخر يوم أحد من شهر فبراير 1913. وفي الأماكن الأخرى من أوروبا نظمت المرأة في 8 /مارس من السنة التالية أو قبله أو بعده تجمعات حاشدة للاحتجاج ضد الحرب أو للتعبير عن التضامن مع أخواتهن. وفي عام 1917م حددت المرأة الروسية من جديد آخر يوم أحد في شهر /فبراير لتنظيم الإضراب من أجل “الخبز والسلام”. وعارض الزعماء السياسيون موعد الإضراب غير أن ذلك لم يثن النساء عن المضي في إضرابهن. ويذكر التاريخ أن القيصر أْجبر بعد أربعة أيام على التسليم ومنحت الحكومة المؤقتة المرأة حقها في التصويت. ووافق يوم الأحد التاريخي ذاك يوم 25 فبراير من التقويم اليوليوسي المتبع آنذاك في روسيا ولكنه وافق يوم 8 مارس من التقويم الغيرغوري المتبع في غيرها. ومنذ تلك السنوات الأولى أخذ يوم المرأة الدولي بعدا عالميا جديدا بالنسبة للمرأة في البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية على حد سواء. وساعدت الحركة النسائية الدولية المتنامية التي عززتها أربعة مؤتمرات عالمية عقدتها الأمم المتحدة بشأن المرأة ساعدت على جعل الاحتفال فرصة لحشد الجهود المتضافرة للمطالبة بحقوق المرأة ومشاركتها في العملية السياسية والاقتصادية. وما انفك يوم المرأة الدولي يشكل فرصة لتقييم التقدم المحرز والدعوة إلى التغير والاحتفال بما أنجزته المرأة العادية بفضل شجاعتها وتصميمها والتي تقوم بدور خارق للعادة في تاريخ حقوق المرأة.