الرئيسية - عربي ودولي - اليوم العالمي للمرأة
اليوم العالمي للمرأة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تشارك الولايات المتحدة الشعوب من سائر أنحاء العالم في تكريم المرأة والاحتفاء بمساهماتها في بناء عالم أكثر سلاما وعدلا وازدهارا. وتقف وزارة الخارجية التي تولت قيادتها دبلوماسيات قويات وذكيات وقديرات بشكل ملحوظ بدءا من مادلين أولبرايت وكوندوليزا رايس ووصولا إلى الوزيرة التي سبقتني هيلاري رودام كلينتون كمثال دائم للتغيير القوي الذي يمكن أن تحققه النساء العاقدات العزم ويمكن لهن استدامة هذا المثال نيابة عن أميركا في العالم الحديث. إنها قصة نجاح عالمية عظيمة كثيرا ما لا يتم سردها بأن التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العقود القليلة الماضية لم يكن بالإمكان تصور حدوثه لولا قيادة وشجاعة نساء قويات. وخلال العام الماضي وحده احتفلنا بالصعود البارز للمرأة إلى سدة الرئاسة في كل من ملاوي وكوريا الجنوبية وهنا في الولايات المتحدة شهدنا انتخابا غير مسبوق حمل 20 امرأة إلى مجلس الشيوخ الأميركي. وقد كان لذلك المعلم البارز مغزى خاص بالنسبة لي كإنسان أدى اليمين الدستورية للخدمة في مجلس الشيوخ الأميركي في عام 1985 برفقة ابنتي المراهقتين وأدهشني آنذاك أن أعرف بأن عدد بناتي الاثنتين هو ضعف عدد النساء في مجلس الشيوخ. أما اليوم وبوجود 20 سيدة فقد أصبح مجلس الشيوخ مكانا أقوى وأذكى وأكثر تجسيدا لإيماننا بأننا سنصبح دولة أقوى عندما تعكس قيادتنا طبيعة السكان في بلادنا. وأفتخر بأن أستفيد كل يوم من حكمة ومثال زوجتي تريزا التي ولدت في موزامبيق وشاركت في المسيرات ضد نظام التمييز العنصري وتتحدث بخمس لغات وعملت مع مجلس الوصاية للأمم المتحدة واعتبر نفسي مباركا بسبب الدروس التي تعلمتها من أختي التي عملت جل سنوات حياتها المهنية في الأمم المتحدة وأخيرا في بعثة الأمم المتحدة وأختي الأخرى التي أمضت عقودا في تعليم الفتيات في الخارج. أما حول العالم فسواء كن يساهمن في خلق وتبني فرص جديدة للتعليم وريادة الأعمال في أفغانستان أو يعملن من أجل الإصلاح الديمقراطي في بورما أو يجاهدن في سبيل تعزيز حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقد أصبحت اليوم أعداد أكبر من النساء تجد أصوات لهن وتساعد في رفع مستوى المجتمعات الأهلية والدول وتمهد الطريق للأجيال القادمة لعيش حياة أفضل. بيد أنه على الرغم من المكاسب الكبيرة التي حققتها النساء والفتيات لا زالت هناك الكثير من التحديات والحواجز القائمة أمامهن. ففي أماكن كثيرة جدا لا تزال المرأة مستبعدة من صناديق الاقتراع والقيادة السياسية ومن ملكية الأراضي وأسواق الائتمان المالي. وفي أماكن كثيرة جدا لا زال يفرض على الفتيات البقاء في المنازل ويمنعن من الالتحاق بالمدرسة أو يجبرن على الزواج المبكر. ويجري إسكات أصوات العديد من النساء ويعتدى عليهن أو يتعرضن للعنف بكل بساطة بسبب جنسهن. والعديد منهن يخاطرن بحياتهن لتحقيق العدالة. ولذا ينبغي أن تشكل شجاعتهن مصدر إلهام لنا جميعا لمواصلة العمل في سبيل إيجاد عالم تستطيع فيه كل امرأة أن تعيش متحررة من العنف وأن تسعى لتحقيق إمكاناتها الكاملة. قبل عقود خلت وقبل أن أولد تطوعت أمي للعمل كممرضة في الصليب الأحمر في أوروبا وعندما اجتاح النازيون المكان الذي كانت تعمل فيه فرت على دراجة هوائية قادتها حتى وصلت إلى لشبونة ومن هناك عادت إلى بوسطن. وحتى في ذروة تلك الحرب والانفصال عن أسرتها كتبت رسالة إلى والدي لا زلنا نعتز بها كثيرا أنا وإخوتي حتى اليوم تعبر فيها عن فكرة بسيطة ولكن عميقة إذ تقول: “هناك شيء للجميع للقيام به.” يذكرنا اليوم العالمي للمرأة بكل ما زال علينا القيام به اليوم “شيء للجميع للقيام به” وهو تحد لحماية التقدم الذي أحرزناه ولكي نشمر عن سواعدنا وأن نحتضن كل ذلك العمل الذي ينتظرنا لحماية وتعزيز الصحة والتعليم وحقوق الإنسان للنساء والفتيات. وتبقى الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع شركاء من حول العالم لضمان استمرار هذا التقدم الحيوي. وزير خارجية الولايات المتحدة