الرئيسية - عربي ودولي - مباحثات بين روسيا والغرب حول الأزمة الأوكرانية
مباحثات بين روسيا والغرب حول الأزمة الأوكرانية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن السلطات الشرعية في القرم تقوم بخطوات على أساس قواعد القانون الدولي من أجل ضمان المصالح المشروعة لسكان الإقليم قال بوتين ذلك في محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وذكر الكرملين أن الرئيس الروسي لفت الانتباه خلال هذه المحادثات إلى أن السلطات الحالية في كييف لا تفعل شيئا من أجل وقف نشاط قوى متطرفة في العاصمة وغيرها من مقاطعات أوكرانيا. وأضاف الكرملين: إن الأطراف أعربت خلال المحادثات عن اهتمامها المشترك بتهدئة الوضع المتوتر وتطبيعه بأسرع وقت على الرغم من وجود اختلافات في تقييم الأحداث. وتبادل زعماء الدول الثلاث الآراء حول الجهود الدولية المحتملة لتسوية الأزمة واتفقوا على مواصلة الحوار بما في ذلك على مستوى وزراء الخارجية. من جانبه بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الأزمة الأوكرانية. وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان صادر عنها أمس إلى أن الجانبين واصلا مناقشة الوضع في أوكرانيا وكذلك آفاق تقديم مساعدات دولية من أجل تطبيع الوضع السياسي في هذا البلد. وفي السياق ذاته عبر سفير المهمات الخاصة في وزارة الخارجية الروسية كيريل بارسكي عن اعتقاده بأن استخدام لغة العقوبات في العالم المعاصر أمر غير مقبول. وأضاف بارسكي في مقال نشرته صحفية “روسيسكايا غازيتا”: إن كل إنسان عاقل يجب أن يعتبر فكرة فرض عزلة دولية على دولة كبيرة لا سيما على دولة كبرى في العالم المعاصر الموحد بـ “أنسجة العولمة” حماقة واضحة. ولكن إذا خطرت هذه الأفكار ببال أحد فمن المستحسن الاستعانة بالتاريخ والإشارة إلى أن نوايا مماثلة فشلت بشكل كامل منذ أكثر من عشرين عاما. وأشار الى أنه منذ أكثر من عقدين جرت “محاولة الولايات المتحدة وحلفائها بعد أحداث ساحة تيانانمن في بكين في 3-4 يونيو عام 1989م لفرض عقوبات دولية على الصين”. من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس: إن روسيا “أخطأت في الحسابات بشكل كبير” بسبب تدخلها في اوكرانيا ويمكن أن تواجه عواقب اقتصادية كبيرة إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي. وأوضح هيغ أن الدول الأوروبية يمكن ان تستبدل الغاز الروسي بإمدادات طاقة من الولايات المتحدة او غيرها من الدول احتجاجا على تحركات موسكو. وصرح لتلفزيون بي بي سي ان إجراء استفتاء حول انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا المقرر ان يجري في 16 مارس يأتي “متسرعا جدا”. وأضاف: إن “العالم لن يعتبر ذلك استفتاء حرا ونزيها”. وردا على التلميح إلى أن موسكو لا تهتم بغضب الغرب من سلوكها في القرم قال هيغ: “اعتقد ان الروس يهتمون برد الفعل الدولي على ما فعلوه فقد كان رد الفعل قويا”. وقال انه إذا لم يتم التوصل الى حل دبلوماسي فستترتب على التحرك الروسي “عواقب تجارية واقتصادية كبيرة”. وأضاف: إن عقوبات مثل تجميد منح التأشيرات والحظر على السفر “يمكن أن يأخذها الأشخاص المعنيون على محمل الجد”. مؤكدا أن “هذه الأمور ستعني مع مرور الوقت أن (التدخل في أوكرانيا) كان خطأ جسيما في الحسابات”. وحذر من انه رغم عدم وقوع اشتباكات مسلحة بعد إلا أن عدم إحراز تقدم من خلال التفاوض “سيجلب خطرا فعليا من اندلاع نزاع حقيقي”. إلى ذلك شارك أكثر من 10 آلاف شخص من سكان مدينة سيمفيروبل ومناطق جمهورية القرم ذاتية الحكم الأخرى أمس في مظاهرة لتأييد إجراء الاستفتاء حول وضع القرم. ودعا رئيس وزراء الجمهورية سيرغي أكسيونوف في خطاب ألقاه أمام المتظاهرين من سكان شبه الجزيرة إلى المشاركة في الاستفتاء المقرر إجراؤه في 16 مارس قائلا: “اتصلوا بأقربائكم وأصدقائكم وادعوهم للمجيء إلى مراكز الاقتراع والتعبير عن موقفهم. فسننتصر معا. ومعنا روسيا”. ويحمل المتظاهرون شعارات “اختار روسيا” و”القرم تؤيد الاستفتاء” و”إرادة الشعب – القرم مع روسيا”. وحمل المحتجون علمي الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا مطالبين بإجراء استفتاء محلي حول وضع مقاطعة دونيتسك وبإطلاق سراح “المحافظ الشعبي” أندريه غوباريوف الذي اعتقل في كييف يوم 7 مارس. في الوقت نفسه وقف نحو 100 شخص حاملين علم أوكرانيا قرب تمثال للشاعر الأوكراني تاراس شيفتشينكو إحياء للذكرى الـ200 لعيد ميلاده واتخذت الشرطة إجراءات أمنية مشددة في المدينة. وتجري مظاهرات دونيتسك حاليا بهدوء ودون تسجيل أية مخالفات.