رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى استقلال موريتانيا المحافظ بن ماضي يطلع على التحضيرات لتدشين المؤتمر التراثي والسياحي ويشيد بخدمات مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان وكيل مأرب يبحث توسيع تدخلات مشروع المرونة المؤسسية والاقتصادية (سيري) بالمحافظة دوري أبطال أوروبا: إنتر ميلان يتصدر مؤقتا وتعثر سان جيرمان ومانشستر سيتي الأمم المتحدة تدعو لتحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للفلسطينيين العرادة يناقش مع وفد برنامج الـ (UNDP) خطة التدخلات وتوسيع مشروع (SIERY) وكيل مأرب ينتقد الصمت الدولي على انتهاكات مليشيات الحوثي ضد المرأة اليمنية لجنة من وزارة الدفاع تزور الوحدات العسكرية في محور جبهات الضالع لجنة من مصلحة الأحوال المدنية تبدأ منح منتسبي شرطة حجة البطاقة الإلكترونية ورشة عمل لمحققي اللجنة الوطنية للتحقيق والمجتمع المدني في عدن
تعاقب المدربين .. عدم ثبات التشكيلة .. سوء الإعداد.. أسباب الفشل
لا يمكن للأرقام أن تكذب أو تتجمل .. ومن الصعب الجزم بأن المنتخب الوطني لكرة القدم يسير في الاتجاه الصحيح بعد توالي الهزائم التي مْني بها خلال مشاركاته الخارجية والتي كانت آخرها الانتكاسة في التصفيات المؤهلة لنهائيات آسيا 2015م والتي شهدت تجدد النتائج الكارثية التي وضعت المنتخب في خانة الأضعف آسيوياٍ بل إنها تسببت في انحسار موقعه الدولي ليصبح ضمن الأسوأ تصنيفاٍ على المستوى العالمي بحسب مؤشرات الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) والتي وضعت منتخبنا الكروي ضمن أضعف منتخبات العالم!!
وبالإمكان البحث عن تبريرات للإخفاق المدوي لمنتخبنا المغوار ونسب الهزائم التي تكبدها مؤخراٍ إلى شماعة الحظر واللعب خارج الأرض والجمهور .. إلا أن تجميل الصورة سيكون غير مجدُ لأنه سيصطدم بواقع يعكس الوضع الصعب الذي تمر به الكرة اليمنية وهو الأمر الذي لا يمكن الهروب منه أو مغالطته خاصة وأن اللعبة دخلت نفقاٍ مظلماٍ وأصبحت عاجزة عن مقارعة أضعف المنتخبات في القارة الصفراء بعدما كانت في الماضي تقدم مستويات مقبولة وتنتزع نتائج إيجابية تحفظ لها ماء الوجه. إخفاق بالعلامة الكاملة ومع إسدال الستار على المشوار الآسيوي للمنتخب الوطني يتبادر إلى الأذهان استفسار عفوي يدور حول وضع المنتخب لو أوقعته القرعة بجانب منتخبات لها حجمها ووزنها مثل اليابان والسعودية اللتين ظلتا ملازمتين لمنتخبنا خلال التصفيات في فترات سابقة .. وهل كان بإمكان المنتخب الصمود أمام الكمبيوتر الياباني والأخضر السعودي في الوقت الذي تهاوى أمام منتخبات أقل مستوى وفشل في مجاراتها ولم يتمكن من استثمار الفرصة التي حصل عليها والتي جنبته مواجهة منتخبات أقوى منها لتتجسد الصورة الهشة للمنتخب حينما تلقى ست هزائم خلال مبارياته الست التي خاضها في التصفيات ليحصد العلامة الكاملة من الإخفاق. موت سريري ولا يقتصر إخفاق المنتخب على خسارة جميع مبارياته في مشاركته الآسيوية حيث أظهرت المباريات التي خاضها ابتعاد المنتخب عن الجاهزية التي تؤهله لتحقيق الحد الأدنى من المشاركة الفاعلة فكانت خطوطه متباعدة .. وعناصره مبعثرة .. وهجومه عقيم .. ودفاعه هش .. وغابت التوليفة الجماعية.. وضاعت الجمل التكتيكية .. وحضرت العشوائية واللعب الفردي .. وكانت النتيجة أهداف كالمطر هطلت على مرمى منتخبنا الذي اهتزت شباكه (18) مرة منها عشرة أهداف أمام العنابي القطري بواقع سداسية ذهاباٍ ورباعية إياباٍ والتي أكدت بما لا يدع مجالاٍ للشك أن الكرة اليمنية سجلت أكبر تراجع في تاريخها وهو ما انعكس على تصنيفها العالمي حينما أصبحت في المرتبة (186) وهو ما أعطى مؤشراٍ خطيراٍ لحالة الموت السريري بعد أن أدخلها التصنيف غرفة العناية لتبدأ في الاحتضار بينما اتجهت الجماهير لكتابة بيان النعي بعد أن تجرعت مرارة الهزائم التي لم تتوقف منذ ثلاثة أعوام والتي وصلت إلى (27) هزيمة في الاستحقاقات الخارجية المختلفة منها (16) هزيمة في مشاركات رسمية و(11) إخفاقاٍ في مباريات ودية. ماذا بعد¿! والسؤال الصعب الذي يفرض نفسه بقوة : ماذا بعد¿ وأي مستقبل ينتظر كرتنا ومنتخباتنا التي أصبحت تشكل الحلقة الأضعف وارتضت لنفسها أن تكون بمثابة جسر العبور للمنتخبات الأخرى .. ولم يكن إخفاق المنتخب بسبب غياب الطالع وسوء التوفيق حيث اقترنت نتائجه بالمستوى الذي قدمه والذي لم يشفع له بالخروج بماء الوجه وتعد خسارته للمباريات الست حصيلة منطقية لواقعه الصعب الذي جعله يبدو هزيلاٍ وفاقداٍ لاتزانه وهويته وجسد المقولة (فاقد الشيء لا يعطيه) .. وكان حضوره شرفياٍ ومجرد تكملة حسبة بلا دافع أو طموح وبدون امتلاك روح المنافسة. تعاقب المدربين وعند التفتيش عن أسباب الفشل والظروف التي أدت إلى تراجع أداء المنتخب تبرز بعض العوامل الجوهرية وفي مقدمتها عدم الاستقرار الفني للمنتخب حينما تعاقب على قيادته ثلاثة مدربين خلال مشاركته الآسيوية فعلى مدار عام واحد قاد المنتخب ثلاثة أجهزة فنية ابتداء بالمدرب الكرواتي توم سينتفيت الذي لم يتردد في إطلاق الوعود الرنانة بتحقيق النتائج الإيجابية وقال في المؤتمر الصحفي قبل مباراة البحرين في الجولة الأولى أن مهمة المنتخب صعبة لكنه سيعمل على تحقيق الفوز في المباريات الثلاث المحتسبة على أرضنا والتي تقام في الإمارات كما أنه ذهب إلى أبعد من ذلك حينما اعتبر أن فرص المنتخب جيدة في المنافسة على التأهل لنهائيات كأس آسيا من خلال الحصول على أفضل مركز ثالث .. إلا أن خسارة المنتخب في الجولتين الأولى والثانية أمام البحرين (0/ 2) وماليزيا (1 /2) حولت وعود سنتفيت إلى سراب وعلى إثرها تم إقالته من قيادة المنتخب. وعقب طي صفحة توم دخل المنتخب حالة من البيات الشتوي حيث تم تسريح اللاعبين لتتوقف مرحلة الإعداد نحو ثلاثة شهور وتم بعد ذلك تجميع اللاعبين واستئناف الإعداد تحت قيادة المدرب الأثيوبي ابراهام مبراتو الذي أشرف على إعداد المنتخب بشكل مؤقت بسبب وجود المدير الفني للمنتخب الوطني سامي نعاش خارج البلاد لتشهد قائمة المنتخب عدة تغييرات وإضافة عناصر جديدة وصلت إلى (18) لاعباٍ من عناصر المنتخب الأولمبي ومنتخب الشباب وهو الأمر الذي أحدث بعض الإشكالات بعد عودة نعاش الذي تحفظ على إضافة اللاعبين الجدد الذي يفتقدون للخبرة ومع ذلك فقد أبدى مدرب المنتخب تفاؤله بتجاوز الإخفاق وتحقيق نتائج إيجابية في المباريات المتبقية من التصفيات الآسيوية ولكن نتائج المباريات جاءت مخالفة لآمال وطموحات سامي نعاش حينما تعثر المنتخب الوطني أمام نظيره القطري ذهاباٍ بسداسية نظيفة وإياباٍ (4 /1) وشكلت الخسارة أمام البحرين بهدفين نظيفين بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير حيث تم إقالة المدرب نعاش والجهاز الفني والإداري وتم تسريح لاعبي المنتخب وعلى إثر ذلك تم الاعتذار عن مشاركة المنتخب في بطولة غرب آسيا الثامنة التي أقيمت في قطر خلال الفترة (25 ديسمبر 2013م وحتى 7 يناير 2014م) لأسباب فنية. وتوارى المنتخب الأول عن الأنظار لمدة ثلاثة شهور أخرى ليعود مجدداٍ منتصف فبراير الماضي ولكن بحلة جديدة بعد إقرار المشاركة أمام ماليزيا في الجولة الأخيرة بتشكيلة تمزج بين المنتخب الرديف المطعمة ببعض عناصر الخبرة وأوكلت المهمة للمدرب الأثيوبي ابراهام مبراتو والذي بدوره كان يطمح لتحقيق ما عجز عنه سينتفيت ونعاش لكن ضعف الإعداد لم يساعده في ذلك وكانت الخسارة بهدفين لهدف قدر المنتخب في ختام مشاركته ليسدل الستار على أسوأ مشاركة في تاريخ الكرة اليمنية والتي شهدت ولوج مرمى منتخبنا (18) هدفاٍ بينما سجل (3) أهداف وخسر جميع مبارياته. عدم ثبات التشكيلة ومما ساهم في إخفاق المنتخب عدم الثبات في التشكيلة واستمرار التغييرات التي عكست حالة التشتت وتحويل المنتخب إلى حقل تجارب لينعكس ذلك بصورة سلبية على الوصول إلى التوليفة المثالية وغياب الانسجام المطلوب وفي الوقت الذي وصلت قائمة الكرواتي توم إلى مرحلة من الجاهزية والتناغم بعد فترة من الإعداد تم تغيير تلك التوليفة وإضافة لاعبين واستبعاد آخرين .. وشهدت صفوف المنتخب إضافة لاعبين تم استبعادهم في مراحل سابقة ليتكرر سيناريو الضم والاستبعاد الذي لم يتوقف حتى الجولة الأخيرة ليصل عدد اللاعبين الذي اختيروا للقائمة النهائية للمنتخب قبل كل مباراة في التصفيات إلى أكثر من (60) لاعباٍ بينما القوائم الأولية شهدت اختبار أكثر من (80) لاعباٍ .. ومع كل ذلك لم يتم الاستقرار على (11) لاعباٍ قادرين على تقديم الأداء الذي يلبي آمال وتطلعات (25) مليون يمني. خليجي 22 محطة قادمة وحينما ننظر إلى المستقبل فإن بطولة خليجي 22 بالسعودية تشكل أبرز استحقاقات المنتخب القادمة والتي يفصلنا عنها نحو سبعة شهور والتي تتطلب إعادة النظر في وضع المنتخب الوطني بما يضمن استعادة التوازن وتفادي كارثة كروية في المونديال الخليجي .. وإذا ما حدث ذلك فإن التاريخ والجمهور لن يرحم المتسببين في الفاجعة. حلول ومعالجات وتأكيداٍ للمهنية في الطرح وعدم تصيد الأخطاء نضع بعض الحلول التي تتطلبها المرحلة والتي نرى أنها قد تعيد الأمور إلى نصابها.. ويأتي في مقدمة المعالجات ضرورة الإسراع في التعاقد مع مدرب أجنبي يمتلك قدرات جيدة ومنحه كامل الصلاحيات لاختيار عناصر المنتخب على ضوء متابعة إياب دوري النخبة وعدم التدخل في مهامه أو محاولة فرض قائمة جاهزة أو أسماء محددة ومراعاة توفير متطلبات الجهاز الفني وتطبيق خطة الإعداد وإقامة المعسكرات الإعدادية الداخلية والخارجية والتي يتخللها خوض المباريات التجريبية وبحد أدنى سبع مباريات بواقع مباراة تجريبية كل شهر والحرص على صرف مخصصات اللاعبين أولاٍ بأول وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب ومحاسبة المقصرين سواء اللاعبين أو الإداريين وفرض عقوبات على أي لاعب يتهاون أو يتسبب في خسارة المنتخب أو إهدار الفرص السهلة أو من يتسبب في ولوج أهداف في مرمى المنتخب وكان يمكن تفاديها أو من يتعمد المخاشنة وسوء السلوك والحصول على الإنذارات. كما يجب على القائمين على اللعبة مراعاة التخصص في تعيين الكوادر المؤهلة في الجهاز الفني والإداري بما يوجد البيئة الملائمة للنجاح وإيجاد مدرب لياقة بدنية وأخصائي نفسي لشحذ همم اللاعبين وكسر حاجز الخوف وإحياء روح الولاء والانتماء للوطن ومسئولية ارتداء فانلة المنتخب بالإضافة إلى أهمية التقييم الدوري والمعالجات المناسبة والابتعاد عن الاتكالية والفوضى الإدارية وتفعيل دور اللجنة الفنية ومنحها كامل الصلاحيات في التقييم والمتابعة لأداء المنتخبات.