الرئيسية - عربي ودولي - فنزويلا في وجه العاصفة بعد عام من رحيل تشافيز
فنزويلا في وجه العاصفة بعد عام من رحيل تشافيز
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تعيش فنزويلا على وقع أزمة سياسية واحتجاجات مستمرة منذ أشهر بين الرئيس نيوكلاس مادوروا والمعارضة الفنزولية أدت إلى الاحتقان وتصاعد العنف والعنف المضاد الذي أدى إلى مقتل العشرات وتدخل اطراف خارجية في الأزمة وهو ما قد يهدد هذا النظام اليساري في حال استمرار الأزمة دون انفراج . ورغم ان جذور الأزمة بدأت قبل تولي ما دوروا الحكم في فنزويلا عندما استمرت المعارضة السياسية في ممارسة ضغط على رئيس السابق هوجو تشافيز الذي توفي قبل عام تحت مبررات المطالبة بإصلاحات سياسية وتحقيق انفتاح نحو الغرب. ودخل حزب الرئيس ما دورواء في اختلافات مع المعارضة أدت الى تصاعد الأزمة التي بدأت على هيئة احتجاجات طلابية وسرعان ما توسعت لتشمل عدة مدن فنزويلية . ولم يفلح الرئيس ما دوروا ومن خلال خطاباته التي ظل يطلقها على نهج خط سلفه السابق ومحاولات ظهوره بأنه المدافع الأول عن النهج الاشتراكي في وجه الامبريالية حتى دعواته للحوار مع المعارضة التي قاطعتها لم تفلح في تهيئة الأوضاع. وتحولت هذه المظاهرات بعد صدامات مع الشرطة إلى عنف أدى إلى وفاة أكثر من 28 شخصا من الجانبين من المطالبة بإصلاحات إلى رحيل حكومة مادوروا إضافة إلى جرح المئات وإغلاق العديد من الشوارع في العاصمة كاراكاس ومدن أخرى. ولم تفلح جهود الرئيس التي اطلقها بدعوة المعارضة للجلوس الى مائدة الحوار لحل الأزمة وتهدئة الموقف بسبب رفض المعارضة لهذه الدعوة والتي تقول بأن الرئيس غير جدي وتشترط إطلاق السجناء والمعارضين قبل أي حوارمعها. وقد زاد من لهيب هذه الاحتجاجات والمظاهرات ضد الرئيس مقتل متظاهرين على يد الشرطة وقيام قوات الأمن بإعتقال بعض رموز المعارضة بعد اتهامهم من الحكومة بتخريب النظام ومن بينهم ليوبولدو لوبيز الذي دعا انصاره لاستمرار في التظاهر رغم اعتقاله. وتهدد الاحتجاجات المدعومة من الغرب الدولة النفطية والنظام اليساري في أميركا اللاتينية الذي استمر في تحدي الغرب والوقوف بوجه ما كان يطلق عليه شافيز بالعنجهية والغطرسة الامبربالية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية. ودفعت استمرار الأزمة في فنزويلا دول أميركا اللاتينية في ببذل جهود دبلوماسية للتخفيف من الاحتقان السياسي وتجنيب البلد لانزلاق إلى المجهول والذي سيؤدي بالتالي إلى تدهور اقتصادي والتأثير على أسواق النفط العالمية. ورفضت فنزويلا اقتراحات بعض دول الرابطة لإرسال وزراء مراقبين خوفا من إتاحة الفرصة للولايات المتحدة التي تعتبر عدوا لدودا من التدخل في الشأن الداخلي. وعادة ما يتهم الرئيس مادوروا أن الولايات المتحدة من تقف وراء الاحداث التي تشهدها بلاده في محاولة منها حد قوله على ثني بلاده عن مواقفها الثورية . كما يتهمها بالتورط بشكل مباشر في الأحداث الأخيرة من خلال الدعم السياسي والإعلامي بهدف الانقلاب على النظام المنتخب. وفي منتصف الشهر الماضي قامت كركاس بطرد دبلوماسيين وموظفين أميركيين من السفارة الأميركية في كركاس بعدما اتهمتهم بالتجسس ودعم المتظاهرين لترد الولايات المتحدة بطرد دبلوماسيين فنزويليين. وتعيش فنزويلا والولايات المتحدة في قطيعة واختلافات على مرور عقود من الزمن بسبب اختلاف السياسات بالرغم من استمرار ارتباطهما بمصالح تجارية حيث تعتبر الزبون الاول لشراء النفط الفنزويلي (900الف برميل يوميا). ومهما استمرت الأزمة فأن كثير من المراقبين يرجحون عدم القدرة على إسقاط النظام التي يتمتع بدعم شعبي خصوصا في أوساط الفقراء الذين وجدوا اهتماما في عهد تشافيز الا أنهم يرون أن الأزمة لاشك ستضعف النظام على المدى البعيد خصوصا أن مادوروا لا يتمتع بنفس الكاريزما الذي كانت لدى سلفه القوي.