الرئيسية - عربي ودولي - روسيا وأوكرانيا .. هل يتهيئان لمرحلة كسر العظم ¿
روسيا وأوكرانيا .. هل يتهيئان لمرحلة كسر العظم ¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

نبيل نعمان –

تدخل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا مرحلة جديدة مع إقرار إجراء استفتاء في جمهورية القرم تمهيداٍ لانضمامها الى روسيا شبههه محللون ومتابعون بمرحلة كسر العظم فيما اعتبر مراقبون من الدولتين أن الاستفتاء في القرم بمثابة خطوة الى الاستقلال ونصف خطوة نحو الحرب . ولم يستبعد مراقبون أن تحاول كييف منع استفتاء السكان في شبه جزيرة القرم بشأن انفصال جمهورية القرم عن أوكرانيا وانضمامها إلى روسيا باستخدام القوة وقد بدأت وزارة الدفاع الأوكرانية بنقل القوات المسلحة من غرب أوكرانيا إلى شرقها وجنوب شرقها لإجراء مناورات تهدف إلى التأكد من مدى جاهزيتها القتالية. وفي وقت يعتزم مواطنو جمهورية القرم التوجه الى صناديق الاقتراع اليوم 16 مارس قدر رئيس برلمان فلاديمير كونستانتينوف القرم ان عملية انضمام القرم إلى روسيا ما لا يزيد على أسبوعين من بعد أن يصوت غالبية الناخبين لصالح الانضمام فيما قال متحدث باسم برلمان القرم إن جمهورية القرم ستقدم بعد إجراء الاستفتاء العام طلباٍ إلى روسيا للانضمام إليها بصفتها إقليماٍ من أقاليم روسيا الاتحادية بينما قال النائب فياتشيسلاف نيكونوف عضو الدوما (مجلس النواب الروسي) إن الدوما سيبدأ مناقشة مشروع قانون انضمام الأراضي التي يرغب سكانها في الانضمام إلى روسيا في 21 مارس . وفي ظل هذه الأجواء حيث لا يستبعد التصويت لصالح انضمام القرم الى روسيا ترى موسكو أنها جرت الى الأزمة الاوكرانية فيما تمضي كييف التحضير لتوقيع اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد الأوروبي التي كانت الحكومة الأوكرانية السابقة قد علقتها على عتبة قمة الشراكة الشرقية التي عقدت في العاصمة الليتونية فيلينوس في 27 نوفمبر الماضي . وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ليست هي من خلق الأزمة الأوكرانية وإنما جْرت إليها بشكل أو بآخر . وذكرت وكالة أنباء موسكو ان الرئيس الروسي قال خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي مؤخراٍ خصص في جزء منه لبحث تطورات الأزمة الأوكرانية:” أود أن أشير إلى أننا لم نكن السبب في اندلاع الأزمة الأوكرانية نحن جْررنا بشكل أو بآخر إلى هذه الأزمة وأود أن أشير أيضا إلى أن ما يحدث اليوم في أوكرانيا هو بالمقام الأول أزمة أوكرانية داخلية.. وللأسف.. يدرك جميعنا أننا جررنا بشكل أو بآخر إلى هذه الأحداث”. وقال بوتين مخاطبا أعضاء المجلس:” دعونا نفكر معاٍ في كيفية بناء علاقاتنا مع شركائنا وأصدقائنا في أوكرانيا وغيرها من شركائنا في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية”. من جهتها رئيسة مجلس الشيوخ الروسي وجهت تحذيرا إلى من “يستغلون الورقة الأوكرانية لكي يقترب الناتو من الحدود الروسية” ويهددون روسيا قالت فيه إن روسيا لا تستجيب للغة الوعيد. وأكدت رئيسة مجلس الشيوخ الروسي فانتينا ماتفيينكو حرص روسيا قيادة وشعباٍ على المحافظة على الأواصر الوثيقة التي تربط الشعبين الروسي والأوكراني الشقيقين مشيرة إلى أن الأواصر التي تربط روسيا بأوكرانيا التي هي “مهد روسيا الديني” لا تمزق. وعن قرار برلمان جمهورية القرم بإعلان القرم دولة مستقلة وإجراء الاستفتاء العام بشأن الانضمام إلى روسيا قالت رئيسة مجلس الشيوخ الروسي إن المحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة كانت حينما تعاطت مع الحالة الكوسوفية قررت أن الأمر لا يتطلب موافقة الحكومة المركزية على تقرير مصير إقليم من أقاليم الدولة بمشيئة سكانه مشيرة إلى أن قرار برلمان القرم بإجراء الاستفتاء يتفق وقرار المحكمة الدولية. وقالت ماتفيينكو إن الفوضى واللاشرعية اللتين حملهما معهم من وصلوا إلى الحكم في كييف تدفعان القرم ومناطق أخرى إلى الانفصال عن أوكرانيا. وعبرت ماتفيينكو عن قلقها إزاء احتمال انتشار القلاقل ومنها القلاقل التي تسببها الدعاية المعادية لروسيا ودخولها إلى أراضي روسيا أي أن ثمة خطرا على روسيا. ويتحدثون في العواصم الغربية مع ذلك حول مصالح الولايات المتحدة الأميركية وحدها. وأشارت إلى “أنهم استغلوا الورقة الأوكرانية لكي يقترب الناتو (حلف شمال الأطلسي) من الحدود الروسية”. واتهمت ماتفيينكو قادة الولايات المتحدة والدول العريبة الأخرى الذين تعهدوا عندما أقدمت روسيا على حل الاتحاد السوفيتي بأن الناتو لن يسير نحو الحدود الروسية اتهمتهم بالنفاق. وعن التهديدات التي يطلقها قادة الغرب بحق روسيا حاليا قالت رئيسة مجلس الشيوخ الروسي إن روسيا لا تستجيب للغة الوعيد. وكانت الحكومة الأوكرانية علقت من جانبها التوقيع على اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد الأوروبي في الحادي والعشرين من تشرين الثاني 2013 قبل أسبوع من قمة “الشراكة الشرقية” في العاصمة الليتوانية فيلينوس. وفيما تعلل كييف بأن قرار التعليق جاء من منطلق الأولوية في تطوير التعاون مع الجارة روسيا ودول الاتحاد الجمركي(روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا) تصر الأوساط الأوروبية على أن قرار أوكرانيا جاء بضغط من موسكو التي كانت هددت في وقت سابق بفرض إجراءات حماية لسوقها من إمكانية تدفق البضائع الأوروبية عبر أوكرانيا وهو أمر أكد الرئيس بوتين أن روسيا غير مستعدة لمواجهته في الوقت الحالي عارضا بالمقابل على الأوروبيين “عدم تسييس” المسألة والقبول باقتراح الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش عقد مشاورات ثلاثية أوروبية-أوكرانية- روسية لدراسة مخاطر انضمام أوكرانيا إلى اتفاقية التجارة الحرة مع أوروبا خاصة وأن أوكرانيا ترتبط مع الجارة روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة باتفاقية مماثلة. إلا أن المفوضية الأوروبية رفضت رسميا إمكانية عقد مشاورات ثلاثية بهذا الشأن معتبرة هذا الأمر مسألة ثنائية بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وكان تعليق الاتفاقية سببا مباشرا في إيقاد شرارة احتجاجات في الشارع الأوكراني ترافقت مع أعمال شغب قام بها المتشددون وأدت إلى سقوط نحو 100 قتيل ومئات الجرحى بينهم عناصر من وحدة (بيركوت) التابعة لقوات الأمن الداخلي. الغرب الذي أعلن عدد من دوله أن استفتاء القرم إجراء غير شرعي سارعت موسكو لتذكيره بسوابق من هذا القبيل كان الغرب والامم المتحدة داعمة ومؤيدة له وذكرت نموذج كوسوفو وجنوب السودان . وتبنى البرلمان الأوروبي أمس الخميس قرارا اعتبر فيه أن شبه جزيرة القرم جزء لايتجزأ من الأراضي الأوكرانية وأن روسيا إلى جانب المجتمع الدولي اعترفت بهذا الوضع القانوني لشبه الجزيرة”. ودعا القرار إلى تسوية الأزمة ” و”سحب جميع القوات المسلحة المتواجدة بصورة غير شرعية على الأراضي الأوكرانية ” وشدد البرلمان الأوروبي على أن من حق جمهورية القرم تنظيم استفتاء حول مسائل ذات طابع محلي فقط وليس حول تغيير معالم الحدود المعترف بها دوليا مؤكدا في هذا السياق أن ” الاستفتاء الذي سيجري في القرم حول الانضمام إلى روسيا” لن يكون شرعيا. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعت قبل أيام الى إيجاد حل سلمي للأزمة في أوكرانيا مشددة على استحالة تسويتها بالوسائل العسكرية. وقالت ميركل في كلمة أمام البرلمان الألماني: “لا يمكن تسوية هذه الأزمة بالطرق العسكرية. وهي ليست من خياراتنا”. كما أشارت المستشارة الألمانية إلى أن الاتحاد الأوروبي سيفرض مزيدا من العقوبات على موسكو “إذا لم تبد الأخيرة استعدادها للمساهمة في تسوية الأزمة الأوكرانية والعمل على نزع فتيل التوتر وفعلت ذلك كل من لندن واشنطن ووقعت الأخيرة بمشروع قرارات إلى مجلس الأمن استباقاٍ للاستقصاء واعتباره غير قانوني وكان شبه جزيرة القرم إقليماٍ روسياٍ حتى عام 1954 عندما قرر الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف وهو أوكراني الأصل ضمه إلى جمهورية أوكرانيا السوفيتية.