الرئيسية - عربي ودولي - »القرم « تعلن انفصالها رسميا عن أوكرانيا
»القرم « تعلن انفصالها رسميا عن أوكرانيا
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

صوت الغالبية الساحقة من القرميين لصالح عودة شبه جزيرة القرم إلى روسياٍ بنسبة 96.77% في الاستفتاء الذي جرى يوم الأحد الماضي.. يأتي هذا بعد أن احتدمت الأزمة السياسية والأمنية في أوكرانيا وأدت في نهاية المطاف إلى إسقاط الرئيس السابق يانوكوفيتش مطلع الشهر الماضي. وشكلت الأزمة الأوكرانية محطة سجال جديدة بين روسيا والدول الغربية بما أفرزته من رؤى متناقضة على امتداد تلك الأزمة وجاء استفتاء شبه جزيرة القرم ليضيف زخماٍ جديداٍ للعلاقات المتجاذبة أصلاٍ في ظل الإصرار الأميركي الأوروبي على رفض مبدأ الاستفتاء. يجدر بالذكر أن شبه جزيرة القرم كان إقليماٍ روسياٍ حتى عام 1954م عندما قرر الزعيم السوفياتي خروشوف ضمه إلى جمهورية أوكرانيا السوفيتية. حيث أعلن برلمان القرم أمس استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا وطلب ضمها إلى روسيا مؤكداٍ تأميم جميع أملاك الدولة الأوكرانية فيها وهذا القرار يعني أيضاٍ حل وحدات الجيش الأوكراني المتمركزة في القرم بحسب رئيس البرلمان. وغداة الفوز الساحق لأنصار الانضمام إلى روسيا في الاستفتاء الذي جرى في القرم صوت النواب الـ85 بالإجماع على إعلان جاء فيه ” أن جمهورية القرم تدعو الأمم المتحدة وجميع دول العالم إلى الاعتراف بها كدولة مستقلة وتطلب من اتحاد روسيا قبولها كأحد أعضائه وأضاف الإعلان لم يعد هناك أنشطة لمؤسسات أوكرانية على أراضي القرم وسلطاتها وأموالها ستنقل إلى هيئات دولة القرم. وتوضح الوثيقة أيضاٍ أن القوانين الأوكرانية لم تعد تطبق على القرم وأن سلطات كييف لم تعد تمارس في شبه الجزيرة أية سلطة في حين غادر وفد من برلمان القرم أمس إلى موسكو حيث يصوت الدوما مجلس النواب الروسي الجمعة على ضم القرم إلى اتحاد روسيا. ونوه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع بان كي مون إلى أن استفتاء القرم يتفق تمام الاتفاق والقانون الدولي العام وميثاق الأمم المتحدة. إلى ذلك أعلن رئيس برلمان القرم فولوديمير كونستانتينوف أمس انه سيتم حل كل الوحدات العسكرية الأوكرانية المتمركزة في القرم. وقال أمام الصحافيين في ختام جلسة البرلمان التي أعلن فيها استقلال القرم وطلب انضمامها إلى روسيا “سيتم حل الوحدات”. وأضاف أن “العسكريين الذين يريدون العيش هنا سيتمكنون من ذلك. سننظر في مسألة هؤلاء الذين يريدون أداء اليمين”. وقد أعلنت سلطات سيمفروبول عدة مرات ان الجنود الذين يريدون ابقاء ولائهم لكييف سيرغمون على مغادرة شبه الجزيرة. والمتحدرون من القرم الذين يقبلون بأداء اليمين للسلطات الجديدة يمكن أن يبقوا ثم يدمجون في الجيش الروسي. وأوضح اكسيونوف الذي أعلن ذلك عبر تغريدة على تويتر أن 500 جندي اوكراني غادروا قواعدهم في مدينة سيباستوبول. وفي كييف صادق البرلمان الاوكراني أمس على تعبئة جزئية للقوات العسكرية لمواجهة “تدخل روسيا في الشؤون الداخلية الأوكرانية “. ووافق 275 نائبا على هذه التعبئة التي طلبها الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف نظرا “لتفاقم الوضع السياسي في البلاد وتدخل روسيا في الشؤون الداخلية الأوكرانية “. ولم يشارك 33 نائبا في التصويت فيما لم يصوت أي نائب ضد القرار. وفي السياق ذاته نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن سيرجي نيفيروف نائب رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) قوله يوم أمس إن المجلس سيقر قانونا يسمح لمنطقة القرم الواقعة بجنوب أوكرانيا بالانضمام إلى روسيا في “المستقبل القريب جدا”. وقال ميخائيل ماليشيف رئيس اللجنة الحكومية الإقليمية التي تشرف على الاستفتاء الذي جرى في القرم يوم الأحد الماضي إن النتيجة الاجمالية والأولية للاقتراع أوضحت أن 96.77% ممن صوتوا في منطقة القرم الأوكرانية وافقوا على الانضمام إلى روسيا. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه سيحترم إرادة الشعب في القرم وتجاهل القادة الغربيين الذين يقولون إن الاستفتاء غير قانوني لأن القوات الروسية تسيطر على المنطقة. من جانبه دعت الحكومة اليابانية أمس روسيا إلى عدم ضم القرم وذلك غداة الاستفتاء الذي اجري في شبه الجزيرة الأوكرانية الناطقة بالروسية وأظهرت نتائجه ان اكثرية ساحقة من ناخبي الجمهورية الانفصالية يريدون الالتحاق بروسيا. وذكر المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا خلال مؤتمر صحافي ان “بلادنا لن توافق على هذه النتيجة” في اشارة إلى نتيجة الاستفتاء الذي اجري في القرم الاحد والتي اظهرت ان اكثر من 95% من الناخبين صوتوا لصالح الانضمام لروسيا. وبذلك تكون اليابان قد انضمت إلى شركائها الغربيين وفي مقدمهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا في رفض الاستفتاء ونتائجه. وأضاف المتحدث ان “بلادنا ستدعو بقوة روسيا إلى احترام القانون الدولي واحترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وعدم ضم القرم”. وأكد المسؤول الياباني ان طوكيو ستتعاون مع سائر شركائها في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى حول مسألة القرم. في حين كرر لي باودونغ نائب وزير الخارجية الصيني يوم أمس دعوة بكين للهدوء وضبط النفس في أوكرانيا وذلك بعد أن أعلن زعماء منطقة القرم المؤيدون لموسكو موافقة 96% من الناخبين في المنطقة على الإنفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا. وأضاف لي الذي كان يتحدث للصحفيين قبل زيارة يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ لأوروبا في وقت لاحق من الشهر الجاري إن التوصل لتسوية سياسية هو الوسيلة الوحيدة لحل الأزمة الأوكرانية . وفي سياق مغاير وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل على فرض عقوبات على 21 مسؤول روسي وأوكراني. وتشمل العقوبات منعهم من دخول دول الاتحاد الأوروبي وتجميد ممتلكاتهم المتواجدة في أراضي الدول الاعضاء الـ28. وقال الاتحاد الأوروبي: إن هؤلاء المسؤولين لعبوا دورا رئيسيا في الاستفتاء الذي تم في القرم ويعتبره الاتحاد باطلا. ويأتي ذلك كرد من جانب الاتحاد الأوروبي على ما قال إنه محاولة روسية لضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا . وكانت كاثرين أشتون ممثلة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد قالت إن الاستفتاء الذي أجري في القرم باطل طبقا للدستور الأوكراني. وأوضحت أشتون “لايمكن لأوروبا أن تسكت وتعتبر أن هذا الأمر يمكن أن يحدث”. في هذه الأثناء وافق البرلمان الأوكراني في كييف على قرار إعادة انتشار نحو 40 ألف من جنود الاحتياط بالجيش طبقا لما قال إنه “حالة الحرب”. وكانت الحكومة الأوكرانية قد اعتبرت الاستفتاء مجرد تمثيلية سياسية ولا تحظى بأي شرعية مؤكدة أنها لن تعترف به. وقال الرئيس الانتقالي في أوكرانيا ألكسندر تورشينوف إن الاستفتاء “مسرحية هزلية” لن تلقى اعترافا من بلاده أو دول العالم المتحضر. من جانب آخر تعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن هذا الاستفتاء الذي أجري في شبه جزيرة القرم غير قانوني. وهدد الرئيس الأميركي باراك أوباما موسكو بفرض “عقوبات موجعة للاقتصاد الروسي”. وبالتزامن مع غلق صناديق الاقتراع أكد البيت الأبيض أن المجتمع الدولي لن يعترف باقتراع تم تحت التهديد معتبرا أن خطوة روسيا “خطيرة وتقوض الاستقرار”. وقال مراسل “بي بي سي” في أوروبا كيفين هاويت إن “السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل سيفرض عقوبات على الأشخاص المشاركين بوضع اليد على شبه جزيرة القرم أم أنها ستستهدف الدائرة المقربة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.