نظرا للموقف الإيجابي من حكومة (نواز شريف) ونداء علماء الدين ومن أجل مستقبل أفضل لباكستان أعلنت حركة طالبان الباكستانية موافقتها على وقف لإطلاق النار لمدة شهر ما أعاد الأمل باستئناف مفاوضات السلام مع الحكومة الباكستانية للوصول إلى حل سلمي يوقف سبعة أعوام من القتال الشرس بين الحكومة والحركة. وحاءت هذه المبادرة الأخيرة امتدادا لعملية السلام التي أطلقها( نواز شريف) في يناير الماضي مع حركة طالبان باكستان والتي تضم فصائل مسلحة مسئولة عن مئات الاعتداءات الدامية منذ إنشائها في العام 2007م. وقد باشر الطرفان مطلع فبراير الماضي محادثات رسمية لكنها لم توقف المواجهات المسلحة على الأرض نتيجة لعدم الاتفاق على وقف لإطلاق النار مما نجم عن ذلك قيام إحدى الفصائل المسلحة التابعة لطالبان باكستان قبل أسبوعين بإعدام 23 فردا تابعين للحكومة الباكستانية وقد أدى هذا العمل الإجرامي البشع إلى تعليق السلطات الباكستانية للحوار مع طالبان وكثف الجيش في غاراته الجوية على معاقل طالبان في شمال غربي البلاد على مقربة من الحدود مع أفغانستان ما أدى إلى مقتل حوالي مئة عنصر من طالبان وإجبار مئات العائلات على النزوح. واعتبر محللون أن الهدف من هذه الغارات المكثفة زيادة الضغط على مسلحي طالبان وفي نفس الوقت مرتكز للمفاوض الحكومي من مصدر القوة وهو ما جعل طالبان تعلن وبشكل مفاجئ وقفا لإطلاق النار من دون شروط الأمر الذي كانت ترفضه.