الرئيسية - رياضة - مراكز الطب الرياضي .. أضغاث أحلام
مراكز الطب الرياضي .. أضغاث أحلام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> نائب مدير المركز الرئيسي: نستقبل جميع الحالات ونفتقر لبعض التخصصات وطموحنا التحول إلى مستشفى

13 سنة هي عمر مراكز الطب الرياضي في بلادنا حيث كانت البداية في إنشاء مركز صنعاء لعام 2000م بقرار مجلس الوزراء في عهد وزير الشباب والرياضة السابق الدكتور عبدالوهاب راوح الذي سعى لإنشاء المركز إلى جانب مراكز أخرى في محافظات عدن وحضرموت وتعز بهدف خدمة الشباب والرياضيين وتوفير أفضل الأجواء الصحية والطبية لهم. حلم الأمس بات اليوم مهدد بالانهيار خاصة أن وضع مراكز الطب الرياضي بما فيها المركز الرئيسي المتواجد في مدينة الثورة الرياضية بالعاصمة صنعاء لم يعد يسر حتى العدو.. فالأجهزة المطلوبة غير متواجدة وإن وجد البعض منها فقد انتهى عمرها الافتراضي وأصبحت في خبر كان إضافة إلى أن الإهمال قد طالها..ومعضلة أخرى تواجه المراكز وتتمثل في عدم توفر الكوادر المؤهلة.

أسباب تراجع مشروع المراكز يعود لعدة عوامل أهمها الدعم المالي والنفقة التشغيلية التي باتت حبر على ورق بل أنها تستقطع من حسابات الأندية والاتحادات لمصلحة المركز الرئيسي في العاصمة صنعاء وكذا الفروع ليأتي الجواب النهائي أن تلك المبالغ غير كافية فما يحصل عليه المركز لا يتجاوز ثمانية ملايين ريال في العام إضافة إلى 2% من دعم الاتحادات والأندية والمراكز الشبابية. ويرى نائب مدير المركز الرئيسي بصنعاء الدكتور رضوان أبو طالب أنه لو تم استلام نسبة الـ2% المقرة من دعم الأندية والاتحادات بشكل كامل فيمكن لها أن تخفف العبء على المركز وهذه أمر تطرق له أيضاٍ الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في تقاريره. ولكي يؤدي المركز دوره السليم يفترض أن يمتلك أجهزة حديثة وكوادر مؤهلة لكن الواقع مغاير لذلك تماماٍ ..فالمركز الرئيسي بالعاصمة صنعاء لديه بعض التخصصات وهي طبيب عظام وطبيب عام وأخصائي باطنية ووحدة الموجات فوق الصوتية وطبيب أسنان وقسم العلاج الطبيعي وأخصائي وهو الذي يقوم بعلاج وتأهيل جميع الحالات فيما تخصصات أخرى تعد هامة غير موجودة مثل تخصص القلب وأخصائي أعصاب. الأهم من ذلك افتقار المركز لأجهزة فحص المنشطات بسبب عدم توفر الأجهزة المخبرية المتخصصة بفحص المنشطات وسط تغافل وتساهل وزارة الشباب والرياضة لتوفير مختبر متكامل لفحص المنشطات. علاوة على افتقار المركز للأخصائيين بدرجة الدكتوراه ليس في المركز الرئيس فحسب وإنما في بلادنا عامة رغم وجود بعض الكوادر المؤهلة التي تعمل في الأندية إلا أنها لم تجد الرعاية والاهتمام الكافي ورغم ذلك إلا أن المركز يقيم سنويا دورات تدريبية في مجالات الطب الرياضي وإصابات الملاعب وتأهيل جميع المرافقين الطبيين في الأندية. فروع المركز بعدن وتعز وحضرموت لديها الأجهزة والأدوات المطلوبة للتأهيل إلا أن فرع تعز لم يعمل لسنوات طويلة وفي بداية العام 2014 تم افتتاحه واعتماد مبلغ اثنين مليون ريال كنفقات تشغيلية أما بالنسبة لفرع حضرموت فقد تم الاتفاق مع مستشفى ابن سيناء لتفعيل ونقل الأجهزة إلى هناك شريطة علاج جميع اللاعبين والرياضيين مجانا فيما يعمل فرع عدن منذ تأسيسه وفق إمكاناته. المحصلة الأهم أن المراكز فتحت ولكن لم تؤد الدور المطلوب منها .. ليظل الرياضي اليمني رهين إصابته والجري للبحث عن العلاج منها في الخارج. ما يمكن وصفه بالمصيبة الأكبر أن جميع الاتحادات والأندية تهمش دور الطب الرياضي بدليل أنها تقيم فعالياتها دون التنسيق مع مراكز الطب الرياضي ليكون الإخصائيين متواجدين للقيام بالدور المطلوب منهم والتعامل مع مختلف الحالات الرياضية. ويؤكد نائب مدير مركز الطب الرياضي بصنعاء الدكتور رضوان أبو طالب أن إنشاء المراكز تم على مرحلتين الأولى تم فيها إنشاء المركز الرئيسي بصنعاء والمرحلة الثانية تم خلالها رفد المركز بأجهزة إضافية مع تجهيز ثلاثة مراكز أخرى في عدن وتعز وحضرموت متمنياٍ أن يلقى المركز الاهتمام اللائق ليقوم بدوره المطلوب وليوفر على الدولة الكثير من التكاليف لإرسال اللاعبين المصابين للعلاج في الخارج مشيراٍ إلى أن طموح إدارة المركز أن يتم استكمال تأهيله حتى يتحول إلى مستشفى يضم جميع التخصصات مع تجهيز غرف عمليات متكاملة. منوهاٍ بأن الاعتناء بالرياضيين طبياٍ والعمل على عدم تفاقم الإصابات حتى يعطي اللاعب في الملعب وقتاٍ أطول تعد من تخصصات مراكز الطب الرياضي في أنحاء العالم وأن الجميع قد وصل إلى مرحلة متقدمة في هذا الجانب حيث يوجد في كل ناد سواءٍ على المستوى العربي أو الدولي مركز طبي متكامل يقوم بإسعاف الحالات الطارئة وإجراء العمليات اللازمة وكافة الفحوصات وكذا عمليات التأهيل الطبيعي حتى يعود اللاعب معافى. وقال أبو طالب: الطب الرياضي متواجد في جميع الفعاليات التي يتم اشعارنا في المركز بها سواء أكانت في الأندية أو الاتحادات الرياضية أو البطولات الدولية والمحلية وحقيقة فمعظم المرافقين الطبيين في الأندية هم من منتسبي الطب الرياضي أو اتحاد الطب الرياضي وما يؤثر علينا كثيراٍ هو نقص الكادر الطبي والفني وأيضا قلة المخصصات المالية التي تمكننا من أداء مهمتنا على أكمل وجه حتى أن المركز لا يمتلك سوى سيارة إسعاف واحدة فقط والمفترض أن يكون هناك خمس سيارات إسعاف على الأقل. وأوضح أن نقص الكادر الطبي والفني وعدم وجود التخصصات المطلوبة وكذلك شحة المال أبرز المعوقات الأساسية التي تواجه مراكز الطب الرياضي خاصة أن المبالغ المالية التي يحصل عليها المركز لا تكاد تغطي مرتبات العاملين فيه فقط كما أن غالبية موظفي المركز من المتعاقدين مناشداٍ وزارتي الخدمة المدنية والمالية باعتماد درجات وظيفية طبية متخصصة وكذلك فنية لمركز الطب الرياضي حتى يتسنى له القيام بدوره السليم. وعن المهام التي يجب أن يؤديها المركز قال أبو طالب: للمركز عدة مهام أبرزها: إسعاف جميع الحالات في الملاعب وتأهيل جميع الرياضيين عقب العمليات الجراحية وتأهيل جميع المصابين حتى عودتهم للملاعب والمرافقة الطبية لجميع المنتخبات والتواجد في جميع الفعاليات والاعتناء بالرياضي من الناحية الطبية وإجراء الفحوصات الطبية لجميع المنتخبات في جوانب اللياقة البدنية والجاهزية الطبية والأمراض المستعصية مثل أمراض القلب وغيرها مع توفر بيئة رياضية سليمة فلا رياضة متطورة بدون طب رياضي متميز. وبين أبو طالب أن هناك إصابات رياضية يتم صرف مبالغ خيالية لعلاجها وغالباٍ في الخارج بينما يتواجد في البلد مركز للطب الرياضي وأن هذه المسألة تؤرق قيادة المركز كثيرا خاصة أن أغلب الحالات التي يتم صرف مساعدات علاجية لها هي إصابات طفيفة ولا تحتاج للسفر كما أن بعض الحالات يتكرر الصرف لها فيما البعض الآخر لا يحصلون على شي مما يجعل الشخص المصاب فعلا لا ينال حقه في العلاج مؤكدا أنه لو تم تأهيل مراكز الطب الرياضي بالصورة المطلوبة لقامت بذلك الدور بل وأكثر وستوفر الملايين للوطن. متطرقاٍ إلى انه يجب تشكيل لجنة متخصصة في المركز لاستقبال جميع التقارير الطبية لاعتمادها لدى الوزارة أو الصندوق لمعرفة المستحق من عدمه أو اعتماد مستشفى متخصص في بلادنا لاستقبال جميع الحالات التي تعتمدها اللجنة الطبية في المركز وإجراء جميع الفحوصات والعمليات في هذا المستشفى كي يأخذ كل ذي حق حقه وكذا توفير مبالغ طائلة للوطن مشيراٍ إلى أن لدى المركز دراسة لفتح فروع جديدة في محافظات الحديدة وعمران وإب ولكن العائق الوحيد الذي يقف أمام الفكرة هو التمويل.