الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - الدين والحياة - علماء ودعاة: المداومة على الإحسان للفقراء وفعل الخيرات دليل على قبولها عند الله
علماء ودعاة: المداومة على الإحسان للفقراء وفعل الخيرات دليل على قبولها عند الله
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بعد أن ودعنا شهر الخيرات الذي شهدنا فيه إقبالا من النفوس على فعل الطاعات والإحسان إلى الآخرين والرغبة في تصفية القلوب هل سنستمر على هذه الأعمال أم أنه بمجرد أداء صلاة العيد تنسى نفوسنا ذلك الجو الإيماني وتنشغل بأمور الحياة فتعود المساجد خالية إلا من القليل ويتراكم الغبار على المصاحف ويعود الفقراء إلى العوز والحاجة.

البداية كانت مع الدكتور عبدالمنان التالبي إمام وخطيب جامع أبو بكر الصديق حيث قال: كان الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح يكثرون من دعاء الله عز وجل لقبول أعمالهم قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: “كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل” ألم تسمعوا قول الله تعالى :”إنما يتقبل الله من المتقين”. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “سألت النبي عن هذه الآية (والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة) أنهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال: لا يا ابنة الصديق ولكن الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات” كما ورد عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قوله: “عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم إن المؤمن جمع إحسانا وخشية والمنافق جمع إساءة وأمنا” وعن ابن دينار: “الخوف على العمل ألا يتقبل أشد من العمل”. وأضاف الدكتور التالبي: وقد رغب الشارع الحكيم المداومة على الأعمال الصالحة ففي معجم الطبراني الكبير من حديث أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “افعلوا الخير دهركم” وسئل النبي عن أحب الأعمال فقال: “أدومه وإن قل” وسأل التابعي الجليل علقمة أم المؤمنين عائشة كيف كان عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل كان يخص شيئا من الأيام قالت: “لا كان عمله ديمة”. ويؤكد إمام وخطيب جامع أبي بكر: الأصل أن المسلم يجعل من رمضان قاعدة للمحافظة على الصلاة في باقي الشهور ومنطلقا لترك المعاصي والذنوب والمداومة على فعل الخيرات هو دليل على قبولها عند الله عز وجل يقول أحد السلف الصالح: “إن من علامة قبول العمل أن تتبع الطاعة بالطاعة وأن من علامة عدم القبول أن تتبع الطاعة بالمعصية”.

مساجد تشتكي ويدعو الشيخ عبدالغني الشميري خطيب جامع الإحسان إلى الاستمرار في فعل الخيرات وترك المنكرات وصيام الست من شوال مدللا على كلامه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :”من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر” رواه مسلم يعني: صيام سنة كاملة. ويضيف الشميري: رمضان هو من نفحات الله التي تشحن بطارية القلوب للتزود بجرعات إيمانية وغذاء للروح حتى يستطيع العبد السير إلى ربه مثله مثل النفحات الأخرى كصيام الاثنين والخميس وصيام الثلاث البيض وصيام يوم عرفة وغيره فإذا كان العبد متهاونا في فعل الخيرات بعد رمضان فعليه أن يعرف إن خرج من رمضان بدون زاد. أما الأخ فاروق العتبي مؤذن جامع الشيخ ناجي الشايف فيقول: لاحظنا وبصورة واضحة للعيان أن نسبة إقبال المصلين لصلوات الجماعة في المسجد بعد رمضان قد انخفضت وبنسبة كبيرة قد تصل إلى 70% كما أن نسبة من يمكثون في المساجد لقراءة القرآن الكريم تقل أيضا.

يسر في رمضان .. ثم ! يقول الأخ أبو محمد حاتم أحد المحتاجين: أنهم يعيشون في رمضان ميسورين ومستورين بفضل الله ثم بفضل صدقات أهل الخير والتي تأتيهم من كل مكان حتى أنهم يشعرون بأنهم في رمضان يعيشون أفضل من بعض الأسر الميسورة. ويضف أبو محمد: لكن ما إن ينتهي رمضان حتى يعودوا إلى العوز والحاجة ولا يلتفت إليهم أحد خلال بقية العام إلا من رحم الله.

خير طوال العام من جهة ثانية يقول الأخ علي عبدالله أحد التجار: صحيح أن معظم التجار يخرجون زكاتهم وصدقاتهم في رمضان طلبا لمزيد من الأجر والثواب لكنني أحاول تقسيم زكاتي وصدقاتي على الفقراء طوال العام حتى لا يشعر الفقراء بأن الميسورين لا يهتمون بهم إلا في شهر رمضان.