الرئيسية - محليات - مياه الصرف الصحي.. مشكلة تبحث عن حلول
مياه الصرف الصحي.. مشكلة تبحث عن حلول
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أصبحت مشكلة الصرف الصحي من أهم المشكلات البيئية في بلادنا لما تخلفه من تلوث يهدد أخطار حياة الإنسان والبيئة المحيطة.. مديرية رداع بمحافظة البيضاء هي الأخرى لم تسلم من هول الكارثة حيث سلبت ظاهرة طفح المجاري أبناءها من حياة كريمة تحفظ لهم آدميتهم خاصة وأنها تفاقمت في الآونة الأخيرة بعد أن غطت مياهها العديد من شوارعها. ولتسليط الضوء أكثر “الثورة” التقت عدداٍ من أبناء المديرية وكذا المسؤولين بالمحافظة وقد جاءت أحاديثهم عن النحو التالي:

* البداية مع المواطن أحمد حسين الشريف والذي تحدث قائلاٍ: منذ فترة طويلة ونحن نعاني من انتشار المجاري في الشوارع والأحياء وخصوصا في المنطقة الرابعة برداع والتي تمثل قلقا كبيرا لنا بالإضافة إلى أنها تتسبب في الكثير من البعوض والروائح الكريهة الأمر الذي جعلنا عرضة للعديد من الأمراض. ويضيف: عند وصول مشروع المياه إلى منازلنا بالمنطقة الرابعة نلاحظ أن مياه المشروع لونه أسود الأمر الذي يثير الكثير من المخاوف والشكوك من اختلاط مياه المجاري مع المياه الصالحة للشرب لذا نناشد الجهات المعنية سرعة التدخل ووضع الحلول المناسبة للحد من هذه الظاهرة التي باتت تهدد حياتنا وتشوه كل ما هو جميل في هذه المديرية. ظاهرة خطيرة أما المواطن عبدالواحد محمد المفلحي قال: تعد مشكلة طفح المجاري بشكل دائم ظاهرة خطيرة تهدد أبناء المديرية والبيئة بشكل عام حيث أصبحت العديد من شوارع وحارات رداع منتهية نتيجة تدفق المجاري فيها ومن أجل تلافي هذه المشكلة توجه بعض أبناء وعقال المجال المحلية بالمديرية إلى مؤسسة المياه والصرف الصحي وعرضنا عليهم ما نعانيه وللأسف كان ردهم بأن وضع المؤسسة سيء للغاية والمعدات فيها بحاجة إلى صيانة وغيرها من الصعوبات التي تواجهها. وأضاف: أتمنى من السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة رفع هذا الضرر الذي أدى إلى قطع أرزاق المواطنين وحرمهم حتى من استنشاق هواء نقي خالُ من الأمراض. انتشار الأمراض من جانبه تحدث الأخ علي عايش الوهيبي بالقول: للأسف الشديد أصبحت مشكلة طفح المجاري هاجساٍ يؤرق أبناء مديرية رداع ويشوه كل ما هو جميل وحضاري فيها فضلا عنِما قد تسببه المجاري من انتشار للأمراض المعدية والخطيرة التي لا يمكن مكافحتها إلا بعد أن تحصد من الضحايا – لا سمح الله – ما لا نستطيع عدة وحتى اللحظة لم نلمس دوراٍ مشهوداٍ للجهات المعنية الأمر الذي يثير الكثير من المخاوف من استمرار طفح المجاري والتي يدفع ثمنها المواطن المغلوب على أمره. وأردف: يلجأ بعض المواطنين ميسوري الحال وحفاظا على حصتهم وأسرهم لاستقدام عمال يقومون بفتح المناهل والانسدادات مقابل دفع مبالغ مالية تصل إلى عشرين ألف ريال فإلى متى يستمر وضع المديرية بهذا الحال وهل أصبحت آدميتنا لدى المسؤولين لا تساوي شيئا. خسائر كبيرة وفي ذات السياق تحدث الأخ حمدي علي العمري وهو أحد التجار الذين يكابدون الأمرين جراء هذا الطفح المزمن للمجاري أمام واجهات محلاتهم التجارية حيث قال: بالرغم من أن محلاتنا في منطقة غير آهلة بالسكان إلا أننا نعاني من هذه الكارثة خاصة وأن هذه المجاري تصب إلى شوارعنا من أحياء مختلفة إلا أننا قمنا بالكثير من المبادرات بهذا الصدد وتحملنا أعباء ذلك من جيوبنا الخاصة وما أن ننجح في سد الكثير من مسارب المجاري حتى تعود للطفح مرة أخرى فضلا عن إشاحة العديد من الزبائن عن محلاتنا بسبب عبور المجاري من أمامها وهو ما يدفعنا للتفكير إما بالإغلاق وإما بنقل محلاتنا إلى أماكن أخرى. أضرار صحية وحول مخاطر طفح المجاري والروائح المنبثقة منها تحدث الدكتور محمد فؤاد الحبيشي أخصائي أنف وأذن وحنجرة بالقول: إن لظاهرة الصرف الصحي في رداع مخاطر صحية عديدة من أهماها انتشار العدوى بالأمراض الشائعة كالملاريا والدوسنتاريا والبلهارسيا كما تتسبب الروائح المنبثقة منها في حدوث تمزقات للأنسجة في الجهاز الأنفي الأمر الذي يؤدي لمضاعفات خطيرة كالفشل الكلوي وداء الكبد الفيروسي مضيفا: أن المكروبات والفيروسات تبقى في التربة مدة خمسة عشر يوما حتى بعد انقطاع الماء خاصة وأن الأطفال يمشون ويتنقلون ويلعبون بالأتربة ولذا فالواجب التنبيه لهذه المخاطر حتى لا تحدث عدوى يصعب مقاومتها. وأردف: إن تأثير مياه المجاري خطير جداٍ خاصة لما تحتويه من مواد خطيرة فالنتروجين الذائب يتأكسد إلى نترات ويسبب الأمراض للإنسان حيث يصل أيون النترات والنيتريت مع مياه الري أو الصرف أو تخزينه في بعض النباتات من أنسجتها بنسبة عالية مما بفقدها الطعم وتغير لونها ورائحتها وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان فتسبب فقر الدم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة وأوضحت الدراسات أن التربة الملوثة بمياه الصرف الصحي تختلف عن التربة الطبيعية لاحتوائها على نسبة عالية من تركيزات الملوثات مثل النترات والفوسفات والكبريتات علاوة على وجود تراكيز عالية من العناصر الثقيلة الضارة ذات الخطورة مثل الماغنيزيوم والنحاس والنيكل والزرنيج والتي تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والسطحية أثناء مواسم الأمطار وكذلك تلوث النباتات والمزروعات. واختتم بالقول: كثيرة هي الأعراض التي قد تصيب الإنساني جراء طفح المجاري فقد تؤدي إلى إسهالات وآلام في البطن وجفاف في الجسم خاصة الأطفال والتهاب في عضلة القلب وأمراض بالجهاز التنفسي تؤدي إلى ضيق في التنفس وكحة وقد تؤدي إلى فشل في التنفس وإصابة بالدرن كما أنها تسبب التهاباٍ بالجلد والحلق واتضح من عمليات الاستقصاء الوبائي أن النساء والأطفال والمسنين أكثر الفئات عرضة لهذه الأمراض. ظروف صعبة ومن ثم عرضنا على الجهة المسؤولة بالمحافظة ونقلنا لها ما عرضه المواطنون في سياق حديثهم من الأسباب والمسببات والتقينا المهندس علي الشريف نائب مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي بالبيضاء والذي بدوره ألقى المسؤولية على المواطنين بالإضافة إلى وجود بعض المخربين الذين يقومون بسد مناهل الصرف الصحي. مضيفاٍ بأن المؤسسة تعيش ظروفاٍ صعبة واستثنائية وتتطلب تضافر جهود الجميع لافتا إلى أن شفاط المجاري متوقف عن العمل نتيجة عدم توفر السائق وأيضا عدم توفر راتب شهري له ليتسنى القيام بعملية خاصة وأن السائق السابق موقوف عن العمل.