تقرير حقوقي يكشف ارتكاب مليشيا الحوثي أكثر من 500 ألف حالة قتل خلال 10 سنوات وكيل تعز: العدالة منظومة متكاملة بين مختلف الجهات القضائية والأمنية سقطرى..تدشين مشروع ترميم المنازل بدعم من مركز الملك سلمان للاغاثة ميلان يفوز على هيلاس فيرونا بهدف نظيف في الدوري الإيطالي اليونيسيف تحذر: الجوع وسوء التغذية يهددان حياة الأطفال في قطاع غزة مجلس النواب الأمريكي يصادق على مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي رئيس مجلس الشورى يعزي بوفاة المناضل اللواء محمد باهديلة تنظيم ورشة عمل بتعز لمنتسبي جهات الضبط القضائي والقضاة والمحامين اليمن يدين حادثة الدهس التي وقعت في مدينة ماغدبورج الألمانية الأرصاد تتوقع عودة الطقس الجاف والشديد البرودة بالمرتفعات الجبلية وطقس معتدل بالمناطق الساحلية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى وآله وصبحه ومن والاه وبعد حض الإسلام على أن يبني الناس حياتهم على أساس الصدق في أقوالهم وأفعالهم وأن يحترموا عهودهم ومواثيقهم فيلتزموا بتنفيذ ما أعطوا من عهود وما قطعوا على أنفسهم من مواثيق فيلتزموا بتنفيذها فمن الإيمان أن يكون المسلم عند كلمته التي قالها ينتهي إليها كما ينتهي الماء عند شطآنه فيعرف بين الناس على أن كلمته ميثاق غليظ لا خوف من نقضها ولا خشية من النكوث في تنفيذها. ولأهمية الوفاء بالعهود والمواثيق في استقرار وأمن المجتمع وضح القرآن هذا الأمر جليا “وِأِوúفْواú بعِهúد الله إذِا عِاهِدتْمú وِلاِ تِنقْضْواú الأِيúمِانِ بِعúدِ تِوúكيدهِا” والعهد ما من شأنه أن يراعي ويحفظ كاليمين والوعد والوصية وعهد الله أوامره ونواهيه وتكاليفه الشرعية التي كلف الناس بها والوفاء بعهد الله يتأتى بتنفيذ أوامره وتكاليفه واجتناب ما نهى عنه قال القرطبي رحمه الله “وِأِوúفْواú بعِهúد الله” لفظ عام لجميع ما يعقد باللسان ويلتزمه الإنسان من بيع أو صلة أو مواثيق من أمر موافق للديانة والمعنى أن الله يأمركم أيها المسلون بالوفاء بالعهود التي التزمتم بها مع الله أو مع الناس أي كونوا أوفياء بعهودكم ولا تبطلوها بعد توثيقها وتغليظها عن طريق تكرارها بمرة أو مرتين أو أكثر أو عن طريق تكراراها بمرة أو مرتين أو عن طريق الاتيان فيها ببعض أسماء الله وصفاته ونقض الإيمان والعهود وإن كان قبيحا في كل حالة فهو في حالة توكيد الإيمان وتغليظها أشد قبحا ثم بعد ذلك من الآية: ” وِقِدú جِعِلúتْمْ اللهِ عِلِيúكْمú كِفيلاٍ إنِ اللهِ يِعúلِمْ مِا تِفúعِلْونِ” تأكيد لوجوب الوفاء بالعهود والمواثيق والنهي عن نقضها والكفيل هو من يكفل غيره أي يضمن في أداء ما عليه ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها والحال أنكم جعلتم الله تعالى ضامنا لكم فيما التزمتم به من عهود وشاهدا ورقيبا على أعمالكم وأموالكم وفي هذا تحذير المتعاهدين من النقض بعد أن جعلوا الله تعالى كفيلا عليهم لأن الله تعالى يعلم ما تفعلون من الوفاء أو النقض وسيجازيكم بما تستحقون من خير أو شر. ثم ضرب الله سبحانه وتعالى مثلا لتقبيح نقض العهود والمواثيق فقال جل شأنه: “وِلاِ تِكْونْواú كِالِتي نِقِضِتú غِزúلِهِا من بِعúد قْوِةُ أِنكِاثٍا تِتِخذْونِ أِيúمِانِكْمú دِخِلاٍ بِيúنِكْمú أِن تِكْونِ أْمِةَ ” قال ابن كثير هذه امرأة خرقاء كانت بمكة كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه فإنكم إن نقضتموها بعد إبرامها فإنكم مثل المرأة الحمقاء التي كانت تفتل غزلها فتلا محكما ثم تنقضه بعد ذلك وتتركه مرة أخرى قطعا منكوثة محلولة وفي هذا تحقير لمن ينقض العهد والميثاق وتشبيه بحال المرأة هذه ملتاثة في عقلها مضطربة في تصرفاتها فالآية الكريمة تدعو إلى وجوب الوفاء بالعهود والمواثيق في جميع الأحوال. والوفاء بالعهد والميثاق واجب مع المؤمن بالإسلام ومع الكافر به فإن الفضيلة لا تتجزأ فيكون المرء خسيساٍ مع قوم كريما مع آخرين والمدار على موضوع العهد ما دام خيراٍ فإقراره حتماٍ مع كل فرد وفي كل حين وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم في حلف الفضول لو دعيت به في الإسلام لأجبت وعن عمرو بن الحمق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “ايما رجل أمن رجلا على دمه ثم قتله فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافرا أو من الوفاء أن يذكر الرجل ماضيه الذاهب لينتفع به في حاضره ومستقبله فإن كان معسرا فأغناه الله أو مريضا فشفاه الله فليس يسوغ له أن يفصل بين ماضيه ويومه بسورة غليظ ثم يزعم أنه ما كان يوما مريضا أو فقيرا أو بيني على غروره بحاضره مسلكا كله فظاظة وجحود هذا نوع من الغدر ينتهي بصاحبه إلى النفاق وربما انطرد من رحمة الله فلم تتسع بعدئذ له رؤى أن رجلا من أهل المدينة يدعى ثعلبة أتى مجلسا من مجالس الأنصار فأشهرهم لئن آتاني الله من فضله اتثبت من كل ذي حق حقه وتصدقت منه ووصلت القرابة فمات ابن عم له فورث منه مالا فلم يف بشيء مما عاهد الله عليه فنزل قول الله عز وجل:” وِمنúهْم مِنú عِاهِدِ اللهِ لِئنú آتِانِا من فِضúله لِنِصِدِقِنِ وِلِنِكْونِنِ منِ الصِالحينِ فِلِمِا آتِاهْم من فِضúله بِخلْواú به وِتِوِلِواú وِهْم مْعúرضْونِ فِأِعúقِبِهْمú نفِاقٍا في قْلْوبهمú إلِى يِوúم يِلúقِوúنِهْ بمِا أِخúلِفْواú اللهِ مِا وِعِدْوهْ وِبمِا كِانْواú يِكúذبْونِ” فالتمسك بالعهود والمواثيق والالتزام بتنفيذها من خلق المسلم الذي يحرص على التمسك بآداب وأحكام دينه ومن ثم فلا تعهد إلا بمعروف فإذا وثق المسلم عهداٍ بمعروف فليصرف همته في إمضائه وإنقاذه ما دامت فيه عين تطرف وليعلم أن منطقة الرجولة وهدى اليقين لا يتركان له مجالا للتردد والانثناء والرجوع هذا ما يجب أن نكون عليه جميعا في الوفاء بالعهود والمواثيق. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. * عضو بعثة الازهر الشريف في اليمن