الرئيسية - الدين والحياة - حق المرأة في التعليم
حق المرأة في التعليم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

النساء شقائق الرجال والمرأة هي إحدى رئتي الأمة التي لا تستطيع الحياة بدونها فالمرأة والرجل كجناحي الطائر الذي لا يستطيع أن يطير إلا بهما وإذا تعطل أحد الجناحين فلا يستطيع أن يحلق في الهواء أو أن يطير في السماء. ولقد قرن القرآن الكريم بين الرجل والمرأة وبين الذكر والأنثى وبين المؤمنين والمؤمنات في أكثر من موضع قال تعالى “ومن يعمل مöن الصالöحات مöن ذكر أو أنثى وهو مؤمöن فأولئöك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقöيرا” سورة النساء أية (124).

وقال سبحانه “من عمöل صالöحا مöن ذكر أو أنثى وهو مؤمöن فلنحيöينه حياة طيöبة ولنجزöينهم أجرهم بöأحسنö ما كانوا يعملون” النحل أية (97). فهذه بعض الآيات القرآنية وغيرها الكثير التي تقرن بين الرجل والمرأة وتجمع بين المؤمنين والمؤمنات في أعمال ومهمات وولايات وفي الجزاء والحساب والثواب والعقاب وهي آيات قرآنية مؤذنة بتساوي الرجل والمرأة في المقام وإن اختلفا في بعض المهام. ومن الحقوق التي تجب للمرأة في الإسلام كما يجب للرجل حق المرأة في طلب العلم النافع الذي ينفع الإنسان في نفسه وينتفع به المجتمع كله أيضا. وقد جاءت الآيات القرآنية في طلب العلم عامة غير مقيدة برجل أو امرأة قال تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم في أول سورة نزلت من القرآن الكريم “اقرأ بöاسمö ربöك الذöي خلق1/خلق الإöنسان مöن علق2/ اقرأ وربك الأكرم3/ الذöي علم بöالقلمö4/ علم الإöنسان ما لم يعلم5/. سورة العلق الآيات (1-5) والقراءة مفتاح العلم والأمر للنبي أمر للأمة كلها رجالا ونساء ما لم يرد تخصيص للنبي صلى الله عليه وسلم- بهذا الأمر وقال سبحانه ” قل هل يستوöي الذöين يعلمون والذöين لا يعلمون إöنما يتذكر أولوا الألبابö” سورة الزمر آية (9). وطلب العلم كما هو حق وواجب للرجال كذلك هو حق وواجب للنساء لا يستطيع أحد أن يمنعهن منه فقد رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدر طلب العلم إلى درجة الفريضة التي لا يصح التقصير فيها فقال صلوات الله وسلامه عليه “طلب العلم فريضة على كل مسلم وكلمة مسلم تشمل الذكر والأنثى. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على حق النساء في التعليم فقد كان يخرج إليهن بعد أن يجتمعن ليتعلمن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم – كان يخرج إليهن ويقرؤهن القرآن ويعلمهن العلم النافع وكان يخصص لهن وقتا معينا غير وقت الرجال ليرد على أسئلتهن الخاصة بهن وهذا دليل واضح على أن الإسلام يؤكد على حق المرأة في التعليم وطلب العلم النافع. وقد نبغ في العلم من النساء الكثير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقد كانت أسماء بنت عميس تلقب بخطيبة النساء والسيدة عائشة رضي الله عنها- والتي حفظت الكثير من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- حتى قال عنها ” خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء” لأنها نبغت في العلم وحفظت كثيرا عن رسول الله وبالذات في ما يخص النساء. وهذا الأمر وهو حق المرأة في التعليم يجب التأكيد عليه وبالذات في هذا العصر الذي أصبح عصر العلم والتكنولوجيا أصبحنا الآن في عصر لا تتنافس فيه الأمم بضخامة أجسادها ولا بسعة أرضها ولا بكثرة عددها وانما تتنافس الأمم بمدى تقدمها العلمي والثقافي في كل المجالات. والإسلام دين يفرض على أتباعه أن يكونوا من أهل العلم لأن العلم في الإسلام كالحياة بالنسبة للإنسان والأحاديث كثيرة في بيان فضل العلم والعلماء في الإسلام منها قوله صلى الله عليه وسلم “إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يصنع” ومنها “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة”. والمجتمع الآن يحتاج إلى كل أعضائه من الرجال والنساء من الكبار والصغار المجتمع يحتاج إلى الجميع من أجل البناء والتنمية والتقدم في كل المجالات فلا بد وأن تأخذ المرأة المسلمة دورها في هذا المجتمع كما أراد الله وكما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

عضو بعثة الازهر الشريف باليمن