الرئيسية - محليات - معظم مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني أخفقت في تقديم ما ينفع المواطن من أنشطة ومشاريع
معظم مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني أخفقت في تقديم ما ينفع المواطن من أنشطة ومشاريع
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* تسعى بعض مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في بلادنا لتقديم مشاريع خدمية مختلفة للمجتمع وفقاٍ لإمكانياتها وما تحصل عليه من دعم محلي وخارجي, إلا أن انتشارها وتزايدها الملفت في الآونة الأخيرة يؤكد سعي الكثير منها إلى تحقيق منافع مادية وربحية للقائمين عليها باستثناء قلة من تلك المؤسسات والمنظمات تقدم خدمات تنموية ومجتمعية ينعكس أثرها على المجتمع .. مؤسسة خديجة للتنمية في منطقة يريم بمحافظة إب واحدة من المؤسسات التي تسعى إلى وضع بصمات مجتمعية وتنموية لأبناء المديرية وما جاورها من المناطق.. «الثورة» أجرت لقاء مع رئيسة المؤسسة الأخت روما الدماسي – التي تحدثت عن العديد من الأنشطة والخدمات التي تقدمها المؤسسة وما تواجه من صعوبات وغيرها من التطلعات والقضايا التي عرضتها فإلى التفاصيل:

مؤسسة خديجة مؤسسة تنموية خدمية خيرية غير ربحية تأسست عام 2001م بهدف تنمية المرأة وتعزيز إمكانياتها اجتماعياٍ واقتصادياٍ والمشاركة المجتمعية في تقديم الخدمات التنموية والاجتماعية والخيرية وتعمل عبر خمسة فروع في مديرية يريم وتركز على قطاع المرأة والفئات المعاقة كون ذلك أشد احتياجاٍ لتلك الخدمات, كما تتملك مركزاٍ خاصاٍ برعاية وتأهيل المعاقين (مركز خديجة) ومن خلاله تقدم الرعاية والخدمات اللازمة لهم سواءٍ التعليمية أو الصحية والطبية أو الأجهزة التعويضية بالشراكة مع عدد من الجهات المانحة وتعاون السلطة المحلية والمكاتب ذات الاختصاص كصندوق المعاقين. تمكين للمعاقين • وعن المراكز التي تعمل المؤسسة من خلالها وما تقدمه من مشاريع وأنشطة قالت: لقد بدأنا تأسيس مركز تمكين أو تأهيل المعاقين وقمنا بمسوحات ميدانية على مستوى مناطق مديرية يريم بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية وكان أعداد المعاقين الذين بحاجة إلى تقديم الخدمات لهم كبيراٍ جداٍ حيث كانت الإحصائية حوالي (3000) معاق ومعاقة في العام 2007م عند البدء بالمركز, ولو حصرناهم الآن اعتقد أن الأعداد قد تضاعفت والمركز يقدم للمعاقين خدمات التعليم والنطق وتعليم الإشارة وتعليم المكفوفين لغة برايل, وكذلك التوعية والندوات وتوفير مصادر التعليم في جميع الأنشطة والمكتبة. وفي جانب التمكين للمعاقين فهناك مراكز أنشطة ومعامل للخياطة والنجارة وغيرها بغرض تدريبهم وتعليمهم عدد من المهارات ثم ربطهم وإدماجهم في المجتمع وتوفير عدد من فرص الأعمال لهم سواء مع القطاع الخاص أو العام. وهذا يوفر لهم فرص عيش وحياة كريمة, وقد عملنا على توظيف ثلاثة معاقين في كلية التربية وواحد في مؤسسة المياه, ولدينا قاعدة بيانات خاصة بالمعاقين ونقوم بالتواصل مع العديد من المؤسسات والمنظمات وصندوق الضمان الاجتماعي على أساس حصولهم على أي فرص عمل فمثلاٍ لدينا بعض المعاقين في معامل النجارة يعملون الآن مع بعض المقاولين وأصحاب المهن, وهذا يشجع المعاقين أيضاٍ على أن يكون لديهم أعمال خاصة بهم كما حصل مع بعض الطالبات المعاقات اللاتي وفرنا لهن مكائن خياطة من خلال بعض المنح التي نحصل عليها والآن يعملن لحسابهن الخاص وقد بدأنا أهدافنا بدمج المعاقين مع المجتمع وكسر حاجز الخوف وتأهيلهم على التعامل مع المجتمع كبقية الناس لأنهم يشعرون بأنهم ليسوا كالأصحاء وأنهم لا يستطيعون القيام بما يقوم به غيرهم مع أن لديهم إبداعات وقدرات هائلة أكثر من غيرهم بل إنهم يقومون بأعمالهم ويقدمون أكثر من غيرهم بكثير . تحفيز ودمج • وأضافت رئيسة مؤسسة خديجة للتنمية: نحن لا نعمل على تعليم المعاقين أو تدريبهم فقط بل نسعى إلى تحفيزهم على الإنتاج والإبداع عندنا (42) معاقاٍ ومعاقة موظفين في المؤسسة ومراكز خديجة عبر صندوق المعاقين متواجدين في الجانب الإداري وغيره ولدينا خريجو جامعات علمتهم المؤسسة بالتنسيق مع الصندوق ويعملون معنا الآن في المؤسسة كمدربين ومعلمين وكان تركيزنا على دمج المعاقين خصوصاٍ المعاقين حركياٍ في كلية المجتمع وغيرها من المدارس لكسر حاجز العزلة والانطواء والآن يعملون مدرسين لفئة المعاقين داخل المركز ولدينا موظفين بصورة رسمية عبر صندوق المعاقين وبدعم المؤسسة. إلى جانب ذلك هناك خدمات غير مباشرة للمعاقين في الجانب الصحي والتأهيلي وغيره وقد نسقنا مع بعض المستشفيات للحصول على العلاج والعمليات وكذلك يحصل المعاقين على السفر إلى الخارج للعلاج وهناك (27) معاقاٍ تم سفرهم إلى مصر والأردن بدعم من صندوق المعاقين كما عملنا على توفير الأدوية والعكاكيز للمعاقين والأهم أيضاٍ أوجدنا لهم مركز أو قسم للعلاج الطبيعي وخدماته مجانية ونقدم الخدمات حتى لغير المعاقين عبر أخصائيين, في هذا الجانب تم التعاقد معهم ونغطي يريم وغيرها من المناطق المجاورة للمديرية بالإضافة إلى أدوات وأجهزة قياس السمع والنظر في المركز. واستحدثنا ذلك وجلبنا التمويل من عدد من الداعمين لتسهيل تلك الإجراءات والعلاجات لأن المعاقين لم يكن باستطاعتهم الحصول على هذه الخدمات إلا في إب وبعد حصولهم على بطائق خاصة من صندوق المعاقين وهذا كان يمثل صعوبة كبيرة تجاههم ولن يحصلوا على أي بطاقات أصلاٍ إلا بعد قياس الإعاقة فسهلنا عليهم بتوفير هذه الخدمات . مركز الأسر المنتجة • وفي ما يخص مركز الأسر المنتجة أوضحت –الدماسي- قائلة : المؤسسة قامت بالمتابعة والتنسيق لإنشاء مركز الأسر المنتجة بيريم بالتعاون مع السلطة المحلية والتربية والأشغال العامة والبرنامج الوطني للأسر المنتجة في توفير المركز الذي يقدم العديد من التدريبات والخدمات الحرفية للنساء من ذوي الدخل المحدود ليساهم في إكسابهن العديد من المهارات التي تساعد على مشاركتهن في سوق العمل بحرف بسيطة ممكن أن تدر عليهن بعض الدخل ورفع مستواهن الاقتصادي كما يعمل على تقديم المشورات الحرفية للراغبات في فتح مشاريع خاصة بهن في المجالات الحرفية الأخرى ويعمل على تسويق منتجاتهن عبر المهرجانات التي يشارك بها المركز كذلك يقدم المركز عدداٍ من الأنشطة في مجال الخياطة والسيراميك والحياكة والتدبير المنزلي والتثقيف الصحي والندوات وكل ما تحتاج إليه المرأة وقد وظفنا (16) من المنتسبات للمراكز ويتم الترويج للمنتج من خلال (3) معارض بالسنة ويعود العائد للمركز ونسبة للعاملات, ونعمل على فتح مركز خياطة في المركز. البقاء للأنجح • وحول انتشار جمعيات ومنظمات المجتمع المدني بشكل ملفت رغم محدودية عطاء الكثير منها تحدثت بالقول: هناك منظمات أخفقت وأخرى تقدم الكثير والكثير من الخدمات المجتمعية والتنموية وربما يرجع ذلك إلى القائمين عليها ورؤيتهم حول المشاركة الجادة ومدى الرغبة في العمل والإنجاز لا شك أن المؤسسات والجمعيات والمنظمات كثيرة لكن البقاء للأقوى والأنشط وللانصاف هناك مؤسسات ومنظمات تؤدي أعمالها على أكمل وجه وتمثل رديفاٍ فاعلاٍ ومسانداٍ حقيقياٍ لمؤسسات الدولة في إنجاز العديد من المهام التنموية والمجتمعية واستطاعت توظيف المنح والتمويل في أهداف ناجحة وفاعلة . أما عن تقييمها لمستوى العلاقات والتواصل في ما بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية في بلادنا من جهة والجهات المانحة فتقول: في ما يخص مؤسسة خديجة للتنمية فعلاقتها قوية وفاعلة سواء بالمنظمات المحلية أو الأجنبية المانحة, ومؤسسة خديجة تترأس شبكة منظمات المجتمع المدني على مستوى مديريتي يريم والنادرة وهي الثانية لمنظمات المجتمع المدني على مستوى الجمهورية وأعمالها عززت العلاقات وكسبت الثقة. ومن خلال ما نفذنا من مشاريع وتنظيم أنشطة وفعاليات استطعنا أن نسهم مع المنظمات المانحة, في تنفيذ عدد من المهام ونلنا شهادات عديدة كذلك علاقاتنا بمؤسسات الدولة والسلطة المحلية متينة جداٍ وما يدل على أنشطتنا هو وجود العديد من المشاريع على أرض الواقع وأيضاٍ يمكن أن تدركوا هذه النجاحات والأنشطة من خلال الفئات المستفيدة من أنشطتنا ومشاريعنا في بناء المدارس والأعمال الخيرية المختلفة والتركيز على جانب الشباب والنساء ونحن نعمل كفريق متكامل ولدينا لوائح وأنظمة دقيقة تؤطر العمل وتسيره لتحقيق الأهداف, وعملنا عمل مؤسسي يتيح لكل شخص بالمؤسسة ممارسة مهامه وفق اللوائح والأنظمة أما ما يخص العلاقات والتواصل بين المؤسسات الحكومية المعنية بتقديم خدمات عن طريق المساعدات والمنح التي تتلقاها من الداخل والخارج فاعتقد أن علاقاتها وتواصلاتها بالجهات المانحة ضعيفة جداٍ بسبب ضعف أدائها ومحدودية تنفيذها ببرامجها. مشاريع وأنشطة • كما تطرقت الدماسي إلى أنشطة ومشاريع المؤسسة خلال الفترة الماضية بالقول: لدينا أنشطة متعددة كالجانب التدريبي والتوعوي وفي هذا الجانب فقد استهدفنا العديد من المكاتب التنفيذية والعاملين في السلطة المحلية في التخطيط وتحديد الأولويات والاحتياجات والجوانب المالية وغيرها من جوانب الإداره . وكانت المؤسسة ضمن فرق العمل المشاركة مع السلطة المحلية في النزول الميداني وإعداد الخطة التنموية للعام 2005-2010م للمديرية, وسوقنا عدداٍ من المشاريع المدرجة ضمن هذه الخطة كمدرسة خديجة في يريم وحصلنا على تمويل ودعم لها ولمشاريع أخرى عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية وحصلنا على تمويل لتأثيث خمس مدارس وتمويل لمشروع مياه عضة عزلة اريان من منظمة (Oxfam) . بالإضافة إلى ذلك قدمنا لعدد من المدارس تسهيلات هندسية من مصادر تعلم وفصول دراسية وترميمات عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية ولدينا (446) طالباٍ وطالبة معاقين في (13) مدرسة بيريم يحصلون على رسوم مدرسية بمتابعة وتنسيق المؤسسة وكذا توفير مستلزمات ومعدات مكتب النظافة في المديرية وبناء مركز الأسر المنتجة التي يضم عدة أنشطة مهارية ومهنية خاصة بالمرأة كما سبق ذكره والمشاركة في حل قضايا نزاعات وأنشطة أخرى مختلفة. وشاركنا في مختلف مراحل الحوار الوطني.. كذلك أسهمنا في برنامج دعم اللامركزية وأوجدنا المشروع ونفذناه في المديرية والآن نعمل في إطار مشاريع بناء السلام وحل النزاع وغيرها وقد حصلنا من خلال أنشطتنا وتواصلنا على حوالي (33) مشروعا جديداٍ وتم الرفع إلى الأمم المتحدة بشكل نهائي لحوالي (17) مشروعا حوالي (8) مشاريع سنبدأ تنفيذها ابتداءٍ من شهر سبتمبر الجاري بثلاثة مشاريع جاهزة حسب خطتهم وستتبعها المشاريع الأخرى . التأكد من الجدية • وعن الدعم الذي تقدمه السلطة المحلية بمحافظة إب للمؤسسة قالت: لا يوجد لدينا أي دعم مالي أو اعتماد ثابت من أي مكان ونحن نسعى إلى إيجاد مشاريع استثمارية تعوضنا عن ذلك فهناك مانحين يشترطون عند إعطائنا التمويل أو الدعم لتنفيذ أي مشروع أن نسهم بنسبة (5 %) من المشروع نحن أو المجتمع وهم يسعون إلى ذلك كي يتأكدوا من الجدية في إقامة المشروع واستمراره وبالتالي نحن نعمل بكافة قوانا للحفاظ على استمرارنا في العمل. مصادر تشغيلية • واختتمت رئيسة مؤسسة خديجة للتنمية حديثها قائلة: لدينا (112) موظفا وموظفة منهم (42) موظفاٍ وموظفة من المعاقين يعملون لدينا في الجمعية وهم ممن تعلموا وتدربوا في المؤسسة ونحن نسعى إلى فتح آفاق جديدة عبر صندوق المعاقين والبرنامج الوطني للأسر المنتجة من أجل الدعم والإسهام في تشغيل هذه الكوادر كذلك بدأنا بتوجه جديدة من حيث تأهيل الكوادر التي معنا للاستفادة من أدائها بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة كمصادر تشغيلية تساعدنا على النهوض والتطوير فقمنا بفتح معاهد للتعليم والتأهيل في مجال الحاسوب والكمبيوتر واللغات ودبلوم سكرتارية ومالية وخياطة وغيرها وهي عامة تقدم خدمات للجميع مثلها مثل غيرها من المعاهد وتكون برسوم معلومة نحاول أن نستفيد منها في النفقات التشغيلية للمؤسسة واحتياجات موظفيها.. لا نخفي أن النظرة التقليدية التي عملنا وفقها لفترات حدت من نشاطنا ونجاحنا حيث كنا ننظر أن دور المؤسسة هو في جانب التنمية الحرفية كالخياطة والحياكة والأعمال اليدوية التقليدية, لكننا صححنا مفاهيمنا وبدأنا نتطلع للنهوض بمستوياتنا وتطلعاتنا نحو الشراكة المجتمعية في مختلف المجالات, وهذا سبب صعوبات في احتياجات التمويل والتأهيل والتدريب للعاملين لدينا لتحقيق الأهداف التي بدأنا نرسمها.