التحول الرقمي ضرورة لا غنى عنها في عالم سريع التغيير 
الساعة 07:52 مساءً

مع تطور الذكاء الاصطناعي والتقنيات السحابية والعمل عن بُعد أصبح التحول الرقمي الركيزة الأساسية التي تبني عليها الشركات خططها واستراتيجياتها لضمان الاستمرار وتحقيق النمو، فالتحول الرقمي الحقيقي لا يحدث بشراء أدوات وبرامج جديدة فقط بل عبر تغيير طريقة التفكير داخل المؤسسة، بالتزامن مع تدريب الموظفين وتشجيع الإبداع والتجربة وتبني عقلية التحسين المستمر والمرونة.

قبل ان نخوض في أهمية التحول الرقمي نعرج قليلاً على مفهوم التحول الرقمي من زاوية إدارية بحته فهو- التحول الرقمي- إعادة ابتكار طريقة عمل المؤسسات باستخدام التكنولوجيا الرقمية بهدف تحسين الأداء ورفع كفاءة العمليات وتقديم تجربة عملاء أكثر تميزًا ومرونة.

وحين نتساءل لماذا هو مهم لهذه الدرجة.!؟ ببساطة؛ لأن سلوك العملاء تغيّر وأصبح رقمياً بشكل كامل، ولأن البيانات أصبحت أساس اتخاذ القرار. كما أن المنافسة باتت عالمية وليست محلية فقط، والعمل الذكي يفوز دائمًا على العمل التقليدي.

فوائد التحول الرقمي في أرقام

من الطبيعي ان يكون التحول الرقمي خطوة نحو مستقبلٍ أكثر فعالية، يصنع فرصًا ويعالج تحديات، ويجعلنا أكثر قدرة على مواكبة عالمٍ يتغيّر كل يوم، ولو نظرنا الفوائد المترتبة على الجوانب الإدارية فقط ستتولد ارقام ليست بالبسيطة منها.

تسريع العمليات بنسبة تصل إلى 60%

تقليل التكاليف التشغيلية عبر الأتمتة والتحسين بمعدل 40%.

رفع رضا العملاء بنسبة تتجاوز 30% عبر خدمات أكثر ذكاءً.

التحدي الأكبر في التحول الرقمي

التحول الرقمي الحقيقي لا يحدث بشراء أدوات وبرامج جديدة فقط بل عبر تغيير طريقة التفكير داخل المؤسسة، يتطلب ذلك تدريب الموظفين وتشجيع الإبداع والتجربة وتبني عقلية التحسين المستمر والمرونة، بشكل عام يمكن القول إن التحدي الأكبر في التحول الرقمي دائماً ليس التقنية، بل في تبني الثقافة داخل المؤسسة، فالتكنولوجيا أدوات يمكن تعلمها، لكن تغيير طريقة التفكير وتشجيع الموظفين على الابتكار وتقبل التجربة والخطأ هو التحدي الفارق.

وفي هذا الإطار نعتقد أن تغيير الثقافة يتطلب وقتًا وجهداً، فحتى هذه اللحظة هناك أماكن عمل ومشاريع لا تعتمد حتى طريقة البيع أونلاين أو عن بعد ولو عن طريق صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن هناك فئة قد تقوم بالرد على رسائل الصفحات مثلًا ويقول "شرفنا في الفرع أو في مكان العمل"

من زاوية أخرى بات من الضروري تفهم ان التحول الرقمي ليس مجرد تقنية أو ثقافة فقط بل مزج بينهما بشكل صحيح، فالأدوات وحدها لا تكفي إذا لم يفهم الناس سبب استخدامها وكيف تساعد في تحسين العمل، والثقافة وحدها لا تكفي إذا لم تكن مدعومة بتقنيات مناسبة وسهلة، فالنجاح في التحول الرقمي يحتاج توازن بين الأدوات والثقافة والقيادة التي توجه كل شيء نحو تحسين الأداء وتجربة العملاء، فكثير من المؤسسات ما زالت تنظر للتحول الرقمي باعتباره تكلفة وليس استثمار. والحقيقة أن التحول الرقمي يفتح أبواب جديدة للنمو، ويمنح الشركات قدرة على التوسع والوصول لأسواق لم تكن متاحة سابقا.

الرقمنة تظل جامدة 

رغم الصخب الواسع والمناداة برقمنة الاعمال والمهام إلا أن هناك خبراء كان لهم راي آخر يناقض ما اوردناه سابقاً من ضرورة تطبيق التحول الرقمي في كل المجالات نظراً لفوائده السالفة الذكر، حيث قلل الخبراء والمختصين من أهمية التحول الرقمي بحدوث مشاكل قد تعيق الاعمال لخلل بسيط فأحياناً الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كامل يمكن أن يسبب بعض المشاكل، فمثلاً لو انقطع التيار الكهربي أو تعطلت الآلة التكنولوجية داخل المؤسسة سوف يتعطل العمل لو كانت هي الوسيلة الوحيدة، ولذا فأن مشاكل التكنولوجيا تبدو جامدة ورتيبة بعض الشيء، فمثلاً عند استعمال قنوات تكنولوجية في تسجيل بعض البيانات يأخذ هذا وقت كبير وتكون غير مفيدة أحياناً، إذ أن تراكم البيانات لا يفيد في تصدير تقارير شهرية مثلاً حتى نقول أن له فائدة.

ختاماً: على الرغم من المخاوف للأتمتة، يبقى التحوّل الرقمي إحدى أهم القفزات الحضارية التي يشهدها عالمنا المعاصر، إذ لم يعد مجرّد خيار تطوعي، بل أصبح ضرورة ملحة تفرضها طبيعة العصر وسرعة التقدّم التكنولوجي. فمع توسّع استخدام الأنظمة الرقمية، بات الإنسان أكثر قدرة على إدارة أعماله واتخاذ قراراته بثقة وسرعة ووضوح.