المغرب إلى نصف نهائي كأس العرب بعد الفوز على سوريا
عضو مجلس القيادة العرادة يناقش مع السفير التركي تطورات الأوضاع
نائب وزير الخارجية يستعرض في حلقة نقاش تطورات الاوضاع باليمن
الجيش يحبط تسللا لميليشيا الحوثي الإرهابية جنوب تعز
غوتيريش: ما تشهده حضرموت تطور خطير واعتقال الحوثيين لموظفين أمميين غير مقبول
السفير السلال يبحث مع رئيس مجلس العموم الكندي تعزيز التعاون البرلماني
بحث تعزيز التعاون بين اللجنة الوطنية للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان
الصين تجدد موقفها الثابت تجاه وحدة وسيادة وسلامة أراضي اليمن
وزير الخارجية المصري يبحث هاتفيا مع غوتيريش تثبيت وقف إطلاق النار في غزة
الزُبيدي يتفقد سير العمل بديوان عام وزارة الزراعة والثروة السمكية وقطاعاتها
- رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
قال صديقي إن فكرة الانفصال باتت مفهومة لديه، فابتسمت. هذه الجملة وحدها تكشف انتقالاً داخليًا، انتقالًا يُشبه تلك الروح التي حاولت يومًا استيعاب الخوثي، قبل أن تتكشف الحقيقة ويظهر المشروع على حقيقته.
الخوثي في جوهره ابن منطقة، يرفع سلالة لأجل غرض محدد، ثم يطويها حين تحاصره سلطته. تاريخ الأئمة يؤكد ذلك؛ فحين يشتد عودهم يعتمدون على رجال قُراهم، ويقدمونهم على الجميع، من حجة إلى ذمار إلى صعدة. السلالة هنا مجرد رديف لمشروع أكبر، مشروع يتخلق في صعدة ويتمدّد نحو كل الجهات.
الخوثي نسخة من "ضالعي الشمال" بقداسة إضافية، يحيط نفسه بهالة دخانية تبهر العيون، ثم ينفجر لهيبها حين تقترب من جوهره العنيد.
وفي الجهة الأخرى يقف عيدروس الزبيدي أمام مفترق ضيّق، خطوة واحدة تربك المشهد، وتحرّك غضب من يرفعون راية الانفصال بلا حساب. التراجع يجرّد الرجل من زخمه، والتقدم يفتح أبواب الصدام الداخلي.
كل زعامة في الجنوب تواجه هذا المصير حين تقف بين تيارين: تيار ينتظر فرصة اندفاع، وتيار يبحث عن استقرار قد لا يجد طريقه بسهولة.
العلاقة مع الشمال مصدر أزمات طويلة، ومنبع معظم الانقلابات التي اجتاحت صنعاء في تاريخ اليمن الحديث. ومع إعلان الوحدة انتقل الثقل السياسي إلى العاصمة صنعاء، وبدأ الجنوب يشعر بفراغٍ غريب، فراغ ابتلع قياداته وأضعف مواقعه.
جيل ماركسيو 94م أدرك ذلك مبكرًا، فاكتشف أن التوقيع على الوحدة قاده إلى ملعب بعيد عن ملعبه، وساحة لا تشبه تضاريسه. يومها تركوا مدنهم وعمقهم وذهبوا إلى صنعاء، ومن هناك بدأ الهبوط الكبير. عيدروس يدرك ذلك، ولهذا يخشى الرحلة ذاتها؛ لأن تكرار خطأ علي سالم البيض يعني انتهاء التجربة قبل اكتمالها.
وإذا افترضنا إعادة انتخاب رئيس جنوبي بعد تحرير صنعاء، فإنه لا يمنح المكاسب كاملة؛ فالمصير قد يشبه مصير عبدربه منصور هادي، تلك العاصمة المحاطة بظنون "الهضبة" المتقلّبة تبتلع الرجال حين ينفردون في فضائها، وحين تُسد الأبواب أمام توازن القوى. وعندما انقلبت صنعاء على هادي، بدأت جولة جديدة من التصدير العنيف، وشهد الجنوب موجة خصومات أعادت تحالفات 86 إلى الواجهة.
ومتى ما عادت صنعاء عبر تسوية شاملة تبقى الأبواب مشرعة أمام دورة جديدة من الاستدعاءات السياسية: الساحل الغربي قد يستدعي عناصر معركة 94، إنها "أبين" التي لم يفكر فيها أحد حتى الآن، فيما الخوثي يغازلها بجدية، وصنعاء تعيد برنامجها المعتاد في صناعة الكراهية.
إنني أفكر مجددًا في بناء العاصمة الإدارية باعتبارها كانت مخرجًا مبكرًا منذ 90م، يخفف الاحتقان، ويضمن توزيعًا عادلًا للثقل السياسي. ذلك التأجيل صنع تراكمات معقدة، إلا أن اللحظة الراهنة تمنح الانتقاليين والوحدويين فرصة مختلفة، لأن الانفصال في عدن يتحول إلى واقع جغرافي، فيما يفتقر إلى الإطار القانوني ما لم يوافق الشمال على تسوية واضحة.
وحتى هذا الاحتمال يبقى محاطًا بحسابات الإقليم؛ فالأمن القومي للجزيرة العربية خط أحمر في خرائط العواصم المجاورة. عُمان تضع حساباتها، والخوثي يحصل على دعم كلما ضعف المجلس الرئاسي وتشتتت الشرعية.
وفي النهاية تعود مارب إلى قلب الحكاية. هذه المحافظة التي تآكلت مديرياتها نكاية في رفاق سلاح رائعون، تقف الآن على خطّ النار الذي يوقف الاتفاقات الغامضة، ويوقظ السريّة التي تتحرك في الظلام.
قدر مارب أن تنهض حين يتردد الآخرون، وأن تعيد توجيه البوصلة كلما حاولت القوى المتشابكة صناعة حلٍّ يعيد البلاد إلى الفوضى.
.. وإلى لقاء يتجدد





