بين مشروعي الموت والحياة
الساعة 08:29 مساءً

يكفي لأي يمني أن ينظر إلى الألغام الحوثية وينظر إلى مشروع (مسام)، وحينها سيدرك جيداُ من يريد له الفناء والموت، ومن يريد له البقاء والحياة.
من يزرع الألغام مطعون في إنسانيته، وهو أشبه بمخلوق شرير فقد عقله يقتل ويدمر فقط، لأنه يستهدف الحياة بمعناها الشامل، ويتعامل مع كل من في الأرض المزرعة باعتبارهم أعداء يستحقون الموت (رجل – إمرأة – طفل – مسن – مدني – مقاتل – حيوان)، وهذه هي خطورة هذا النوع من السلاح الإجرامي.
من هذا المنطلق ومن هذه النظرة تجاه الألغام ، فإن مايقوم به مشروع مسام التابع للمملكة العربية السعودية - في نظري - من أسمى المهام الإنسانية على الإطلاق، لأنه يحفظ حياة اليمنيين حاضرا ومستقبلا، فالألغام حرب مستقبلية لاتقل عن حربنا التي نخوضها مع هذه المليشيا الإجرامية.
حتى الآن نزع مسام 170 ألف لغم وعبوة ناسفة، وهذا يعني أنه تمكن من إبقاء حياة 170 ألف يمني على الأقل، كان الحوثي يخطط لقتلهم، مع أن اللغم الواحد بما هو معلوم ومعروف يقتل أكثر من نفس في آن واحد.
معركة الألغام معركة من أهم المعارك، وسيظل اليمنيون يعانون منها لعشرات السنين مستقبلا، وكلما استمرت مليشيا الحوثي تسيطر على شبر واحد من أرض اليمن، فإن هذه الجريمة (زراعة الألغام) ستظل خطرا يواجه حاضر اليمنيين ومستقبلهم، لذا فإن بتر اليد التي تزرع اللغم يظل الضامن الذي يمنع استمرار الجريمة.
كل التحية لجهود المملكة سواء في الجانب العسكري وهو المهم، أو في الجانب الإغاثي والإنساني، أو في جانب إعادة الإعمار، أو في نزع الألغام، أو استيعاب اليد العاملة، وهي كلها مشاريع حياة، وجهود لايمكن نسيانها، وأنا كيمني جعلتني أدرك جيدا من يريد لي الحياة ومن يريد لي الموت.
أخيراً أود الإشارة هنا إلى أنه وبقدر ماتقدمه المملكة العربية من دعم لليمن في مختلف المجالات لايمكن أن يقدمه أحد، إلا أن توجيه كل الجهود نحو حسم المعركة مع مليشيا الحوثي، سيوفر الكثير والكثير، وسيخلص اليمن والمنطقة من أخطر حرب تستهدف هويتهم وأمنهم واستقرارهم. 
* صحفي وكاتب