السفير طريق يشارك في الملتقى الاقتصادي التركي- العربي الـ 24 بإسطنبول
اللواء القملي يبحث مع قائدي القوات الفرنسية والاتحاد الأوروبي "أسبيدس" تعزيز التعاون في مجالات الأمن البحري
انطلاق حملة إلكترونية واسعة لكشف فساد ميليشيا الحوثي ونهبها لمقدرات اليمنيين
وزير التخطيط: الدعم السعودي كان شريان حياة للاقتصاد اليمني
وزير الخارجية يشيد بجهود المانيا والاتحاد الأوروبي في اليمن
الإرياني: اعتراف الحوثيين بمصرع "الغماري" يكشف تصدعهم الداخلي وبداية تآكل مشروعهم الإرهابي
نعمان يبحث مع المبعوث الايطالي الخاص لليمن تعزيز العلاقات الثنائية
المالية والبنك المركزي يبحثان مع صندوق النقد العربي مستوى تنفيذ الإصلاحات الشاملة
محافظ البنك المركزي ونائب وزير المالية يبحثان مع دائرة الإحصاءات بصندوق النقد تعزيز التعاون والدعم الفني
ايطاليا تؤكد التزامها بالمساهمة في إعادة إعمار غزة وإطلاق عملية سياسية لتحقيق السلام
- رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
لغة التحدي حين كان السلاح يتكلم أكثر من الكلمة (2015–2017)
خلال السنوات الأولى من الانقلاب، كانت خطابات الخوثيين تُبنى على أوهام السيطرة التامة، ونغمة الغرور المفرط.
كان عبد الملك الحوثي يطلّ ليعلن أن المناطق التي يسيطر عليها أصبحت "سيدة ذاتها"، وأن صواريخه تصل إلى عمق القطب المتجمد الشمالي.
وكانت خطابات مهدي مشاط – وإن جاءت أقل شهرة – تردد ذات الصدى: من يعتدي علينا سيدفع الثمن، ونحن أصحاب حق إلهي.
اللغة في تلك المرحلة كانت مبنية على اليقين الزائف بأن القوة العسكرية ستحسم المشهد.
كانوا يضحكون أمام الكاميرا، يتحدثون عن "صمود أسطوري"، ويصوغون أوهامًا دينية لتبرير سلوكهم السياسي.
المكر السياسي كان يظهر في الكلمات، لكن الخوف كان غائبًا، أو بالأصح.. كان لا يُقال.
▪️▪️▪️
المرحلة الثانية: بداية تسرّب التوتر (2018–2020)
في هذه المرحلة، بدأت الجبهات تتآكل، وتحررت بعض المدن المحتلة، وازدادت الأزمات الداخلية لميليشيا الإنقلاب الإمامي ..
هنا تغيرت اللغة:
لم تعد الخطابات تتحدث عن الفتح والنصر، واستبدلت بـ الصبر والثبات، بدأ المشاط يتحدث عمّا يسميه "العدوان" أكثر من حديثه عن "الإنجاز"، وبدأت نبرة الشكوى من الحصار والخيانات تأخذ مكان نبرة السيطرة.
في هذه الفترة، لوحظ أن الخطابات باتت تحمل تكرارًا مفرطًا لعبارات دينية متوترة، وكأنها وسادة لغوية تُخفي تحتها شظايا التراجع.
وأصبح التركيز على "طاعة القيادة" و"الولاء المطلق "لما يُسمّى آل البيت" أكثر حدة، في محاولة لتثبيت التفكك الداخلي.
▪️▪️▪️
المرحلة الثالثة: الانكشاف .. حين صار الخوف هو المايسترو (2021–2024)
بعد خسائر أجزاء كبيرة من الحديدة، وتفكك جبهات مأرب، واندلاع الاحتجاجات في مناطق سيطرتهم بسبب الجوع والفساد، بدأ الخطاب الحوثي يفقد جاذبيته داخل قواعده نفسها.
ظهرت نبرة دفاعية جديدة:
"نحن محاصرون. الغرب يتآمر. الداخل مخترق. أبناء القبائل خُدعوا"
في هذا الجو، برزت لهجة المشاط – تحديدًا – وكأنها تعتذر وتبرر أكثر مما تقود.
باتت لغة الخطاب السياسي تُراوح بين التهديد والرجاء، وكأنها تحاول أن تُقنع المستمع بعدم الهروب من السفينة.
▪️▪️▪️
الذروة: المشهد الأخير أمام الستائر العسكرية (2025)
وأخيرًا.. تلك اللحظة الأخيرة التي رآها الناس ولم تُخْفِ شيئًا. ظهور مهدي المشاط مؤخرًا، بصوته المرتجف، وضحكته المهزومة، كان تجسيدًا بصريًا لانهيار سردية الجماعة كلها.
ما عاد الخطاب خطابًا.. تحوّل إلى وثيقة خوف. وذوت في الكلمات مصطلحات الـ كرامة.. وصارت ترديدًا مرغمًا لسطور لا يصدقها حتى من يقرؤها.
▪️▪️▪️
الانحدار لم يعد سياسيًا فقط.. لقد وصل إلى اللغة والاهتزاز النفسي
فحين تتراجع الجبهات، تهتز اللغة.
وحين يشعر من يظن أنه رئيس الانقلابيين بالخوف، يخرج صوت الهزيمة من حلقه قبل أن تصل الرصاصة إلى جسده.
ومهدي المشاط، من أول خطاب غرور إلى آخر خطاب ارتجاف، يمثل الخراب اللغوي والأخلاقي والفكري لجماعة تعتاش على الوهم
..
حتى سقط الوهم.