الجمعة 29 مارس 2024 م
كورونا والمراكز الصيفية
الساعة 08:58 مساءً
  • مدير عام مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة

في الوقت الذي تغلق فيه المدارس والجامعات واتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا,   تشير الاحصائيات بحسب مختصين بأن أعداد الوفيات تتزايد بسبب كوفيد 19 والذي تسبب في إعلان حالة الطوارئ في كثير من بلدان العالم, إلا أن مليشيات الحوثي تواصل التكتم على الوباء لمواصلة التحشيد والتعبئة لاستمرار حربها ضد أبناء اليمن. 
ولم تتوقف جرائم الحوثيين بالتستر على الوباء بل منعت وصول اللقاح  إلى المناطق التي تسيطر عليها,  في تعنت واضح وغير مبرر في انتهاك صارخ ضد القطاع الصحي وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الذين هم الأشد حاجة لهذا اللقاح الذي استخدمه الملايين في مختلف دول العالم,  بل وأصبح اليوم ضرورة وشرطاً للسفر بين الدول.
محاذير كثيرة,  تطلقها المنظمات الدولية والمحلية المهتمة بالجانب الصحي والجهات الرسمية والشعبية بضرورة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات واتخاذ مختلف الطرق والوسائل لتجنب الوباء واسباب انتشاره, إلا أن المليشيات الحوثية لم تعر تلك النداءات أي اهتمام, وتعمل على تحقيق أهدافها الطائفية والسلالية يتمثل ذلك في التجمعات الكبرى والأنشطة الخاصة بهم وبترويج أفكارهم الطائفية.
وخلال الأيام الماضية, دشنت جماعة الحوثي المراكز الصيفية في أمانة العاصمة ومختلف المحافظات,  والتي تتخذ من هذه المناشط منصات لتعبئة الأطفال على مفاهيم تدعو للتحريض وتمزيق النسيج الاجتماعي,  وتكرس للعنف والقتال وفقاً لخطط مدروسة لإلحاقهم بمعسكرات التدريب وإشراكهم في جبهات القتال, في انتهاك لاتفاقية حقوق الطفل التي تنص على تجريم تعليم الأطفال أي مناهج أو أفكار تتنافى مع المنهج الرسمي الدولة,  وهو ماتمارسه جماعة الحوثي ضد أبناء اليمن في المناطق التي تسيطر عليها, حيث تفرض على مديري المدارس والمعلمين والمعلمات والعناصر التي تقوم بتوزيعهم على المدارس بتلقينهم دروس طائفية وسلالية تدعو الى التمييز العنصري والتفوق العرقي وتعزز الكراهية والعنف في المجتمع,  كما تنص الاتفاقية على تجنيب الأطفال القتال او اشراكهم في أي أعمال عسكرية, وهذا ماتقوم به وتعتمد عليه جماعة الحوثي في معاركها منذ نشأتها. 
ندعو الآباء والأمهات والتربويين والاعلاميين والمختصين وجميع فئات المجتمع الوقوف بحزم أمام ما تمارسه هذه الجماعة بحق أطفال اليمن, والتنبه من المخاطر المستقبلية في تفخيخ جيلٍ بأكمله وهو ماسينعكس ضرره وخطورته على الجميع,  وقد يصعب معالجة المشاكل التي ستترتب على هذه المخاطر في المستقبل القريب.
نكرر دعوتنا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان وحقوق الطفل, الضغط على جماعة الحوثي التوقف عن العبث بمناهج التعليم وعسكرته,  وتجنيد الأطفال والتغرير بهم واختطافهم من أحضان أسرهم وأبائهم وأمهاتهم,  والزج بهم في محارق الموت, في جرائم تتمثل في مشاهد دموية تتكرر كل يوم,  دون أي مساءلة قانونية وهو ما يشجع مرتكبي هذه الانتهاكات والجرائم الاستمرار في جرائمهم بحق الأطفال وطلاب المدارس.