في سيرة فقيد من زمن النضال: صالح بن بريك 
الساعة 08:27 مساءً

يُغيب الموت كثيراً من الشخصيات الوطنية العظيمة التي خدمة الوطن
 بتفانٍ ، وكانت مثالًا يحتذى بها امام زملاء العمل، والنضال و في المحيط المجتمعي، بمعايير التزمت فيه تطبيق اسس الكفاح و النجاح ، والنازهة والشفافية وُحسن الخلق والتعامل الانساني والمهني الذي كانت تتطلبه مرحلتهم إلى عصرنا الحالي، لإحداث تغيير إيجابي ربما سمعوا عنه او عرفوه به من خلال ملاحظاتهم العامة، واخبار المذياع في حقبتهم و إلى عهدًا قريب.

اسرد هنا سيرة لاحداث شخصيات النضال المرموقة، عالية السمعة، باذخة الاحترام ، انه الفقيد العقيد صالح سالم بن بريك، ابن الثجة ، مديرية عرماء محافظة شبوةً ، المثقف والمترجم ، والقارئ والمناضل، والرياضي، وأمين المالية المؤتمن، الذي غيبه الموت عنا، في تاريخ ٦ أكتوبر ، ٢٠٢١، بعد سيرة عظيمة قضاها في خدمة الوطن، ناضل فيها نضالًا عرفه ابناء جيله والجيش البدوي الحضرمي، حتى المستعمر البريطاني، وحقق لنفسه وبيئته الحضرميه واهله واليمن ما كان يتطلع اليه.

وها نحن نقف اليوم، وفِي جيلنا الحالي ما يدل على عظمة و تاريخ هذا الرجل بدءًا من أولاده وفيهم وزير الماليه سالم صالح بن بريك، المشهود له بالنزاهة والشفافية والتواضع، و كذلك ابنه الفقيد، خالد صالح بن بريك ، الذي رثاه الوطن بأسره، على دماثة خلقه وسيرته العطره، ومعاملته الاجتماعية الراقية، وادائه الرياضي المتألق  ، أو اخوانه الاخرين حفظهم الله، الدكتور فائز والدكتوره أحلام، وكذلك عمر صالح بن بريك، مدير عام فرع هيئة النقل محافظة حضرموت، واحفاد الفقيد زملاء أولادنا.

ان معرفتي القريبة في شخصية الفقيد أتت من واقع ترجمة رسالة بعثها اليه، احد الضباط البريطانين قرأتها عن صديق بالخط البريطاني اليدوي القديم، يثني على الفقيد العم صالح بن بريك، وفيها حديث رفيع المقام بحقه، وحق الامانه المالية الذي تولها امتدادًا للمركز في عدن، وكان واحد من المصرح لهم بحمل الاموال من مركزي عدن، وتوزيعها بأمانه على افراد وصف وجنود وضباط الجيش البدوي الحضرمي او ما عرف لاحقاً بجيش الباديه، هنا تحتم عليا رثائه  ورثاء كل المناضلين الذين غمرهم الزمن في زحمة الخوض بتفاصيل صراعاتنا الحالية، و وجب الوقوف على مناقب الفقيد، ليس مدحًا وإنما إنصافًا لرجل كان عظيماً في عصره وامد الله بعمره إلى وقتنا الحالي، عمر فيه قصة الهام ونجاح وكفاح قد تغيب علينا تفاصيلها الدقيقة.

و للنظرة الفاحصة في سيرته التعليمة، فقد كان الفقيد من بين الاوائل الذين التحقوا في صفوف التعليم الحر، ( الابتدائي)في مدرسة أبناء البادية بالمكلا، ثم انتقل إلى المرحلة المتوسطة في المدرسة الوسطى بغيل باوزير والثانوية، وحصل على الدبلوم في الشئون المالية، نحن نقف امام شخصية استثنائية فعلاً، بقدر ما كان حريصاً على تعليمه، كان حريصاً في عمله و اصدقائه و كان رياضيًا ملتزمًا مع فريقه شعب حضرموت، ثم سكرتير رياضي باللجنة التاسيسة لنادي شعب حضرموت.

نحن نتحدث عنه شخصية يكاد يكون من مواليد 1938 او ادنى، وهي حقبه زمنيه صعبة الحياة، وقد عرفه رفاقه في بداية الخمسينات والستينات، عرفته صحاري ورمال الصحراء الغربية عساكر والعبر وزمخ ومنوخ والصحراء الشرقية ثمود وسناو وحبروت كما قال عنه ،اللواء/ ناصر محمد سالمين المنهالي، بأنه كان ضمن كوكبة القيادات التاريخية ، وكان اخر منصبًا له بعد الوحدة اليمنيّة مدير عام الهيئة العامة للمعاشات والتامينات بالمحافظة كما شغل مدير عام لعده مؤسسات في القطاع الخاص ومنها مدير شركة التأمين بالمكلا لكفاءته وجدارته وايجاده اللغة الانجليزية وتعامله النقي، نهاهيك عن المناصب القيادية التي تولاها اثناء وبعد تعليمه المتوسط والدبلوم.

رحمة الله تغشاه، ونسأله عز وجل ان يلهم أهله وذويه، و رفاقه الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل ، وإنا لله وإنا إليه رَاجعُون.