الجمعة 29 مارس 2024 م
الموقف الصيني من القضية الأوكرانية الراهنة
الساعة 05:58 مساءً
  • سفير جمهورية الصين الشعبية لدى بلادنا

في يوم 25 فبراير عام 2022، تلقى مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي مكالمات هاتفية من وزيرة الخارجية البريطانية إليزابيث تروس والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون كل على حدة، حيث تبادل  معهم بعمق وجهات النظر حول الوضع الأوكراني بشكل رئيسي. وسلط وانغ يي الضوء على الموقف الصيني الأساسي من القضية الأوكرانية، والذي تم تلخيصه إلى النقاط الخمس التالية:

أولا، يدعو الجانب الصيني إلى احترام وضمان سيادة الدول وسلامة أراضيها والالتزام العملي بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. إن هذا الموقف دائم وواضع وينطبق على القضية الأوكرونية.

ثانيا، يدعو الجانب الصيني إلى مفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، ويرى أنه لا يجوز أن يقام الأمن لدولة ما على حساب أمن الدول الأخرى، ناهيك عن ضمان أمن إقليمي عن طريق تعزيز التكتلات العسكرية أو توسيعها . يجب نبذ عقلية الحرب الباردة بالكامل، ويجب احترام الهموم الأمنية المعقولة لكافة الدول. وفي ظل الجولات الخمس المتتالية من توسع الناتو شرقا، يجب وضع المطالب الأمنية المشروعة لروسيا في موضع الاهتمام والتعامل معها بشكل ملائم.

ثالثا، ظل الجانب الصيني يتابع تطورات القضية الأوكرانية، وإن الأوضاع الراهنة ليست ما نريد أن نراها. إن الأولوية الأولى الآن هي أن تحافظ جميع الأطراف على ضبط النفس اللازم لمنع التفاقم المتزايد في الأوضاع الميدانية في أوكرانيا أو الخروج عن السيطرة. ينبغي ضمان سلامة أرواح المدنيين وممتلكاتهم على نحو فعال، وتجنب وقوع أزمة إنسانية واسعة النطاق بشكل خاص.

رابعا، يدعم ويشجع الجانب الصيني على كافة الجهود الدبلوماسية التي تخدم التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية. ويرحب الجانب الصيني أن تعقد روسيا وأوكرانيا حوارا وتفاوضا على نحو مباشر في أسرع وقت ممكن. إن تطورات القضية الأوكرانية لها حيثيات تاريخية معقدة. والمفروض أن تكون أوكرانيا جسرا للتواصل بين الشرق والغرب بدلا من أن تصبح جبهة أمامية للمواجهة بين الدول الكبرى. كما يدعم الجانب الصيني إجراء حوار على قدم المساواة بين الجانبين الأوروبي والروسي بشأن المسائل الأمنية في أوروبا مع التمسك بمفهوم الأمن غير القابل للتجزئة، للوصول في نهاية المطاف إلى آلية أمنية أوروبية متوازنة وفعالة ومستدامة.

خامسا، يرى الجانب الصيني أن مجلس الأمن الدولي يجب أن يلعب دورا بناء في تسوية القضية الأوكرانية مع تركيز الجهود على تحقيق السلام والاستقرار الاقليميين وتحقيق الأمن لجميع الدول. ومن المطلوب أن تساهم الإجراءات التي يتخذها مجلس الأمن الدولي في تهدئة الأوضاع المتوترة والدفع بإيجاد حل دبلوماسي، بدلا من تصعيد الأوضاع من خلال صب الزيت على النار. عليه، لا توافق الصين دوما لجوء مجلس الأمن الدولي في قراراته بشكل تعسفي إلى الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يفوض باستخدام القوة وفرض عقوبات. 

قال وانغ يي إن الصين، باعتبارها دولة دائمة عضوية في مجلس الأمن الدولي ودولة كبيرة مسؤولة، تفي دوما بالتزاماتها الدولية بكل إخلاص، وتعلب دورا بناء في صيانة السلام والاستقرار في العالم . وتتمتع الصين بأفضل السجلات فيما بين الدول الكبيرة في القضايا المتعلقة بالسلام والأمن، إذ أننا لم نغز أي بلد، ولم نخض أي حرب بالوكالة، ولم نسع إلى مناطق النفوذ، ولم نشارك في أي مواجهة بين التكتلات العسكرية. إن الصين تسير بحزم على طريق التنمية السلمية، وتسعى إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. وسنواصل بحزم معارضة الهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها وحماية الحقوق والمصالح العادلة والمشروعة للدول النامية الغفيرة خاصة الدول الصغيرة والمتوسطة.