رئيس مجلس القيادة الرئاسي يطمئن على الاوضاع في محافظة سقطرى
بن مبارك يلتقي وزيرة خارجية النرويج في عدن
فريق حكومي يطلع على تأهيل طريق الضالع - الشعيب
باذيب يبحث مع مسئول في البنك الدولي تسهيل الاستثمار ودعم القطاع الخاص
وكيل محافظة سقطرى يناشد المنظمات الإغاثية بالتدخل لمساعدة المتضررين من الأمطار
رئيس مجلس القيادة الرئاسي يلتقي وزير الخارجية الأميركي
توقيع اتفاقية تأهيل الشارع الرئيسي في الحبيلين
وزارة الصناعة تحذر المتلاعبين بأسعار السلع في عدن والمحافظات المحررة
وزير الخارجية يلتقي السفير التركي لدى اليمن
الميتمي يبحث مع مسئول صيني العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع في اليمن
- رئيس مجلس الشورى
في ظل هدنة هشة، مصحوبة بتوتر شديد، وتهديد حقيقي لمستقبل اليمن نحتفل بالذكرى الثانية والثلاثون للوحدة اليمنية، ثلاثة عقود ونيف من الزمن مرت اليمن خلالها بمراحل من الاستقرار، وأخرى من الصراع، وظل البحث عن صيغة مناسبة للحفاظ على يمن موحد محل اهتمام القوى الوطنية، إجماع شبه كلي على الوحدة واختلاف واضح في التفاصيل.
شن الحوثيون الحرب على الدولة، واستولوا على السلطة في عاصمة دولة الوحدة، وحاولوا فرض مشروعهم السلالي العنصري على اليمن واليمنيين، وفشلوا، ليس لأن العرب بعامتهم رفضوا هذا المشروع، بل لأن اليمن لايحتمل مشروعًا لدولة إمامية بطابع عنصري وبمرجعيات مذهبية في عصرنا الراهن.
حاول الحوثيون تسويق إمامة مطعمة بقيم شيعية، وبدعم إيراني، فأصابهم العجز. ووهنت شوكتهم، كان الشعب اليمني يكتشف مع كل حدث تمر به اليمن ليس فقط عنصرية هذه المجموعة المتمردة المتعصبة والمتخلفة، بل وانفصاليتها وهو الأمر الذي أدركه أحرار اليمن في وقت مبكر، وأشاروا إلى خطورته الأولى على وحدة البلاد. وكانوا مدركين أن الإمامة سبب بلواها، وتخلفها.
وفي المقابل تراجعت كل المشاريع الأخرى، التي حاولت أن تعالج أزمة الدولة الموحدة بالعودة إلى الماضي، من منظور محلي ضيق وأحيانًا مناطقي متطرف، فأعيد طرح مشاريع ماقبل الوحدة، وما قبلها، وهذه أيضًا لم تحظى بدعم الشعب اليمني أو قبوله، بل أنها زادت المشهد الوطني تعقيدًا، وأطالت من عمر الأزمة، ومدت في سنوات الحرب.
حشد الطرفان كل إمكانياتهم وقدراتهم لتسويق وتسويغ أطروحاتهم، صحيح أن الحوثيين بدوا أكثر قدرة على إقناع الآلاف من أبناء اليمن بنظريتهم في الحكم، المستندة إلى نظريتهم وعقيدتهم في الإيمان الاستعبادي، والزج بهم في أتون المعارك، هؤلاء الأتباع ينمو لديهم وعي مختلف ومقاوم، ومكتشف لحقيقة الحوثيين، وعي رافض لذات القيم التي قبلها أسلافهم من قبل، وكانوا وقود الحروب المتصلة في اليمن في تاريخه الطويل.
لقد استوعب الجيل الجديد من الأحرار الجمهوريين مفاهيم وأطروحات ونظريات تعزز الشعور والمعرفة بالقيمة العظمى للحرية والمساواة والعدالة. في المقابل كان ينمو يأس حقيقي شديد الأثر لدى أصحاب المشروع الحوثيين في قدرتهم على استعادة الماضي، أو تنسيخه للأجيال التي كبرت في ضل الجمهورية.
بل أن الكثيرين من أبناء المذهب الزيدي تمردوا على مبدأ الإمامة السياسية، التي يراها دهاقنة الزيدية السياسية جوهر وجذر المذهب، الغالبية من أبناء المذهب يرونها عبودية، وعار، ومصادرة لإنسانيتهم، خروج على صحيح الدين، ولذلك يقاتلون بصلابة وشجاعة وقناعات راسخة في صفوف الشرعية والتحالف العربي. كما يرفضها الغالبية من أبناء اليمن بقناعة راسخة تكونت مع معايشة النسخ الماضية من الإمامة السياسية،.
شيئًا فشيئًا يدرك الغالبية من أبناء اليمن أن اليمن الاتحادي، دولة مدنية، يمثل مخرجًا من الأزمة ونهاية للحرب، كما يعمل كإطار لحفظ كافة الحقوق والمصالح، والعيش المشترك في ظل هوية جامعة، بل ومانعة لعودة الصراع، هوية يعتز كل يمني بالانتماء إليها، والاحتماء بها.
في بحثنا عن الحلول، وسعينا لسلام دائم وعادل ويمن متصالح مع نفسه، ومتصالح مع أشقائه دول الجوار وعلى وجه الخصوص أشقائه في المملكة العربية السعودية. هذا السعي لا يمكن تحقيقه دون رؤية مستقبلية للنظام السياسي القادم في اليمن، وهذه الرؤية لا يمكن صياغتها خارج إطار توافقاتنا الوطنية، التي تختزلها مخرجات الحوار الوطني. وكل المرجعيات، وآخرها مشاورات الرياض ومخرجاتها. وهذه تقودنا جميعًا إلى دولة اتحادية، لا أقل ولا أكثر، إنها الحل الممكن الذي يجنبنا المغامرة والانتحار السياسي على مذبح المصالح الخاصة، واللاوطنية.