21 سبتمبر .. يوم اليمنيين الأسود 
الساعة 04:10 مساءً

 

  • إعلامي وكاتب

لن ينس اليمنيون تدفق مليشيا الحوثي الإرهابية من كهوف وجبال مران في صعدة إلى محافظة عمران ثم محاصرة العاصمة صنعاء قبل إسقاطها تحت شعارات كاذبة ولافتات براقة صعدت على أوجاع اليمنيين قبل أن تظهر شعاراتها الحقيقية المغمسة بالأجندة الإيرانية.
 لقد مني اليمن بأعظم خسارة في تاريخه ، وأصبح يوم الحادي والعشرين من سبتمبر بمثابة ثقب أسود ، سلب من اليمنيين حياتهم وأرواحهم وأموالهم ومستقبلهم وأمنهم وغذائهم ومزق نسيجهم الاجتماعي المترابط المتعايش المتماسك.
عاش اليمنيون قبل قدوم الحوثيين في أمن وسلام بمجتمع تسوده الديمقراطية والتنوع والتعددية السياسية والتنوع الاجتماعي الإيجابي الذي تكامل مع بعضه البعض حتى جاءت نكبة الحوثي بعواقبها الوخيمة على اليمن واليمنيين فبات البلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية بالعالم وعلى شفا المجاعة وتحول اليمن السعيد إلى ساحة مفتوحة للقتل والدماء والدمار والجرائم الوحشية التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية.
الانقلاب الإجرامي الحوثي الذي بدأ بجرعة وانتهى بمشروع إيران الدخيل على المجتمع اليمني بمذاهبه وهويته ومعتقده أرجع اليمن قروناً إلى الوراء في مختلف المجالات سياسياً وتعليمياً واجتماعياً واقتصادياً، وأعاد إلى ذاكرة أبناء اليمن عهد الكهنوت الإمامي البائد الذي ثارعليه آباؤهم وأجدادهم فثلاثية الفقر والجوع والمرض التي يعيشها السكان في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية وشعار الموت الذي تردده في صراخاتها واحتفالها مع قتل كل طفل رضيع وشيخ مسن ومختطف تحت التعذيب ومشاريع القتل والدماء وافتتاح مئات المقابر هي أبرز ما أنجزته الجماعة الإرهابية طوال السنوات الماضية.
ثمان سنوات من الحرب الدامية التي أشعلت شرارتها المليشيا الحوثية إرضاء لإيران وتنفيذاً لمخططاتها الرامية إلى تدمير البلاد دفعت خلالها اليمنيين إلى أتون الحرب والأزمات والمآسي والتشظي والانقسام ومربع الفوضى الذي لم ينته إلى اليوم وحان الوقت لأن يستكمل اليمنيون ثورات أجدادهم ضد الإمامة والاستعباد التي تكللت بثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م لإخراج اليمن من حالة الحرب والظلم والجوع والمرض إلى رحاب السلام والعدل والأمن والتنمية والاستقرار والتخلص من هذه الجماعة المشؤومة الجاثمة على حياة اليمنيين والمدمرة لمستقبلهم.