وتم الإفراج..
الساعة 03:04 صباحاً

 

حمداً لك إلهي يا من عندك مفاتيح كل شيء في الأرض والسماء وقد حققت حلم الملايين من أحرار الشعب اليمني الكريم في الإفراج عن الأسرى والمختطفين من كل سهول وأودية ومدن وقرى وجبال وسواحل اليمن.. حمدًا لك ربي عدد حبات الرمال وقطرات البحار في كونك الواسع وفضائك الفسيح.

حمداً لك على تنفيس كرب المكروبين وهم المهمومين من أحباب وأهالي وأقرباء ورفاق وزملاء أسرانا الميامين في كل جبهات القتال.. حمداً وشكراً وقد حفظتهم وانت الحافظ وحدك بعد أن حسبناهم في عداد الشهداء والمنقولين إليك وانت رفيقهم الأعلى.

لقد كانت العبرات والدعوات تلهج إليك دائما بأن تحفظهم وتقويهم وتصبرهم على سياط الجلادين وظلمات السجون وغياهب الزنازين، وكنت قد أجبت.. ودعوناك بجلالك وكرمك أن تفرج عنهم وقد أفرجت. فحمدا وشكرا لك ملئ الأرض والسموات على جزيل كرمك وجميل صنعك، فأنت من تفرج الهموم وتزيل الكروب وتبدد الظلمات وتعلي الحق وتزهق الباطل يا الله.

لقد تكلل نضال كل الشرفاء واثمرت أرواح الشهداء الطاهرة وقطرات دماء الجرحى الزكية نصراً مبينا، عزفته ايقاعات المدافع والرشاشات في كل جبهات العزة والشرف دفاعا عن الحرية والكرامة والمساواة.

لا نستطيع أن نفيك ثناءً ولا نمجدك شكراً على ما اوسعتنا فرجاً وكرما وانت تمكننا من استعادة أسرانا إلى ديارهم وأهاليهم ووحداتهم سالمين..

راودتنا الأحلام بأن هناك عمراً جديدا سيكتب لهؤلاء الابطال، وأن يوما ما قد يكون يوم ميلاد آخر لهؤلاء المجاهدين الاشاوس، لكننا لم نكن على يقين بذلك لولا انهم كانوا بيد من يقطع الشك باليقين بيد من إذا أراد أن يقول للشيء كن فيكون.

ألف مبارك الإنعتاق للأسرى، وألف مبارك لكل أسرهم وأهاليهم الصابرين على آلام الفراق وقهر الفقدان لفلذات الأكباد وشركاء الأرواح والحياة.

أسرانا.. أهلاً بكم بعد فراق طويل، اهلا بكم بعد مأسي وأوجاع، أهلا بكم بعد قصور ونقصان فعلناه بحقكم، لأننا لم نكن بمستواكم من الشجاعة والإقدام والتضحية، لأننا لم نكن بمستواكم من الحب والإخلاص والوفاء للوطن وللواجب الملقى على عاتقنا، نعم لقد كنا أقل منكم شجاعة وتضحية وفداء وإلا فإننا ان لم نكن من الشهداء والجرحى، كنا في المكان الذي وصلتم إليه وأنتم تذودون عن الشرف والحرية والإباء لشعب جدير به أن يكون حراً كريما شامخا هاماته في عنان السماء.. ودفعتم الثمن عنا وعن غيرنا في دياجير العذاب.

كيف لا وهل هناك من هو أشجع من الأسد الضرغام محمود الصبيحي ورفاقه الأبطال منصور ورجب وقحطان.. من تشهد لهم جبهات العزة والنصر في كل الميادين. من وطئت أقدامهم جبال وسهول وساحات الوغى في شمال الوطن وجنوبه في شرقه وغربه .. من تجاوزوا الحدود دفاعا عن الأهداف والمبادئ والقيم غير آبهين بالموت.

قبلات الحب والوفاء على جبين كل أسرانا الأبطال وهم يتحررون من أغلال الأسر والسجون ليعودوا رافعين رؤوسهم إلى ديارهم وجبهاتهم فخورين بصنيعهم وصنيع رفاقهم الثابتين الصامدين في متارس المجد والشجاعة والفداء.

الشكر والتقدير لكل من صمد وقاتل ونازل وفاوض وحاور للإفراج عن أسرانا الأفذاذ وفي مقدمتهم الفارس الهصور ابو غيمان ورفاقه في الأسر والنصر من قيادات وضباط وجنود ومقاومة كل باسمه وصفته، كلهم كانوا العنوان الأبرز في نضال المقاتلين في كل الجبهات ونضال الساسة في كل المقرات والمؤتمرات والمحافل، فهنيئا لهم جميعا وللوطن الإفراج.. وللفرحة بقية، فأفراحنا لا تكتمل إلا بإطلاق كل الأسرى والمعتقلين من زنازين الموت والعذاب لدى مليشيات الإنقلاب والغدر والإرهاب، وفي مقدمة من تبقى منهم القائد الجسور فيصل أحمد رجب، والمناضل السياسي محمد قحطان، ومن تبقى معهم في الأسر من الشباب الأبطال من ضباط وأفراد ومقاومة، هم هدفنا وغايتنا في قادم الأيام ولن تكتمل الفرحة إلا بالإفراج عنهم وعودتهم إلى محبيهم ورفاقهم سالمين.

الرحمة والمغفرة للشهداء الأبرار، نسأل الله أن يسكنهم الفردوس الأعلى.
الشفاء العاجل للجرحى الميامين.
الحرية كل الحرية للأسرى والمختطفين في سجون الميليشيات الانقلابية.
النصر للحق وأهله من أبناء شعبنا العظيم ولجنود قواتنا المسلحة الشجاعة في كل جبهات العزة والكرامة والمجد.
وما النصر إلا من عند الله.
*وزير الدفاع