أكتوبر.. كفاح مستمر 
الساعة 06:15 مساءً
  • وزير الدفاع

تطل علينا الذكرى الستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة مستنهضة فينا روح الكفاح والإباء، وموقظة تاريخا من النضال في سبيل الاستقلال والخلاص من نير الاستعمار، وباعثة العافية في قلب كل أحرار الوطن الذين مازالوا على درب العزة والكرامة صفا واحدا يواصلون الفداء والتضحية والكفاح وحماية المكتسبات الوطنية ومواجهة مخلفات الإمامة ومشروعها الكهنوتي. 

إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، لتذكرنا بواحدية الروح والجسد والحلم، وبمجد التضحية، وبعظمة شعبنا اليمني في جنوب الوطن وشماله، حيث تمازجت الدماء وتكامل النضال، وتضافر الوعي بالحرية والثورة، واتسقت ارادة الخلاص، وتحققت المعجزات فكانتا السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر، حصاد عمر من الكفاح المشترك والبذل ومقارعة الطغيان، بإرادة صلبة لا تقهر، وبيقين متماسك لا يعرف الانكسار.   

إن استدعاء روح سبتمبر وأكتوبر في خضم كفاحنا المتواصل من أهم بواعث الاستمرار في مجابهة العدو وتحديات الواقع، وإن هذا التاريخ النضالي يستدعي فينا عظمة الدور ويضعنا جميعا بصورة دائمة أمام مسؤولياتنا الوطنية الكبرى، مطالبا إيانا بعدم التضييع والتخلف والنكوص. فالاحتفال بالتحولات التاريخية الاستثنائية الفارقة، يتطلب حضورا في مصاف ذلك المجد، كما يستدعي أدوارا رائدة بحجم تلك الوثبات العظيمة.      

إن تواريخنا وملاحمنا البطولية الجامعة، من عوامل الانبعاث واليقظة المهمة، وستظل تلهم الأجيال بما تكتنزه من أسرار ومعان ودلالات هادية، ويطيب لنا ونحن في رحاب هذه الذكرى العزيزة الغالية أن نهنئ قيادتنا السياسية الحكيمة وشعبنا اليمني العظيم وقواتنا المسلحة الباسلة المرابطة في ميادين وجبهات الشرف والعزة والكرامة في مجابهة مليشيا الإرهاب الحوثية المدعومة إيرانيا، وإننا على يقين بأن شعبنا الذي أطاح بالإمامة بعد قرون حالكة من الكهنوت والظلام، كما أطاح بالاستعمار بعد 129 سنة من الهيمنة والسيطرة والاستغلال، سيطيح بمشروع الهدم والخراب الحوثي، وسيستعيد دولته وأمنه واستقراره وعظمته.