القوة الغاشمة كارثة حتمية
الساعة 05:00 مساءً

 
إرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الاسرائيلي المحتل ضد الفلسطينيين العزل في قطاع غزة وغيرها جريمة تطهير عرقي شامل، وكل التدمير والسحق النازي والدماء البريئة التي تسيل من آلة البطش الاسرائيلي لن تمنح اسرائيل ما تريد من الأرض، ولن توفر لها الأمن. انهم يجرون بلادهم ومعها فلسطين والمنطقة إلى الهاوية، ما لم يحكم الكيان الاسرائيلي المحتل للأراضي الفلسطينية.
منطق العدل- هو كيان لا يملك عقلاء- ويوفر على شعبه كل هذا الرعب والأحقاد والشيطنة وتعود ويعود الشعب الفلسطيني وقياداته ومقاومته مجددًا إلى مربع التفاوض لصناعة السلام العادل للشعب الفلسطيني وللشعب الاسرائيلي معا وليتعايش الشعبان في دولتان متجاورتان يحترم كل منهما سيادة وحقوق الآخر وأمنه القومي وثقافته ومعتقده.

لغة الاستعلاء والاجتثاث لغة سخيفة ومفردات الحمقى الذين لا تهمهم حياة البشر ولا يدخلون معارك ولا يدركون مألات الأمور وتوريط الدول وكوارث الحروب ولا يوجد أحمق من حكومة إسرائيل وسياستها العنصرية المتعاقبة.

مشروع التهجير والوطن البديل سقط أمام رفض عربي فلسطيني بالإجماع قادته السعودية ومصر والاردن وفلسطين ودول عربية اخرى ذات تأثير في هذا الملف.

من الواضح أن المحور العربي حقق حضورًا ونجاحًا في هذه الخطوة الأخطر في الازمة الحالية ولا يزال يعمل بنشاط ضاغط وملحوظ للانتقال للخطوة الثانية وقف الحرب ثم الثالثة وهي العودة لطاولة الحرار لصناعة سلام قابل للحياة والاستمرار .

المحور الايراني أمام اختبار تاريخي كبير وعليهم ان يخرجوا من المنطقة الرمادية والمواقف الغامضة ويحققون نجاحًا في منع اجتياح بري لغزة؛ هذا هو المفترض من أصحاب الطريق الى القدس يمر عبر…. وإن لم يفعلوا- وهم ربما لن يفعلوا كما هي كل الشواهد والمعطيات- فان الشعب الفلسطيني بمقاومته الصامدة والمواقف العربية الضاغطة والمتوقعة كفيلة بامتصاص الصلف الإسرائيلي، وإيقاف الكارثة عند نقطة البقاء للمظلوم وليس للظالم.

وهذه ربما أيضا فرصة العرب لإثبات أن قضايا العرب تخصهم، وان على إيران أن تنكفي على نفسها وحدودها وكفاهم مشاريع أكبر من قدرتهم على تحمل تبعاتها ومواجهتها وكفاهم العبث في الشأن العربي بأيدي عربية.

لا يريد عربي عاقل لبيروت ولا صنعاء ولا دمشق ولا بغداد ان تتدمر بسبب هوس المشروع الايراني وأذرعه في المنطقة والشعارات الثورية والشعبوية التي يتم تظليل الشعوب بها، ولا نوجه الخطاب إلى أذرع إيران في هذه العواصم فهم سلبًا أو إيجابا في قضية فلسطين ونحوها قرارهم في طهران وليس في عواصمهم. كما أن هذه العواصم هي في الأخير عواصم عربية سلامتها تهم كل العرب.

من الأفضل لطهران أن تتحمل مسئولية عقيدتها وشعاراتها بشجاعة وتقف مع الشعب الفلسطيني والقدس كما تدعي وتتعهد ليل نهار من 1980م حتى الوقت الراهن. وأفضل لها أكثر بعد أن تترك شأن العرب للعرب وتنشغل بشعبها ومشاكله الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية وهو الشعب الذي دفع ثمن سياسات الملالي المتحكمة في ايران ويبقوا مع العرب في جوار اسلامي متعايش لا غالب فيه ولا مغلوب، ولا تدخل فيه لهم في سياسة الدول العربية ولا تتدخل عربي في شأن ايران؛ فالعرب لا يريدون معها إلا جوار أمن يحترم حقوق الجوار وسيادة الدول؛ وما حرص السعودية وهي دولة كبرى في المنطقة على حوار وتفاهم مع ايران برعاية صينية إلا تتويجا لرغبة العرب في حل المشاكل والنزاعات وأن يسود السلام والتعايش في المنطقة لتنشغل كل دولة بمصالحها وحماية امنها القومي والمساهمة في أمن المنطقة والعالم .

النزاع الفلسطيني الاسرائيلي يبقى هو القضية الكبرى والمفتاح السحري لشرق أوسط مستقر وآمن ولطي ملفات التطرف والعنف المسلح. وهذا النزاع حله ليس بيد مجلس الأمن ولا الدول الكبرى فقد أثبتوا بأنهم لا يريدون ذلك. وهذا النزاع الممتد لما يزيد على 70 عاما لن تنهيه العمليات النوعية للمقاومة مهما كانت موجعة ولا الاستخدام الاسرائيلي للقوة الغاشمة المدمرة والتي هي اليوم ترسم خارطة جديدة لكارثة حتمية على إسرائيل وفلسطين والمنطقة عموما.

هذا النزاع له حل واحد فقط حدده العالم من بداية الأزمة حتى الآن وهو العودة إلى حدود 1967م، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وتعايش جوار بين الشعبيين إن كان لهذا التعايش أن يحدث.. ولا يمكن تصور حلول أخرى ولا أحد مستعد على حساب بلاده وسيادته واستقرار شعبه أن يقتطع لأي فصائل يراد ازاحتها أو مهجرين فلسطينيين يراد تهجيرهم من أرضه لعيون إسرائيل وأمريكا أو حتى يقبل لجوء مسلح في بلده فهذا النوع من اللجوء بالبندقية والعربة قد جربه العرب في لبنان والأردن في القرن الماضي، وتبعاته كارثية على فلسطين ودول الجوار العربي، وتكراره عدوان شامل على كل العرب وسقوطه مجددًا انجازًا تاريخيًا للمقاومة وللعرب يستحق الإجلال ويجب أن يدافع عنه العرب جميعاً.

*من صفحة الكاتب على منصّة إكس