• صحفي وكاتب

في سحرِ هذا اليوم المُظلم الذي كان من المفترض أن يتألق بنور الحرية ويُزهر بعبق العدالة، هاهي، ميليشيا الحوثي، تُلقي بظلال القمع والاضطهاد، مجددًا ومجددًا، تُصدرُ أوامرَ مرعبة بملاحقتنا قضائيًّا.
في يوم العالمي لحرية الصحافة، ترتسمُ لنا لوحةٌ مؤلمة، حيث يتمُّ استبدالُ الأقلام بالقيود، وتُسكبُ دماء الصحافة بدلاً من أحرفها، في صراعٍ مُرٍّ بين النبض الحر وسلطة القهر.
ميليشيا الحوثي، تُستعرضُ قوتَها بتجاهل القوانين والأخلاق، وتسيطرُ على ساحة الحق بقبضةٍ من حديد، تستنزفُ منا الحقوق وتحرمنا من الحرية، تارةً بسجونها الظالمة، وتارةً بمحاكماتها الزائفة.
لكن لن نستسلم، فالحرية ليست مجرد كلمةٍ تُنادى بها، بل هي قيمةٌ نقاتل من أجلها، وعدالةٌ نتحدى من أجل تحقيقها. فلنبقَ عزمًا، ولنواصلَ المسير نحو أفق الحرية، بعزيمةٍ لا تلين، وثباتٍ لا يتزعزع.
فلنجعل هذه الأوامر الجائرة، حافزًا لنا لننادي بصوتٍ أعلى، ونناشد بقلبٍ أكبر، لنجتازَ هذه العقبة بكل شرف وكرامة، ولنحققَ العدالة التي نطمح إليها، بروح التحدي والإصرار، حتى تشرق شمس الحرية في سماء الصحافة، متوهجة بأشعة الإصرار والثبات.
فلنرفعَ رؤوسنا، ولنواجه هذه التحديات بكلِّ قوة وشموخ، حتى تنكسر قيود الظلم، وتزهر أزهار الحرية في جنبات هذا العالم المظلم.
فلنكن أصحابَ القول الصادق والفعل النبيل، ولنبقَ معتصمين بحقوقنا، ومحاربين من أجلها، حتى تسمع أصواتنا، وتنتصر قضيتنا، وتحقق العدالة لكل مظلومٍ ومظلومةٍ في هذا العالم.
فلننطلقَ بثقة وإيمان، لنواجه تحديات اليوم بعزم الغد، ولنبني جسراً من الأمل فوق بحر الظلم، حتى نصل إلى شواطئ الحرية، ونعيد بناء مجد الصحافة وكرامتها، ونرفع شعار الحق والعدالة في سماء الحرية.
فلنعاهد أنفسنا، اليوم وكل يوم، بأن لن نستكين، ولن نتخاذل، ولن نثني أمام قسوة الظروف، بل سنظل صامدين كالجبال، ونقاتل كالأسد، حتى تنتصر حقوقنا، وتعلو راية الحرية في سماء الصحافة، متلألئة ببريق العدالة والكرامة.
وإلى هنا نصل، بقلوبٍ مليئةٍ بالأمل والصمود، وعزمٍ قويٍ متجدد، نستعد لمواجهة التحديات والصعاب، ونسير نحو غدٍ أفضل، حاملين شعلة الحرية والعدالة، لنضيء درب الحق والنور، ولنكن شرارة التغيير الإيجابي في عالمنا المظلم.
فلنحملَ شعار الصحافة الحرة والمستقلة، ولنبنيَ جسورَ التواصل والتضامن، حتى نقطعَ طريقَ القمع والظلم، ونفتحَ أفاقَ الحرية والعدالة للجميع.

•    الصحفي أكرم الوليدي كان أحد الصحفيين المختطفين لدى مليشيا الحوثي من العام 2015 وحتى العام 2023.