مأرب..لقاء للتعريف بمشروع تعزيز مشاركة النساء في عمليات السلام لجنة التحقيق تناقش التنسيق والتعاون مع فريق تقييم الحوادث في اليمن منتخبنا الوطني يواجه العراق في افتتاح كأس الخليج الـ26 بالكويت منتخبنا الوطني يواجه نظيره العراقي في أولى مبارياته بخليجي 26 الزُبيدي يبحث مع سفير جيبوتي تنسيق المواقف المشتركة لتأمين خطوط الملاحة الدولية "خفر السواحل" تختتم مشاركتها في النسخة الرابعة من عملية "زهرة البوصلة" عضو مجلس القيادة طارق صالح يلتقي رئيس مجلس الشورى تقرير حقوقي يكشف ارتكاب مليشيا الحوثي أكثر من 500 ألف حالة قتل خلال 10 سنوات وكيل تعز: العدالة منظومة متكاملة بين مختلف الجهات القضائية والأمنية سقطرى..تدشين مشروع ترميم المنازل بدعم من مركز الملك سلمان للاغاثة
كاتب صحفي
قبل أسابيع، احتفلنا بالذكرى الـ 42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، والآن نحتفل بالذكرى الـ 34 لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح. والتنظيمان، الإصلاح والمؤتمر، هما الأكثر تأثيرًا في الحياة السياسية اليمنية خلال العقود الأربعة الأخيرة. ومن الصعب على الباحث فصل مسيرتهما المشتركة، كما هو صعب الفصل بينهما في التداخل التاريخي والفكري والاجتماعي. ولَعِبا معًا دور المعارضة والسلطة، وشَكَّلا بنية النظام السياسي: سلطة ومعارضة أو توافق وطني، كما هو الحال قبيل سقوط حكومة التوافق الوطني من قبل المليشيات الحوثية الانقلابية.
وبعد سقوط حكومة التوافق الوطني ودخول المليشيات صنعاء، لم يتوفق التنظيمان في صد المؤامرات واختلفت الرؤى. وفي هذا الجانب، ربما مثلت مارب كجغرافيا نموذجًا سياسيًا حيويًا، استطاع تلافي خطأ المركز وكافح من أجل بناء معادلة ضمن الممكن السياسي، وبدعم عربي ممثل بالتحالف العربي.
لقد قلت أكثر من مرة: نحن لا نحتاج إلى فعاليات شكلية لإحياء ذكرى أي تنظيم، يهدف المنظمون من خلالها إلى دعاية سطحية لا قيمة لها من وجهة نظري في ظل الظروف الحالية.
مأرب يجب أن تتسع لحوارات نقدية للمرحلة في كل المناسبات وفي ذكرى أي تنظيم، ويشارك فيها صانعو قرارات التنظيمات وإخراج السياسة من التداول الضيق والتقليدي إلى طيف جماهيري واسع وخطاب مسموع وواضح.
ودون ذلك لا جدوى من إقامة مثل هذه الاحتفالات إن لم تستهدف تقييم المرحلة لكل تنظيم أو بشكل جمعي كما هو حال مارب حيث لا يزال الطيف المتعدد موجودًا ويجب الحفاظ عليه.
وفي ظل الظروف الراهنة، تشكل الفعاليات التقليدية المتكررة عبئًا على العمل السياسي، ما لم تجب على أسئلة المستقبل الملحة وتفتح نقاشات جادة لتقييم المرحلة، ويتم إزاحة بعض الممارسات الوصائية التقليدية، وتتحول السياسة إلى فعل جماهيري مفتوح على الأقل من حيث ممارسة النقد البناء والنقاشات. هذا السلوك وحده سوف يعيد هيبة البناء السياسي في المرحلة الراهنة.
وبدون أدنى شك، فإن البنية السياسية تضررت خلال سنوات الصراع وبشكل كبير، إن لم تكن قد اقتربت من الاجتثاث ومغادرة الساحة لصالح قوى أخرى، وإذا جاز لنا القول إن منح القوة للبنية التنظيمية السياسية الديمقراطية لن يتم إلا عبر نقاشات واسعة ومشاركة جماهيرية عريضة تستطيع خلالها المنظومة السياسية اكتشاف تطلعات الجماهير وتحفيز المنظومة السياسية على تلبية الطموحات المشتركة للجماهير وإنهاء حالة الانفصام السياسي الموجودة فعلاً بين الشارع والمنظومة السياسية.
لقد استهدف الصراع اقتلاع المنظومة السياسية الوليدة، بل إن هناك من راهن على عدم صلاحيتها للمستقبل، تزامن هذا مع أداء ضعيف وهش للمنظومة خلال سنوات الصراع. والحقيقة أن الصراع علاوة على الضرر الذي ألحقه بالمنظومة السياسية الديمقراطية، فقد أثبت هشاشتها بشكل كبير، وأمام هذا الواقع نحن لسنا بحاجة إلى احتفالات شكلية، نحن بحاجة إلى إجابة على أسئلة المستقبل وكيفية معالجة الضرر الذي لحق بالمنظومة ولا نغامر إذا قلنا ضرورة إثبات صلاح هذه المنظومة أو كيفية تجديدها للنهوض بالوضع السياسي الكارثي الذي خلفه الصراع.
ومن هنا نهنئ جميع منتسبي الطيف التعددي الديمقراطي الموجود فعليًا في مارب بمناسبة الذكرى الـ 34 للتجمع اليمني للإصلاح.