اتفاق الرياض بين الحكومة والانتقالي… أبرز ما تحقق منه وما تعثر
المالية تعلن إطلاق تعزيزات مرتبات موظفي القطاعين المدني والعسكري
بيان صادر عن مكتب رئاسة الجمهورية بشأن التصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين في الحكومة
مؤسسة الثورة تؤكد التزامها بالشرعية الدستورية وترفض أي بيانات خارج إطار الدولة
اجتماع ثلاثي بالقاهرة يؤكد مواصلة التنسيق لدعم استقرار ليبيا
المحافظ تُركي يكرِّم أبطال لحج في الجودو المتوَّجين عربياً وقاريا
البنك المركزي اليمني يقر مشروع موازنة العام 2026
مجلي يناقش مع السفيرة الفرنسية مستجدات الأوضاع في اليمن
مأرب..اطلاق مشروع تمكين لبناء قدرات موظفي المكاتب التنفيذية بالمحافظة
شمسان يناقش مع لجنة المصالحة والسلم المجتمعي الأوضاع الراهنة بتعز
تابعت باهتمام زيارة الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى ألمانيا ومشاركته في قمة مؤتمر ميونخ للأمن الدولي، وحديثه الأهم في مائدة مستديرة نظمها مركز حلف شمال الأطلسي ضمن فعاليات المؤتمر، بحضور قادة البحرية من دول الحلف، ومسؤولين وقيادات أمنية دولية.
الرسائل التي قدمها الرئيس خلال تلك الجلسة الحوارية كانت مهمة للغاية في إعادة تعريف الظاهرة الحوثية كمشكلة أمنية مؤرقة ليس على اليمن فحسب بل على الإقليم والمجتمع الدولي أجمع.
ما يميز الطرح الذي قدمه الرئيس العليمي للخبراء الدوليين ليس الاكتفاء فقط بتعريف المشكلة الحوثية وارتباطها المدمر بالأمن الدولي والإقليمي، وحركة الملاحة البحرية، واستهداف الاقتصاد العالمي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بل أيضاً بتحديد مكامن الخلل في التصور الدولي الملتبس تجاه الجماعة الحوثية ومخاطرها، وتقديم التصور الأمثل لمعالجة هذه المشكلة من جذورها، وتبني رؤية شاملة لمعالجة آثارها السلبية على اليمن والمنطقة على المدى البعيد.
يرى الدكتور العليمي وهو أستاذ علم اجتماع وخبير أمني راكم تجارب السنين، أن إنهاء التهديد الحوثي لن يتم إلا من خلال تعريضه لهزيمة استراتيجية تجرده من موارد قوته وهي "المال، والأرض، والسلاح"، ومن هذا المنطلق من المهم إعادة تعريف الحوثي كتهديد دائم وليس مؤقت، ومن المهم ممارسة الضغوط القصوى على الميليشيا الحوثية بدلاً من تقديم الحوافز، لأن الحوثي يفهم لغة القوة لا لغة الحوافز.
يختصر الرئيس العليمي ضعف استجابة المجتمع الدولي للمشكلة الحوثية من خلال انطلاقهم تجاه المشكلة من ثلاثة مبادئ غير صحيحة وهي: اعتبار الحوثي تهديداً مؤقتاً، وأن عملياته الإرهابية مرتبطة بأحداث غزة فقط، والأمر الأخير: التركيز على عسكرة البحر الأحمر، بدلاً من تغيير ميزان القوى في البر اليمني، فضلاً عن خطورة استجابة بعض الدول الفاعلة للابتزاز الحوثي، أو مواصلة نهج الاحتواء وتقديم الحوافز بدلاً من ممارسة الضغوط وسياسة الردع.
التباس المقاربة الاستراتيجية الدولية تجاه جماعة الحوثي، وتصوراتها القاصرة نتج عنها، قصور في الاستجابة للتهديدات المتنامية للجماعة الحوثية المتمردة، وهو الأمر الذي أكد عليه الرئيس العليمي بمطالبته بتطوير شراكة استراتيجية مع الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً من أجل خلق معادلة ردع "يمنية دولية" ضد السلوك الإرهابي الحوثي.
أمر آخر في غاية الأهمية أشار له الرئيس العليمي، وهو طبيعة علاقة اليمن الجيوسياسية بالقرن الأفريقي، والتأثيرات السلبية للعمليات الحوثية في عودة عمليات القرصنة بوتيرة متصاعدة منذ نهاية العام 2023م، وللأسف-حسب حديث العليمي - فإن الجماعات الإرهابية والإجرامية استوعبت حقيقة هذا الفضاء الجيوسياسي الواحد بين اليمن والقرن الأفريقي أكثر من استيعاب الدول لها، واستمرار غياب التشابك الوثيق بين اليمن والقرن الأفريقي في منظور المجتمع الدولي.
باختصار، أستطيع القول أن الرئيس العليمي استطاع تقديم مقاربة عميقة لعمق المشكلة اليمنية المرتبطة بالانقلاب الحوثي وآثاره على المنطقة، وارتباطه بالمشروع الإيراني، وتأثيراته على البحر الأحمر وواحدية الفضاء الجيوسياسي بالقرن الأفريقي، وغيرها من الرسائل المهمة التي كشفت ضبابية رؤية المجتمع الدولي للقضية اليمنية، واعتبارها مشكلة مؤقتة، وتحويلها إلى ملف إنساني دون النظر لجوهر المشكلة وتداعياتها وارتباطاتها الإقليمية وتأثيراتها السلبية في المستقبل.






