حتى متى يهرسنا الاغتراب
الساعة 04:21 مساءً

أصبح الشباب اليمنيين المرهقين والمراهقين يدبجون الرسائل للحسناوات من مشاهير الشاشة بتقليد يثير للشفقة ..
يفعلون ذلك متصنعين استشعار الجمال جوار القبح في حياتنا.
يفتقدون الحب في هذا الوطن لهذا يستوردونه من خيالاتهم وتعيقه الحدود الكثيرة.
يفتقدون الجمال كثيراً لذا يتساقطون كالذباب على شاشات التلفاز ويلتصقون كالوزغ على زجاجها ..
اعذروا هروبهم من هذا الواقع الأليم والمجد لأول رسالة فقط.
والحق أنه لا يستحق رسالة من القلب سواك ..
ليس لأنك جميلا كثيراً وممشوق القامة وتضع أصباغ كثيرة على وجهك وخضعت لعمليات تجميل مؤلمة ..
أنا أرسل لك زفرة من روحي لأنك مثلي لست جميلاً أبداً؛ وكل العمليات التي خضعت لها عسكرية تدميرية فقط؛ متعب كثيراً؛ ولا يصبغ وجهك سوى بؤس الملامح وشقائها..
الحياة فيك تعذيب والبعد عنك عذاب حين نفكر بالهروب منك.
نختار الرحيل لأنك محاصر من الحياة والحرية فيكوينا البعد أضعافاً مضاعفة من الهوان وضيق العيش.
نحفظك في قلوبنا كدين نؤمن به وننتمي إلى روحك النقية رغم وعثاء الحرب .
أنا لن استبدلك بكل جمال الأرض ، ولن أقايض تعبي فيك براحتي في أي مكان ..
نشكو إليك أبناءك العصاة الذين تفرقت أيديهم حين أردت لهم الحياة وتجمعت حين أرادوا دفنك حيا في صراعاتهم الحزبية المقيتة.
أضاعوا الفردوس كي يبكوا عليه؛ فلم يعد هناك من يستحقك هذه هي الحقيقة !!
أصبح من يحبك يوجه سهامه إليك ومن لا يبالي يبيعك في أول مزاد.
جدير أنت بحفل كربلاء التي نقتتل فيه كالجرذان تحت وابل رصاص الأباتشي .
جدير أنت أن نضرب وجوه بعضنا على مواقع التواصل ونتبادل الشتائم واللعنات والتخوين والتحريض.
كل عذاباتنا تكفيراً بسيطاً لأن هناك من أضاع وطن عظيم بخلافات حقيرة وأطماع شخصية.
كل النخب التي باعت وصمتت وقبلت عليها اللعنة إلى يوم الدين.
كتبت خياناتهم التيه والتشرد والضياع للجميع.
فصرنا لا نملك من أمرنا سوى البكاء والتشرد على أرصفة الحلم أن تعود لنا وطنا معافى وأن يموت كل هؤلاء الذين يعيقون عودتك .
فنحن الذين ندفع فاتورة أطماع البعض ونحن جسر العبور لهذه الأطماع.
فمتى نعود إليك يا وطننا الحبيب؟
متى تتعافى من لدغ الأفاعي ومن غباء شقاقنا ؟ متى يلتم شملنا فيك أحرارا ولسنا عبيد ؟
حتى متى يهرسنا الاغتراب بلا وطن أو أمل ؟
 

* روائية وكاتبة