تعرضت المساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي لموظفي مؤسسة الثورة في صنعاء للسرقة مجددا، وقال عدد من موظفي المؤسسة لـ" الثورة نت" انهم حصلوا على معلومات من برنامج الغذاء توكد لهم استمرار صرف المساعدات الغذائية المخصصة لهم لشهري ديسمبر ويناير.

ورفع مشروع التغذية المدرسية التابعة لوزارة التربية التي يديرها يحيى الحوثي شقيق زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي كشوفات تحتوى على اكثر من عشرة الف اسم مستفيد من ضمنها أسماء 723 موظف في مؤسسة الثورة لأخلى عهدة المساعدات المقدمة من البرنامج لشهري ديسمبر ويناير الجاري.

بينما اكد عدد من موظفي الثورة في اتصالات هاتفية بـ"الثورة نت" عدم حصولهم على أي نوع من المساعدات خلال الفترة الماضية وحتى كتابة الخبر، مستغربين من استمرار سرقة المساعدات الغذائية بعد ان أصبحت قضية دولية شهدت   الكثير من الجدل وتبادل الاتهامات بين الجهات المعنية.

كما تساءل الموظفون عن مصير التحقيقات التي اعلن رئيس الهيئة الوطنية للإغاثة الإنسانية  المدعو احمد حامد المشكلة من قبل المليشيات عن تنفيذها لكشف المتسببين في ضياع المساعدات، وكان مدير مكتب مهدي المشاط رئيس ما يسمى  بالمجلس السياسي التابع لمليشيا الحوثي قد اعلن بداية شهر يناير عن تشكيل لجنة للتحقيق في سرقة مساعدات غذائية تصل قيمتها الى عشرات المليارات من الريالات قدمها برنامج الغذاء العالمي على مدى عام ولم تصل الى المستفيدين.

واتهم الصحفيين قيادات في مليشيا الحوثي بسرقة المساعدات الغذائية مستغلين سيطرتهم على أجهزة الدولة والضغط على المنظمات الدولية العاملة في اليمن، مستدلين على ذلك بالموقف المتخاذل للحوثيين حيال تعرض اقوات البسطاء للسرقة _حد تعبيرهم_  وإصدار بيان اتهموا فيه الصحفيين بالارتزاق والعمالة والطابور الخامس على اثر كشفهم لسرقة الإغاثة، كما تعرض بعض الصحفيين للملاحقة من قبل أجهزة امنية يفترض انها تتبع الدولة.

وكان برنامج الغذاء العالمي قد التهم الحوثيين بسرقة الغذاء من افواه الجائعين في اليمن مسببا في تضاعف المأساة الإنسانية في بلد تعصف به الحرب منذ عام 2014.

واشار بيان صدر عن البرنامج في 31 ديسمبر الماضي الى ان دراسة استقصائية أجراها برنامج الأغذية كشفت أن كثيراً من سكان العاصمة لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية، وان ملايين الجوعى في مناطق أخرى حُرموا من حصصهم بشكل كامل .

وقال البرنامج أنه «تم الكشف عن التلاعب في تخصيص مواد الإغاثة الغذائية، في مراجعة أجراها برنامج الأغذية العالمي خلال الأشهر الأخيرة. وقد أجريت هذه المراجعة بعد ازدياد التقارير عن عرض المساعدات الغذائية للبيع في أسواق العاصمة. وقد اكتشف البرنامج هذا التلاعب من قبل منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين الذين يكلفهم بمناولة مساعداته الغذائية وتوزيعها. المؤسسة المحلية تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون».

وتطرق البيان الى ان البرنامج حصل على عدد من الصور الفوتوغرافية، وغيرها من الأدلة تثبت قيام الشاحنات بنقل المواد الغذائية بشكل غير مشروع، من مراكز توزيع الأغذية المخصصة لذلك وأن مسؤولين حوثيين يتلاعبون أثناء عملية اختيار المستفيدين، وتم تزوير سجلات التوزيع. ومنح كميات من المساعدات الغذائية  لأشخاص غير مستحقين لها، كما حصل البرنامج على ادلة قطعية بتورط الحوثيين في  بيع كميات من المساعدات الغذائية في أسواق العاصمة لتحقيق مكاسب مادية.